Car Magazine Wednesday02/05/2007 G Issue 22
جديد
الاربعاء 15 ,ربيع الثاني 1428 العدد22

خطى على طريق الطاقات المتجددة
سيارات المستقبل.. جذابة بتقنية عالية

القاهرة - احمد شامخ

يشكل وقود السيارات هاجساً كبيراً لدى الكثير من دول العالم وخاصة التي تعتمد على استيراد مشتقات النفط ويرجع ذلك إلى ارتفاع سعر الوقود بالإضافة إلى ما تخرجه السيارات النفطية من عوادم تتسبب في تلوث الجو وارتفاع درجة الحرارة وربما كان هذا هو السبب الذي دفع الشركات المصنعة للسيارات إلى ابتكار طرز جديدة أطلق عليها (السيارة الكهربائية) وبدأ خبراء السيارات في وضع تصميمات جذابة تحمل في طياتها أشكالا مختلفة منها الكروي والمستطيل ... لتضع بصمات جمالية على الجيل القادم لسيارات المستقبل.

القيادة الكهربائية Drive By Wire تستبدل هذه التقنية الأجزاء المتحركة في السيارة بتوصيلات كهربائية بغية تحسين سرعة الاستجابة بالإضافة إلى قدرتها على تقليص المساحة المخصصة لأدوات التحكم مما يعطي حرية اكبر لمصممي السيارات ففكرة السيارة التقليدية ستتغير كلياً وسيستطيع المصمم تغيير موقع كرسي السائق أو مقود التحكم بحرية.

ويعتمد المحرك الكهربائي للسيارة على بطارية يعاد شحنها بطريقة شبيهه بمبدأ الطاقة الشمسية فالطاقة المستخدمة في شحن البطارية تتولد في ثمان اسطوانات تسمى الوحدات الحرارية الضوئية الكهربائية وهي ببساطة اسطوانات يتوسطها أنبوب يتم فيه حرق غاز الميثان ويستخدم الوهج الناتج عن الحرق كشمس اصطناعية ولا تتعدى قوة الضوء الناتج عن حرق غاز الميثان ثلث قوة ضوء الشمس وتتولد الطاقة الكهربائية بفضل خلايا ضوئية تحيط بالأنبوب المتوهج وتحيل الطاقة الضوئية المنبعثة منه إلى كهرباء.

صغيرة الحجم وميزات متعددة

وقد انتشرت في شوارع المدن الأوروبية ثلاثة أنواع من السيارة الكهربائية النوع الأول سيارة (جي وز) التي تشبه الفقاعة والتي تتسع إلى راكبين نظراً لضيقها وصغرها وتبلغ سرعتها القصوى 80 كيلومتراً وهي رخيصة الثمن وتكفي الشحنة الواحدة من مقبس كهربائي عادي لمدة ثماني ساعات ويبلغ عدد هذا النوع حوالي 500 سيارة في أوروبا.

أما النوع الثاني سيارة (تاتغوتي 600) تعتبر سيارة متفوقة في هذه الفئة من السيارات بتصميمها الفريد وأدائها العالي وهي صممت في الولايات المتحدة لكي تحقق سرعات عالية على الطرق السريعة ويمكنها تحقيق تسارع يصل إلى 100 كيلومتر في الساعة انطلاقاً من الصفر خلال أربع ثوان أي تسارع أفضل من أي سيارة أخرى عادية رياضية أما مداها فيبلغ 257 كيلومتراً وهي سيارة ضيقة مما يجعل الراكب الثاني يجلس وراء سائق السيارة. ويتيح هذا الشكل مرور السيارة في الشوارع الضيقة وركنها في المواقف بشكل عمودي كالدراجات النارية وبطاريتها من طراز (لاي - ون) الذي يجعل مداها يفوق الـ 500 كيلومتر بين الشحنة والأخرى ولذا سعرها مرتفع بحوالي 133 الف دولار.

النوع الثالث الذي سيظهر قريباً سيارة (ميغاسيتي) من إنتاج شركة نايس كار وهي أكثر اتساعاً وراحة من النوعين السابقين رغم أنها لا تتسع إلا لسائق وراكب آخر بجانبه وتتيح شحن بطارية السيارة من كهرباء مولدة من قبل طواحين الهواء.

قاعدة صينية

واصلت الصين تقدمها ببناء قاعدة صينية لإنتاج وتطوير السيارات الكهربائية في منطقة بينهاي ومن المتوقع أن تنتج هذه القاعدة 20 ألف سيارة كهربائية سنوياً وتضم القاعدة مركزاً لتطوير السيارات الكهربائية وآخر لاختبارها وسيتم تركيب خط إنتاج لمحركات سيارات من هذا النوع وتبلغ قدرة إنتاجه 30 ألف محرك سنوياً تتراوح قوتها الآلية بين 3 كيلو واط ومائة كيلو واط وبدأ تشغيل العديد من السيارات الكهربائية في مدن تيانجين وووهاي ووى هاي.

على الجانب الآخر شهدت الصين (باصات المستقبل) التي تعمل بالقوة الكهربائية وأصبحت قريبة من حياة عامة الناس،هذه الباصات تشبه الأنواع التقليدية من حيث شكلها ولكنها تتحرك بالدفع الكهربائي من بطاريات ويمكن شحنها بالكهرباء مباشرة وتكفي لقطع 150 كيلومتراً حتى 300 كيلومتر في المرة الواحدة وحسب الخطط الموضوعية فإن مدينة بكين ستستخدم الباصات العامة الكهربائية أثناء إقامة اولمبياد عام 2008م.

(القيادة بالتواصل)

أزاحت نيسان اليابانية الستار عن الطراز الكهربائي الذي يأتي على هيئة بيضة (بيفو) وتعمل بنظام يسمى (القيادة بالتواصل) والذي يقلل الروابط الميكانيكية بين قاعدة السيارة ومقصورة القيادة لتسهيل التوجيه وتدور حول نفسها 360 درجة بطريقة تسهل القيادة وتلغي ضرورة العودة إلى الوراء وتبلغ سرعتها 80 كلم في الساعة وتعمل ببطارية ليثيوم ولهذه السيارة ثلاثة مقاعد ويجلس السائق في الوسط ويقوم هيكلها على أربع عجلات صغيرة ويمكن للسائق قيادتها باتجاه أو بآخر حسب وضع المقصورة ومجهزة بأربع كاميرات فيديو تصور خارج السيارة لإلغاء نقاط عدم الرؤية وبنظام للأشعة تحت الحمراء يسمح بتوجيه نظام الملاحة بالإضافة إلى تجهيز غطاء السيارة الامامي والخلفي بوسادات تسمح بالجلوس عليها عندما تكون متوقفة.

سلامة البيئة

من جانبها كشفت شركة رينو الفرنسية بالتعاون مع شركة نيسان اليابانية عن خطط لتصنيع سيارات (خضراء) وذلك بانتاج سيارات مزودة بمحرك كهربائي تخطط لطرحها في الاسواق الأوروبية بحلول عام 2010م.

وأعلنت مازدا انها ستطرح سيارتها التى تعمل بمحرك كهربائي 114 كيلوواط رباعية الدفع ذات التجهيزات الرياضية (تريبوت هايبرد) وستكون مركبة متطورة تكنولوجياً تفي بمعايير السيارات ذات الانبعاثات متناهية الصغر.

وكانت جنرال موتور أعلنت عن تأقلمها مع عاملي سلامة البيئة وارتفاع أسعار الوقود بسيارة شفرولية فولت التي تستمد طاقتها من الكهرباء بدلاً من الوقود وتشبه السيارات الرياضية في شكلها وهي بأربعة أبواب مزودة ببطارية من نوع ليثيوم ويمكن شحنها بواسطة محرك احتراق من ثلاثة سلندرات سعة لتر واحد والذي يعمل على توليد الكهرباء لإعادة شحن البطارية اثناء القيادة ومن المتوقع ان تصل سرعة السيارة إلى 100 ميل في الساعة.

صديقة للبيئة

قامت شركة روبسوفت Robsoft الفرنسية بطرح (روبوكار) RobuCar الجيل الجديد من السيارات الكهربائية الصغيرة الآلية التي تسمح بنقل آلي للأفراد وتتميز روبوكار بتشغيل جميع الوظائف بها عن طريق محركات، فكل عجلة تعمل بمحرك مستقل وبأنظمة دفع كهربائية مصممة لضمان التوجيه الجيد للمحاور. بالإضافة إلى تعدد وحداتها مما يتيح إمكانية إجراء تعديلات كثيرة وفقاً لكل مستهلك إذ يمكن تغيير حجم القاعدة،الهيكل،قدرة المحرك أو سرعة الانتقال أما بالنسبة لكفاءة نظام الكومبيوتر المصمم بالسيارة فهي تتوافق مع مختلف التطبيقات التي تتضمن طاقة المعالجة، إمكانيات الجرافيك، خواص الاتصال كما أنها تتيح طرق قيادة مختلفة كالقيادة الفردية، القيادة الثنائية أو نظام الوقوف، وقد تم اللجوء إلى نظام ذراع التوجيه البسيط كبديل لعجلة القيادة.

وتعد السيارة الكهربائية حالياً أفضل خيار لمواجهة التلوث الناجم عن كثافة المرور في المدن من جهة أخرى يجب عدم المبالغة واعتبارها حلاً مثالياً لما تحتوية بطاريتها من منتجات بعيدة تماماً عن أن تكون صديقة للبيئة فهي تحتوي على الرصاص،حمض الكبريتيك ،

ا لكدميوم، النيكل، الكبريت ، الصوديوم وتمثل هذه المركبات تهديدات خطيرة في حالات الحوادث ويلزم في كل الأحوال العثور على الوسيلة المناسبة لإعادة تدويرها بعد الاستخدام بالإضافة إلى أن تكاليف إنتاجها مرتفعة للغاية كما أن كفاءة محركتها ما تزال أقل بكثير من كفاءة محركات السيارات العادية التي تعمل بالوقود والمعروفة باسم محركات الاحتراق الداخلي،فهل ستغني السيارة الكهربائية عن سيارة البنزين؟


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة