مع ظهور الهواتف النقالة في الآونة الأخيرة برزت مشكلة جديدة وخطيرة وجديدة، كأحد الأسباب في وقوع حوادث السير، ألا وهي استخدام الهاتف النقال واستخدامه أثناء الانشغال بسياقة المركبات من قبل البعض من السائقين، سواء من حيث المكالمات أو الرسائل الهاتفية كتابة وقراءة، وكما هو معروف ومسلّم به بأن السائق يجب عليه ألا ينشغل بغير القيادة، وكانت هذه العبارة عنواناً لأحد أسابيع المرور في أحد الأعوام السابقة وهو (لا تنشغل بغير القيادة)، واستخدام الهاتف النقال بالطبع يعد انشغالاً لأنّ الانشغال به يضاعف نسبة وقوع الحوادث المرورية أربع مرات، حسب دراسة حديثة، وأنّ هناك مقترحات باحتساب استخدامه أثناء الانشغال بسياقة المركبات ضمن المخالفات المرورية التي ستضاف لنظام المرور الجديد، المتوقع صدوره في القريب العاجل.
والمتأمل لمعظم الوفيات الناجمة عن حوادث السير، يجد أنها جاءت نتيجة لانشغال السائقين باستخدام الهواتف النقالة، مما يقلل ردة الفعل لأي طارئ في الطريق، وخصوصاً حينما يكون السائق مسرعاً، بل إن البعض من السائقين يقوم بكتابة وقراءة الرسائل الهاتفية أثناء انشغاله بسياقة السيارة، وهذا نوع من اللامبالاة والمخاطرة.
وهناك معلومات تفيد بأنّ البعض من الدول المتقدمة تسعى لاستصدار قوانين وفرض عقوبات جديدة وصارمة تمنع استخدام الهواتف النقالة أثناء سياقة المركبة، حيث تقتضي تلك القوانين بفرض غرامات متفاوتة وفقاً لموقع المخالفة، وتسعى تلك الدول لوضع نقاط تسجل على مخالفي استخدام الهواتف النقالة أثناء سياقتهم لسياراتهم ومعداتهم، لأنّ ذلك يعد من الأمور المحظورة والخطيرة، بل إنّ هناك دراسة تشبه الانشغال باستخدام النقال أثناء السياقة بمتعاطي الكحول أثناء السياقة، وكلاهما تعد من المحظورات على السائق ومرتاد الطريق.
وفي دراسة قام بها مرور الرياض فإنّ خمسين في المائة من الحوادث المرورية التي تنجم عنها وفيات في الرياض، ترجع إلى استخدام الهاتف النقال أثناء الانشغال بالسياقة، فالهاتف النقال متهم جديد يضاف إلى مسببات الحوادث المرورية، يجب الحذر من استخدامه أثناء سياقة السيارة.