Car Magazine Wednesday02/05/2007 G Issue 22
السلامة
الاربعاء 15 ,ربيع الثاني 1428 العدد22
آلة التنبيه.. القاتل الخفي!

* إعداد - محمد الحمالي*

تضمنت لائحة الجزاءات والمخالفات المرورية التي صدرت مؤخراً مخالفتين تتعلقان بالاستخدام الخاطئ لأبواق المركبات (البواري). المخالفة الأولى أشارت لها المادة 19 من مخالفات الفئة الأولى وتنص على أن استعمال الأبواق المزعجة أو ذات الأصوات المتعددة يستوجب احتجاز المركبة حتى إزالة المخالفة أو إزالة أداتها مع الحبس من عشرة أيام إلى 30 يوماً والغرامة من 300 إلى 900 ريال أو بهما معاً.

أما المخالفة الثانية فقد أشارت لها المادة 62 من مخالفات الفئة الثالثة وتنص على أن عدم مراعاة قواعد استعمال المنبه/ البوري يقتضي الحبس لمدة لا تزيد عن عشرة أيام أو الغرامة بمبلغ لا يزيد عن 300 ريال أو بهما معاً.

قديمك.. نديمك

ومن يستعرض تاريخ قانون السير في بلادنا يُدرك أن المسؤولين في بلادنا أولوا أهمية بالغة منذ البداية لمسألة سوء استخدام آلة التنبيه إذ يتضح لنا من خلال صورة الرخصة المنشورة هنا التي يعود تاريخها إلى العام 1374هـ أن الفقرة رقم 9 تتضمن تحرير مُخالفة بمقدار 55 قرشاً أو السجن أربعة أيام لكل سائق لا يتوقف عن استخدام صوت المنبه بعد نفور الجمال (خشية إزعاج المارة أو السكان القريبين من موقع السيارة).

عاقبة الاستفزاز

وكانت إحدى الصحف المحلية الصادرة من المنطقة الغربية قد أوردت بتاريخ 24-7- 2006 خبراً يُشير إلى أن إدارة مرور (القنفذة) قد كشفت عن أن الاستخدام الاستفزازي لمنِّبه السيارة (البوري) تسبب في حادث سير جنائي. وملخص الحادثة أن سائقاً همَّ بالخروج إلى الخط العام فكان أن تجاوزته سيارة يصدر منها صوت تنبيه (بوري) بشكل استفزازي يقودها رجل وبرفقته زوجته مما أثار حفيظة السائق الأول الذي لم يتوان عن ملاحقة السائق الذي برفقته زوجته ومن ثم قام بصدمه من الجانب عمداً مما نتج عنه انقلاب السيارة التي بها الرجل وزوجته عدة مرات لينتهي الأمر بوفاة الاثنين في الموقع! ولدى التحقيق مع السائق الجاني اعترف بأن السبب كان استفزاز السائق الآخر له بطريقة أفقدته صوابه. انتهى الخبر

من القاتل؟

وفي حادثة أخرى في مدينة الرياض ولدى تحول لون إشارة المرور إلى الأخضر انطلقت أبواق السيارات فوراً (كالعادة!) فتحركت سيارة كانت في المقدمة يستقلِّها مجموعة من الرُكَّاب دون أن يلتفت قائدها إلى مسألة خلو الطريق من عدمه فحدث أن كانت هناك سيارة قادمة من المسار الأيسر بسرعة عالية بسبب أن قائدها كان يرغب في تجاوز الإشارة قبل أن تتحول إلى الضوء الأحمر فكانت النتيجة وقوع حادث سير مروِّع ذهب ضحيته أبرياء.

السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: هل كان سيحدث ما حدث لو لم تنطلق أبواق السيارات من خلف تلك السيارة التي ذهب رُكَّابها ضحية؟

سؤال آخر: متى يُدرك السائقون أن قانون السير المُتعارف عليه دولياً يُجرِّم كل سائق يتجاوز إشارة المرور بسرعة تزيد عن ثمانين كيلاً في الساعة؟

احذر.. تسلم!

إن تحوَّل لون الإشارة من الأحمر إلى الأخضر لا يعني أن الطريق أصبح ملكاً للسائق فقد يكون في المسار المقابل أو أحد المسارين الجانبيين سيارة إسعاف أو شُرطة أو دفاع مدني تسير في حالة طارئة أو قد يكون هناك مُجرم فار من إحدى الدوريات التي تُطارده، وقد يكون من الاحتمالات أيضاً أن مكابح السيارة تعطَّلت أو أنها لا تعمل جيداً في إحدى السيارات القادمة من المسار الآخر ومن ثم لم يستطع السائق إيقافها بشكل مناسب مما اضطره إلى تجاوز الإشارة الصفراء أو الحمراء، كذلك من الاحتمالات أيضاً أن هناك شخصاً معتوهاً يقود سيارته في غفلة من ولي أمره وبالتالي فهو لا يُدرك مغزى إشارة المرور، ومن الاحتمالات الواردة أيضاً وجود شخص يقود سيارته وهو بحالة سُكر، أو أن شخصاً أصابته نوبة قلبيه في هذه اللحظة ففقد السيطرة على سيارته وتجاوز الإشارة الحمراء، أو أن شخصاً يحمل مصاباً أو مريضاً إلى المستشفى على عجل دون أن يُراعي قانون السير، أو أن سائقاً داهمته نوبة سُكَّر (انخفاض في مستوى السُكَّر في الدم)، أو أن أحداً يستخدم جواله ومنسجماً في الحديث مع صاحبه مما أنساه حالة الطريق (هناك دراسة حديثة بهذا الخصوص أجرتها جامعة Utah الأمريكية خلُصت إلى أن استخدام الهاتف النقال أثناء قيادة المركبة يُفقد السائق التركيز على الطريق بنسبة تفوق سائقاً آخر يقود وهو مخمور) وأخيراً فإن بعض السائقين قد يكون عنده عمى ألوان achromatopsia وأشهر أنواع هذا المرض هو عمى الألوان الأحمر - الأخضر Red-Green Color Blindness وهو يُصيب نحو 8% من الرجال و أقل من 1% من النساء وهو يجعل السائق يرى الإشارة الحمراء خضراء ويعود السبب في ذلك إلى غياب الأقماع Filters الحساسة للون الأحمر أو الأخضر لدى المُصاب.

من ملفات القضاء

عرضت القناة الأولى قبل نحو عامين لقاءً مع أحد المشايخ (أظنه فضيلة الشيخ عبد المحسن العبيكان أو الشيخ سعد البريك والأقرب للصواب هو الأول) ذكر فيه بعض الحوادث والقضايا التي ترد إلى المحكمة ومن ذلك أن سائقاً كان يقف بسيارته في الصف الأول عند إحدى الإشارات الضوئية وعندما تغيَّر لون الإشارة للأخضر سمع من ورائه على الفور صوت تنبيه (بوري) فأشار بيده للسائق بما معناه أن يصبر فالإشارة لتوها تسمح بالسير فما كان من ذلك السائق الذي في الخلف إلاَّ أن أسرع بسيارته وتجاوز صاحبنا ومن ثم أجبره على الوقوف وقال له (لماذا لم تتحرك فوراً عندما أضاءت الإشارة باللون الأخضر ولماذا تُشير إلي بيدك هكذا؟) واستل مدية كانت بيده وطعن صاحبنا في رقبته ولكنها لم تكن قاتله. يقول صاحبنا المغدور به إن ذلك السائق لم يمهله حتى يشرح له أن ناقل الحركة في سيارته يدوي وليس أوتوماتيك وبالتالي فهو يحتاج لفترة ثانية واحدة (!) لتتحرك سيارته عندما تُضيء الإشارة باللون الأخضر. سبحان الله!

والله خير حافظا

في لقاء صحفي أجرته صحيفة (الجزيرة) مع لاعب الهلال (محمد الشلهوب) على صفحات هذه المجلة بتاريخ 13-12-2006 ورد ما يلي على لسان الضيف: (مرَّ بي موقف طريف وصعب في نفس الوقت عندما كنت مع أحد أصدقائي حيث كنا نتوقف أمام إشارة ضوئية فقام صديقي بالتنبيه لمن يقف بالمقدمة من خلال المنبه الصوتي (البوري) فتحرك من هم أمامنا رغم أن الإشارة حمراء.. وفي الإشارة التي بعدها خدعنا أحدهم بنفس الطريقة فقطعنا الإشارة وكدنا أن نتورط في حادث مؤلم جداً ولكن ربك ستر ولله الحمد). انتهى كلامه.

بكاء الرضيع

استقل (م.س) سيارته برفقة زوجته في طريقهما إلى المستشفى لمعالجة ابنتهم الرضيعة التي لم تتجاوز الشهرين من العمر وعندما توقفا ضمن رتل السيارات بانتظار تجاوز الإشارة الضوئية التي تفصلهم عنها مسافة طويلة كان بجانبهما سائق يقود سيارة من النوع الذي يأتي مُجهَّزاً بآلة تنبيه (بوري) مُزعجه للغاية وكان كلما أضاءت الإشارة باللون الأخضر أطلق ذلك السائق صوت المنبَّه وذلك على مدار ثلاث دورات متعاقبة للإشارة مع أن المسافة التي تفصله عن الإشارة تزيد (بحسب راوي الحادثة) عن 100 متر ونيِّف وكان من سوء حظ (م.س) أن يكون ذلك السائق بجانبه في أغلب هذه الدورات وفي الدورة الأخيرة حدث أن أصبحت السيارتان متجاورتين تماماً وما هي إلاَّ لحظات حتى أطلق ذلك السائق صوت المنبِّه على نحو استفزازي فما كان من الطفلة ذات الشهرين إلاَّ أن انتبهت وهي تصرخ مذعورة من صوت المنبه ولم يلبث صاحبنا أن ترجَّل من سيارته غضبان غير آسف ليوسع ذلك الرجل ضرباً مُبرِّحاً لم يخلصه منه إلاَّ المارة والسائقون الآخرون..........!


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة