*استطلاع - حمد العنزي * - *تصوير - سعد رتيمي *

يشهد كثير من مناطق ومدن المملكة قيام عدد من الشباب بتزيين سياراتهم وتحجيرها بطرق متنوعة حيث يشكلون لوحات جميلة تجمع بين السيارات والأحجار بأشكال وألوان متعددة لتكون في النهاية أعمالا جميلة تتطلب لإنجازها الكثير من الجهد والوقت والصبر.

(مجلة نادي السيارات) زارت أحد المواقع والتقت ببعض الشباب وهم يمارسون هذه الهواية الجميلة وسجلت انطباعاتهم إلى جانب آراء مشاهدين ومشجعين تواجدوا في المكان.

عبد الرزاق نيتول أحد الشباب المغرمين بهذه الهواية ويعتبرها عملا إبداعيا يتطلب الجهد والوقت والصبر، إلى جانب الدعم والمؤازرة من الجهات المعنية لأنها كما يقول: هواية جميلة ومفيدة ولا تسبب الأذى لأحد ولا يتم فيها إزعاج الآخرين أو التعدي عليهم كما في التفحيط مثلا! وإضافة لذلك فالسيارة المحجرة بعد الانتهاء من العمل تشكل لوحة فنية جميلة تظهر إبداع صاحبها ونظرته الفنية حيث يتعامل مع الأحجار كما يتعامل الفنان مع أدواته لتكون في النهاية لوحة جميلة. وأوضح إن رفع السيارة يتطلب عملا متواصلا قد يصل إلى خمس ساعات وذلك تبعا لطبيعة الأرض أو المكان الذي يتم فيه التحجير.

لوحة فنية

وشاركه الرأي نايف المشيطي الذي بدأ بممارسة هذه الهواية منذ أكثر من سنة حيث يقوم بتحجير سيارته ويساعد صديقه في ذلك أيضا حيث يتم هذا العمل في الثمامة أو المخططات الجديدة لجذب انتباه المارة على الشكل الغريب للسيارة بعد تحجيرها. ويرى أن هذه الهواية تحظى بالإقبال والإعجاب ويقول: (يقوم كثيرون بتصوير السيارات بعد تحجيرها ويسألون عن كيفية انجاز العمل والآلية التي يتم بها اختيار الأحجار أو وضعها على السيارة أو تحتها ثم رفعها ,والبعض أحيانا يساهم في العمل ويقدم المساعدة لان الفكرة أعجبته). ويلاحظ نايف أن العمل على السيارة الصغيرة أصعب من الكبيرة لصغر المساحة والأماكن التي ستوضع عليها الأحجار.

هواية جميلة

واعتبر غازي الشمري أن ظاهرة تزيين السيارات بالأحجار جديدة على الشباب وظهرت خلال السنوات الأخيرة في الرياض وغيرها من المدن وخصوصا في فصل الشتاء وهطول الأمطار وتنتشر بشكل واضح في الثمامة حيث يقوم الشباب بتحجير سياراتهم أمام الجمهور كما تقام أيضا في حائل أثناء المهرجانات السياحية. ويثني الشمري على هذا العمل ولا يرى فيه أي مخالفة ولا يسبب الضرر للغير ويقول: تحجير السيارات هواية جميلة تستحق التشجيع والدعم ويمكن أن تضاف لقائمة المسابقات الطريفة في المهرجانات والأعياد التي تقام بمختلف المناطق وتخصيص جوائز لأفضل وأجمل السيارات حيث تتطلب جهدا عضليا إلى جانب الرؤية الإبداعية بحيث تظهر السيارة بشكل جمالي لافت.

تأييد

وتلقى هذه الظاهرة الكثير من التشجيع حيث يجتمع المشجعون صغارا وكبارا أمام الشباب وهم يؤدون عملهم في تحجير سياراتهم ،وتكثر التعليقات المؤيدة والآراء المتنوعة والبعض يشارك في العمل مع الشباب. وفهد عبيد واحد من هؤلاء الذين جذبهم هذا النشاط فوقف يتابع مشجعا وقال للمجلة: (أتابع هذا النوع من العمل الممتع وشاهدت سيارات كثيرة يقوم أصحابها بتحجيرها في المنطقة الشرقية وفي جدة بالقرب من البحر حيث تكثر السيارات بموديلاتها المختلفة والشباب منهمكون في وضع الأحجار هنا وهناك بهمة ونشاط غير آبهين بالوقت أو التعب وكل واحد حريص على انجاز المهمة وان تكون سيارته المحجرة الأجمل. ويعبر عبيد عن إعجابه بهؤلاء الشباب ويدعو لتشجيعهم من خلال الأندية الرياضية أو أندية السيارات أو من خلال إدارات المهرجانات السياحية وذلك عن طريق تقديم الجوائز والمكافآت التي تحفزهم لتقديم الأفضل).

وتشجيع

وأكد فهد الشمري أن هذه الهواية تعتبر رائعة ومميزة وخصوصا أنها تشغل أوقات فراغ الشباب بشكل مشروع ونظامي وتمنى أن يتم تشجيعهم من خلال نادي مخصص يستوعب الشباب المبدعين في هذا المجال بحيث يتاح لهم تبادل الخبرات وصقل هواياتهم بمزيد من التدريب والثقافة عبر إجراء المسابقات والأنشطة التي تشجعهم على الاستمرار في هذه الهواية الجميلة غير الضارة. ويرى الشمري أن الشباب الذين يقومون بتحجير سياراتهم يكتفون حاليا بتشجيع الحضور ويطلبون أن تتولى الجهات المعنية نشر هذه الهواية وتنظيمها لتكون من الفعاليات الرئيسية في المهرجانات والاحتفالات نظرا لما تلقاه من ترحيب.