على مدى عشرات السنين ظلت فولفو تتمتع بمكانة بارزة في عالم السيارات. ورغم أنه قد لا تكون سيارات فولفو صاحبة شعبية واسعة ولا تمثل قوة كبيرة في السوق فإنها في الحقيقة تتميز بالاستقلالية والاستمرارية وطول العمر؛ لذلك لا يفاجأ الخبراء عندما يشاهدون أحد الأشخاص وهو ما زال يقود السيارة فولفو 240 التي مر على إنتاجها عشرات السنين، وهي قادرة على السير بسهولة وكفاءة واضحة وفي نفس الوقت نجحت في الحفاظ على بريقها.

* إعداد - «نادي السيارات» *

ومع ذلك التاريخ العريق فإن فولفو قررت مواصلة الإبداع والابتكار من أجل تطوير طرز عصرية بلمسات جديدة تبتعد مسافة ما عن الشكل التقليدي لسياراتها. وفي هذا الإطار تأتي السيارة فولفو إس 80. وإذا كانت فولفو تواجه صعوبة حقيقية في المنافسة مع الآخرين على الصعيد التقني أو التصميم الجمالي وعوامل الرفاهية فإنها تراهن على توفير مستويات غير مسبوقة للأمن والسلامة باعتبارها ورقة رابحة لجذب أعداد كبيرة من العملاء. وقد طرحت الشركة الطراز الجديد إس 80 خلال العام الحالي، وهو يتمتع بجاذبية واضحة ومستوى رفيع من الرفاهية إلى جانب عوامل أمان كبيرة. ولكن المشكلة تكمن في ارتفاع سعر السيارة الجديدة إلى مستويات غير مسبوقة أيضا في فئة السيارة الصالون متوسطة الحجم. وتنافس إس 80 سيارات أودي إيه 6 والفئة الخامسة من سيارات بي إم دبليو والفئة إي من مرسيدس بنز الألمانية وكذلك السيارة كاديلك إس تي إس الأمريكية.

الأغلى

ويصل سعر إس 80 ذات الدفع الأمامي المزودة بمحرك ذي ست اسطوانات قوته 235 حصانا حوالي 38.7 ألف دولار في حين أن الطراز ذا الدفع الرباعي والمزود بمحرك سعته 4.4 لتر وثماني اسطوانات على شكل حرف v وقوته 311 حصاناً يصل سعره إلى 47.35 ألف دولار.

ورغم أن السعر يبدو مرتفعا إلى حد ما مقارنة بالسيارات المنافسة الأخرى، فإن محبي السيارة السويدية يؤكدون أن قدرتها على الاستمرار في العمل لسنوات طويلة بنفس الكفاءة وعوامل الأمن والسلامة المتاحة بما يجعلها أفضل من غيرها حتى لو كان سعرها أعلى نسبيا.

يقول الخبراء إن السيارة إس 80 فيها كل عوامل الأمان والسلامة التي يمكن لعميل أن يطلبها بما في ذلك خصائص إضافية لم يسمع عنها أحد من قبل. فهناك العوامل التقليدية المعروفة مثل الوسائد الهوائية الأمامية والجانبية التي تحمي الصدر والمفاصل في حالة الحوادث والمكابح مانعة الانزلاق والتحكم الإلكتروني في الاتزان.

وإضافة إليها زودت بتجهيزات فريدة منها جهاز إنذار ضد التصادم الأمامي يعتمد على وحدة رادار، وكذلك وحدات استشعار للتحذير من اقتراب أي مركبة من الخلف وقبل أن تصطدم بالسيارة.

وجهاز التحذير ضد التصادم الأمامي هو جزء من نظام أوسع للتحكم في سير السيارة من خلال قياس المسافة التي تفصل بينها وبين السيارات التي أمامها في الطريق والمحافظة على استمرار هذه المسافة في الحدود الآمنة. وحتى عندما يتم وقف تشغيل نظام التحكم في السير فإن وحدات الاستشعار الخاصة بنظام الإنذار تظل في حالة تشغيل، حيث تصدر أصواتا وضوءا في حالة الاقتراب الزائد عن الحد من السيارة الموجودة في الأمام.

حصان آلي

ويمكن القول إن إس 80 هي حصان آلي، حيث يستطيع النظام الإلكتروني للتحكم في السير التدخل لإيقاف السيارة تلقائيا حتى إذا لم يتخذ السائق المبادرة، ويتوقف بعد صدور إشارة التحذير من التصادم الأمامي. فالنظام الجديد يستطيع التحكم الآلي في نظام المكابح.

كما أن وحدات الاستشعار الخلفية التي تحذر السائق في حالة اقتراب الخطر من السيارة من الوراء أو من زوايا لا يمكن رؤيتها من خلال المرايا توفر بُعدا إضافيا للأمن والسلامة والحماية من الحوادث. وقد تم تصميم هذا النظام الذي يعطي صورة بانورامية للطريق من مختلف الزوايا، حيث يوفر المعلومات والبيانات التي يحتاجها السائق دون أن يتشتت انتباهه.

كما يوجد جهاز إنذار صوتي ينبه السائق في حالة عدم تشغيل نظام التحذير من التصادم، وكذلك في حالة عدم غلق الأبواب جيدا قبل تشغيل السيارة.

والحقيقة أن الاهتمام الزائد بعوامل الأمن والسلامة لم يكن على حساب الاهتمام بالتصميم الجذاب والشكل الجميل للسيارة إلى جانب الاهتمام بتطوير المحرك وتكنولوجيا الحقن الإلكتروني المباشر للوقود بما يساهم في الحد من استهلاك الوقود وعوادم الغازات المسببة للتلوث. تقول الشركة إن محرك إس 80 يعطي أعلى مستويات الأداء سواء أثناء القيادة داخل المدن المزدحمة أو على الطرق السريعة. كما أن نظام ناقل الحركة يعطي ست سرعات مختلفة يمكن التنقل بينها بسلاسة سواء آليا أو يدوياً.