Car Magazine Wednesday04/04/2007 G Issue 18
استطلاع
الاربعاء 16 ,ربيع الاول 1428 العدد18

ولحواء تجربتها
نساء يقدن سياراتهن .. بالشماغ!

* استطلاع: وسيلة محمود الحلبي

رغم الحديث الكثير عن قيادة المرأة للسيارة في المملكة العربية السعودية.. ورغم تشعب هذا الموضوع والحديث عنه بكثرة في وسائل الإعلام المختلفة، إلاَّ أن هذا الموضوع ظل متجدداً في أذهان الناس.

حول ذلك كان لنا أكثر من لقاء مع العديد من السيدات اللاتي قدن السيارات رغم الحظر.

قدت السيارة وأنا بالشماغ

* السيدة هدى.س. موظفة قالت:

قدت السيارة من المنزل إلى المستشفى بكل شجاعةٍ وإقدام لأنني أعرف القيادة والسبب هو مرض والدي المفاجئ وعدم وجود أحد من إخوتي في المنزل، فلا أعرف سوى أنني لبست عباءتي ووضعت (الشماغ) فوق رأسي وأجلست والدي على المقعد الخلفي وسارعت إلى أقرب مستشفى لأتمكن من علاجه بأسرع وقت ممكن.. لا أنكر أنني كنت خائفة وأنا خلف مقود السيارة ليس بسبب عدم معرفتي بالقيادة، ولكن لأن والدي تعرض (لذبحة صدرية)... لا أنكر أن إخوتي انزعجوا من تصرفي وأخبروني بضرورة الاتصال على أحد الجيران ليقوم بالمهمة.. ولكن والدي كان مفتخراً بجرأتي في القيادة واستدراك الوقت لآخذه إلى المستشفى.. وعن السبب في انزعاج إخوتها من قيادتها للسيارة خاصة أن الوقت ليلاً (11 مساءً) قالت: ليس رفضهم للقيادة لعدم قدرة المرأة عليها ولكن لأن المجتمع لم يتقبل فكرة قيادة المرأة للسيارة إلى الآن مستشهدين بذلك أن المرأة تتعرض للتحرشات والمغازلة وهي مع السائق أو مع زوجها.. فما بالنا لو كانت هي التي تقود السيارة بنفسها.

ولكنني أحب قيادة السيارة.. وأقودها في الخارج وأتمنى أن تتاح لنا الفرصة بقيادة السيارة في بلادنا لنستغني عن السائق ونقضي أمورنا بأنفسنا.

لإنقاذ زوجي

* وفي الزلفي كانت السيدة منيرة. ع - في منزلها ولكن زوجها هبط لديه السكر فجأة ورغم أنها أعطته العلاج المناسب إلاَّ أنه تعب.. فلم تتوان عن إركابه في السيارة وأجلست والدها بجانبه وقادت السيارة في الزلفي حتى وصلت إلى المستشفى وعالجت زوجها وكانت جرأتها هذه في قيادة السيارة سبباً بعد الله في تحسن حالة زوجها الذي شارف على الخطر.

* ومن القصيم قامت فاطمة.ح بقيادة السيارة إلى الرياض ومعها والدها العجوز وعندما كانت تقترب من نقاط التفتيش كانت تجلس والدها خلف المقود وبعد ابتعادها عن النقطة كانت تجلس خلف المقود وتقود بسرعة كبيرة.. وتقول فاطمة: أنا سعيدة جداً بقيادتي للسيارة من القصيم إلى الرياض.. ولله الحمد لم أتعرض للمساءلة رغم أن السائقين كانوا يرونني ويستغربون ولكنني لم أتأثر بنظراتهم لي.. وكان والدي بجانبي يشجعني والحمد لله وصلت الرياض بالسلامة وأنا فخورة بما قمت به من عمل وأتمنى أن يأتي اليوم الذي أقود به سيارتي دون التفكير في الجزاء أو المخالفة.

قائدة الجيمس

* وفي الدوادمي.. تأتي نشمية وولدها إلى الرياض لمراجعة أحد المستشفيات وتقول: لا أخاف من قيادة (الجيمس) فأنا بارعة في القيادة وأتحدى الرجال.. والدي لديه مراجعة بأحد مستشفيات الرياض الكبيرة.. وليس عندي أحد يأخذه للمراجعة.. فارتديت ثوباً وشماغاً وتلثمت به.. وقدت السيارة إلى الرياض وأحمد الله العلي العظيم أن نقاط التفتيش لم توقفني إطلاقاً واستطعت أن أذهب للرياض وأعالج ابني وأعود إلى الدوادمي.. وأنا وابني بخير ولم يحدث لنا مكروه.. وتضيف نشمية: لم أخف من أحد لأنني أحاول علاج ابني وليس لدي أحد يقوم بهذه المهمة غيري.. وقيادة السيارة للمرأة ليست عيباً ولا حراماً وجميع النساء البدويات يقدن (الجيمس) ويقمن بأعمالهن دون مساءلة.. فلماذا في المدن المرأة يحظر عليها قيادة السيارة.

لا بد من إعادة النظر في هذا الموضوع.. فمتى نقود سياراتنا في بلادٍ غير بلادنا وبكل حرية وعدم مساءلة ولا نتعرض لأي حادث ولله الحمد.. فلابد أن أقود سيارتي بنفسي وإلاَّ لماذا سمح لنا بتسجيل السيارات باسمنا عند شرائنا لها.

رحلة نسائية للشقيق

* أما في الدرب.. فأرادت (ع.ق) أن تقود السيارة محتميةً بزميلاتها من النساء.. وهي فرحة ومعجبة بنفسها وبقدرتها على القيادة فذهبت بهن إلى شاطئ الشقيق.. فخورة أمامهن بالقيادة ومزهوة بحركاتها التي تقوم بها.. وهن سعيدات بذلك أيضاً.. ورغم أن (ع.ق) لها تجارب كثيرة في قيادة السيارة ولم تتعرض للمساءلة أو للشرطة ونقاط التفتيش.. إلاَّ أن هذه المرة كان شأنها مغايراً للواقع الذي كانت تعيشه مع القيادة.. فقد ألقت اللجنة المشكلة من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمجاهدين وحرس الحدود والإمارة والشرطة بقيادة الملازم محمد علي الزيدي القبض على المرأة ومعها زميلاتها (ع.ف) ثم تم استدعاء ولي أمرها (زوجها) حيث وقع على عدم تسليم السيارة لها مرةً أخرى ووجه له بأن مثل هذه التصرفات غير مقبولة اجتماعياً، وتم عمل الإجراء اللازم لها.

* أما السيدة أم أنس.. فتقول: أقود السيارة قرب استاد الملك فهد.. أو في الثمامة بعيداً عن أعين الرقيب.. فقد بدأت التعلم منذ عام.. والآن أقود السيارة باحتراف. وأتمنى أن أقود السيارة في الصيف من الرياض إلى الأردن، وأترك زوجي يرتاح طوال الطريق إنه حلم.. لا أدري لعله يتحقق بإذن الله.

قيادة في البر

* السيدة أم نبيل قالت: تعودت أن أقود السيارة في البر في أيام الإجازات وأنا مستمتعة بها، ولله الحمد لم يحدث معي أي شيء سيئ إلى الآن يزعجني أو يزعج زوجي، . فالقيادة جميلة ورائعة فِلمَ لا يتركونا نقود السيارة بأنفسنا ونستغني عن وجود السائق الأجنبي في المنزل؟!

* وقد اعترفت (هند.ث) أنها قادت السيارة لمسافة 200كم باتجاه الدمام وهي ترتدي الشماغ ولم يشك أحد بها اطلاقاً بأنها امرأة وهي سعيدة بهذه الثقة، وتقول إنها تجربة مثيرة (إذ إنني تعودت أن أقود السيارة في البر فقط، فقالت ولكنني أخاف من المنعطفات الخطيرة ولا تربكني نقاط التفتيش إطلاقاً) مؤكدة على ضرورة قيادة المرأة للسيارة والابتعاد عن الخوف والتخلص شيئاً فشيئاً من السائق الأجنبي الذي (يقيم معنا جنباً إلى جنب في البيوت).

* السيدة تهاني.ل.. قالت: أقود سيارتي في الأسبوع مرةً واحدة في منتصفه وأكثر قيادتي للسيارة في شارع التحلية ولا يعرفني أحد لأنني أركب معي إخوتي الشباب وأرتدي ثوباً أبيض وشماغا أحمر وألبس نظارة سوداء..

وأنا أقود السيارة باتزان ودون تهور ولله الحمد لم يصادفني أحد لأخذ مخالفة، ولكن في إحدى المرات وقفنا عند الاشارة ولم أكن أضع الحزام فإذا برجل الدورية يقول الحزام.. الحزام.. فانتبهت وثبته ومضيت في طريقي دون خوف وإلى الآن أقود سيارتي في الشوارع المختلفة دون أن يعرفني أحد.. أرجو أن أقود السيارة وأنا بلباس امرأة وليس بالتستر بلباس الرجل.

أبي دفعني للقيادة

تقول أ. منى من جمعية الأطفال المعاقين بالرياض: أبي الذي دفعني للقيادة.. حيث كانت لي تجارب سابقة في قيادة السيارة فأنا ترعرعت في شبابي بالولايات المتحدة الأمريكية وطبيعة الحياة هناك ومتطلباتها جعلتني أتقن القيادة في سن مبكرة (15) عاماً، حتى تمكن والدي من بالقيام بأعماله وأكمل أنا وأخوتي تعليمنا.

لم أدرك أنني سوف أحتاج إلى هذه المهارة في القريب العاجل عند عودتي للوطن الحبيب، فبعد عودتنا إلى أرض الوطن ذهبنا لنؤدي العمرة في رمضان المبارك، وكالمعتاد يكثر السفر وتكثر الحركة في هذا الشهر المبارك مساء، فقررنا السفر في المساء وعندما وصلنا مدينة استرحنا في الفندق وأصر والدي على استئجار سيارة لمكة وقادها بنفسه وبعد العودة تعب والدي من الإرهاق ونام قبل وصولنا الفندق بـ50 كيلو متراً تقريباً وتابعت أنا القيادة ووصلنا بأمان والحمد لله.. فعدت بذاكرتي إلى القيادة وأنا طفلة علماً أنني أمارس القيادة خارج حدود الوطن.


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة