كثير من الدعايات والإعلانات في عالم السيارات تقوم على أساس أنك بقيادة هذه السيارة أو بشراء هذا الزيت أو بتركيب هذا الكفر سوف تكسب التحدي.. وستكون أنت الأول ولن يوجد هناك منافس.. بعض شبابنا يحول هذه الدعايات المغمورة والحركات السينمائية إلى واقع مشاهد لعله أن يكسب التحدي فأحد الشباب قضى نحبه على أحد شوارعنا في سباق محموم وتحدٍ (مقيت) مع رفيق آخر. كل هذا استعراضاً بالكفرات التي ستشكل له نوعا من النصر والنشوة العابثة.. نحن جيل تؤثر فيه الدعاية إلى حد (الجنون بها) ولنا مع التقليد صولات وجولات.. ونحب المغامرة بكل صورها وأشكالها كل هذا لأننا نعشق التحدي ولكنه بكل تأكيد (تهور وسفه وجنون) ذلك أن روح الشباب الرائعة لا بد أن تغارم وتقبل التحدي. ولكن أي منارة وأي تحدي هل هو ذاك الذي يحيل الطريق إلى نار مشتعلة تحرق الأخضر واليابس أم ذاك الذي ينثر الأموال والأرواح كأنها بلا قيمة.
أعرف كثير من أحبابي الشباب يقبعون خلف قضبان السجون أو خلف سوار دور الأحداث وآخرين هناك على الأسرة البيضاء وفئة غالية بين أكوام الهموم والغموم.. كل هؤلاء جالستهم واستمعت لهم وكثيراً منهم والله أبكاني مما هو فيه البداية كانت مغامرة.. تحدي.. فلّه - هجوله.. زحف.. ثم النتيجة طاقة ونشاط وقوة وإبداع وأمل ضائع.. لا بد أحبابي الشباب أن نعرف كل خطوة ما نتائجها وأن ندع أسلوب التغافل والتباهي لأجل عيون تتركنا ساعة نشوب الحريق وقبال الألم من كل مكان.. وأخيراً دخلت عليه الغرفة في مستشفى النقاهة قبل أعوام.. نظر إليّ حدق في عيني.. سلمت عليه أمسكت بيده الذابلة المريضة الهزيلة من سنين الألم والعذاب.. دمعت عيناه.. يا الله يالتلك الدموع الحارة.. تركته يعبر عن ألمه وقسوة أهله وأحبابه وبعد حوار طويل قال لي كل هذا سببه (التحدي).
خلوفة بن محمد آل زبدان الأحمري
abo-anasa@hotmail.com