أيام قلائل ويبدأ رسميًا تشغيل مزاد السيارات الدولي بالرياض ذلك الحدث الفريد والأول من نوعه في المنطقة العربية والمقرر أن يقوم بافتتاحه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، ولا ريب أنه أحد مشروعات النفع العام الذي سيضيف نقلة نوعية وسبّاقة للعاصمة، ويجيء في وقت يدشن بها الملك عبدالله بن عبدالعزيز ويضع حجر الأساس لمشروعات تشمل جوانب الصحة، والتعليم، والإسكان، والطرق، والبيئة، والمياه والكهرباء، والصرف الصحي، والاتصالات، والخدمات العامة، والتنمية الاقتصادية الحكومية والخاصة بنحو 120 مليار ريال.. وهي مشروعات عملاقة تجسد المسيرة الإنمائية التي تحفل بالعديد من الإنجازات في هذا العهد الزاهر؛ تتويجاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين بضرورة استكمال المرافق العامة والخدمية في كل المجالات لسد احتياجات البلاد، واستيعاب نموها المستقبلي، وشمول كل مناطق المملكة بالمرافق والخدمات والنمو المتوازن الذي يوفر للمواطنين فرصًا متكافئة أينما كانوا.

المزاد يعد بمثابة مدينة حديثة متكاملة متخصصة في خدمة بيع السيارات المستعملة وشرائها، وتضم مرافق خدمية فنية وتقنية ومصرفية وغيرها، ويعتبر تصميمه ونظم تشغيله نموذجاً مطوراً للمزادات العالمية المرموقة، ومن المتوقع إن يتجاوز سلبيات مزادات السيارات التقليدية.

إذ عادة ما يبحث أي مشتر عن الشفافية والوضوح في عمليات البيع والشراء، وعن الحصول على عرض وحجم متنوع من السيارات يحقق مطالبه، وخدمات إدارية ميسرة وبتقنية عالية وإدارة كفاءات بشرية مؤهلة ومدربة تكفل سرعة إنجاز البيع ونقل الملكية وضمان سلامة الإجراءات. وكذا توفير الخدمات المساندة كعمليات التقسيط والتأمين والمطعم والسوبرماركت والشحن والغسيل والفحص والصيانة. وهو ما يتيحه المشروع بمساحته الإجمالية الضخمة التي تقدر بـ 240 ألف متر مربع معتمدًا المزايدة على الهواء مباشرة وبشكل مفتوح ومعلن وواضح وبشفافية وفي وقت قياسي، وتسهيل لإجراءات ومراحل البيع والشراء بطريقة أخلاقية ومهنية عالية بالإضافة إلى عملية الشحن والنقل التي تحقق الفائدة المرجوة لكل من البائع والمشتري ضمن مفهوم الخدمة الشاملة والسعر العادل والحيادية التامة بطريقة عصرية وحضارية ووفق المعايير العالمية وأحدث التقنيات المتاحة والتي من أبرزها موقع للمزاد على الإنترنت يتم تحديثه يوميًا ويتيح المعلومات المتعلقة بالسيارات المعروضة وحالاتها الفنية وألوانها والمسافات التي قطعتها وتاريخ صنعها.. وشاشات عرض في أماكن مخصصة ومهيأة داخل موقع المزاد لتوضيح كل المعلومات الخاصة بالسيارات التي يتم المزايدة عليها بشكل مجدول من خلال تسعة مسارات مريحة، مع توفر خدمات إجراءات نقل الملكية ووجود مكاتب لإدارة المرور والبنوك وشركات التقسيط والتمويل والمواقع التجارية والمكتبية على غرار مزادات الدول المتقدمة.. إذ تشير الإحصاءات إلى أن الحجم السنوي لبيع السيارات المستعملة بالرياض يبلغ 195.900 سيارة، وأن القيمة الإجمالية لحركة البيع والشراء في هذا الجانب تبلغ 8.227.000.000 ريال. كما أن ما تشهده العاصمة بمكانتها المميزة من نمو وتصاعد على الأصعدة كافة أهلها لاحتضان العديد من المناسبات والفعاليات السياسية والاقتصادية والمهنية والعلمية يشير إلى استمرار التصاعد في الطلب على السيارات خلال السنوات القادمة.

كما أن سوق السيارات في المملكة أهم أسواق الخليج والمنطقة العربية من حيث استيراد السيارات ومعدات النقل المختلفة وملحقاتها من قطع الغيار والإكسسوارات وغيرها. حيث حققت المملكة نموًا سنويًا قدره 3% منذ عام 2001، ويبلغ عدد المركبات المسجلة فيها أكثر من 6 ملايين مركبة، وتستورد في الوقت الحالي أكثر من 300 ألف سيارة سنويًا بقيمة تزيد عن 30 مليار ريال إلى جانب استيراد وتصنيع ملايين القطع والأدوات الخاصة بالسيارات والتي تقدر قيمتها سنويًا بحوالي 7 مليارات ريال.

كل هذه الأرقام تظهر أن المشروع من المشروعات الرائدة التي فكرت فيها شركة الرياض للتعمير وحرصت بدورها على إبرازه وإظهاره بالصورة المشرفة التي تليق بخدمة سكان العاصمة عامة وسوق السيارات بوجه خاص وفق منهجية علمية ورؤية دولية استشفتها وحولتها إلى خدمة وطنية وواقع ملموس يتناسب مع كافة الظروف البيئية والمناخية لطبيعة هذا النشاط على مستوى السوق المحلي والخليجي في ظل التوجيهات المباشرة للأمير سلمان الرئيس الشرفي لمجلس إدارتها.. وهذا الرجل حق له وواجب علينا أن نثمن جهوده ونبارك خطواته.. لأن مكافأة المعروف بالشكر والثناء من أخلاق الإسلام.. فهو الذي أعطى الكثير من وقته لشؤون منطقة الرياض المترامية الأطراف وتلمس احتياجات المواطنين فيها. مما جعلها تسجل تطوراً كبيراً في بناء نهضة حديثة متطورة..