ثمة اتجاهات متنامية في العديد من أسواق العالم لاستئجار السيارات لفترة زمنية معينة بهدف استخدامها طوال اليوم مع دفع إيجار شهري، مع العلم أن الأساس هو رغبة المستهلكين بتملك السيارات.. وتمشياً مع هذه الاتجاهات وضعت مجموعة من القواعد والوصايا التي يفضل الالتزام بها عند الرغبة في استئجار سيارة مستعملة لتفادي العديد من المشكلات المزعجة.

في البداية يجب التريث قبل اتخاذ قرار الاستئجار على أساس أنه يمكن أن يكون (صفقة تنطوي على مخاطر) رغم الفوائد التي يحققها القرار وفي مقدمتها توفير مبالغ مالية كبيرة يتم دفعها مرة واحدة لشراء سيارة، ولكن في المقابل فإن مستأجر السيارة يتحمل كل مسؤوليات مالكها أثناء وجودها في حوزته.

ورغم أن تأجير السيارات يمثل جزءاً بسيطاً من سوق السيارات المستعملة فإنه نظراً للانخفاض النسبي للقيمة الإيجارية مع القدرة على استئجار سيارة مستعملة (مرخصة) فإن الأمر يبدو مغرياً للبعض.

الجديدة أفضل

والحقيقة أن مزايا استئجار السيارة مثل انخفاض التكلفة نسبيا والقدرة على الاستبدال والتغيير بسهولة توجد في حالة استئجار سيارة مستعملة تماما كما توجد في حالة استئجار سيارة جديدة، فإن استئجار سيارة جديدة ربما يكون أفضل من الناحية المالية، وبخاصة أن القسط أو الإيجار الشهري يرتبط عادة بمعدل الاستهلاك المتوقع للسيارة.

ولعل أبرز مشكلات استئجار سيارة مستعملة تتمثل في سوء مستوى خدمة ما بعد البيع مع تكرار الأعطال؛ حيث تشير التقارير إلى أن السيارة التي يزيد عمرها على 3 سنوات تتعرض لضعف المشكلات في السيارة التي يصل عمرها إلى سنة واحدة، كما أن أغلب عمليات الصيانة في حالة السيارة المستعملة لا تخضع للضمان الذي تقدمه الشركة المؤجرة وهو ما يعني أن المستأجر هو الذي سيتحمل نفقاتها رغم أنه ليس مالك السيارة، ولذلك في حالة استئجار سيارة مستخدمة لفترات طويلة يفضل الحصول على شهادة ضمان شاملة طوال فترة الإيجار.

وثمة مخاطرة تنطوي عليها عملية استئجار سيارة مستعملة وهي صعوبة التكهن بقيمتها الحقيقية سواء عند الاستئجار أو بعد استخدامها بفترة معينة، فإذا كان عمر السيارة سيكون خمس سنوات في نهاية فترة الإيجار فإن هناك العديد من مستويات القيمة لكل سيارة بنفس العمر وفقاً لطبيعة استعمالها، وتحديد القيمة التي ستكون عليها السيارة في نهاية الفترة أمر حيوي لأن تحديد قيمة الإيجار الشهري يعتمد على القيمة المفترضة للسيارة في نهاية الفترة، فإذا قال الوكيل أو المؤجر أن قيمة السيارة ستكون منخفضة جداً في نهاية فترة الإيجار؛ فهذا يعني أن قيمة الإيجار الشهري ستكون مرتفعة، والعكس بالعكس.

لذلك فإنه يفضل استئجار السيارات التي تحتفظ بقيمتها مع مرور الوقت مثل بعض السيارات متعددة الاستخدام ذات التجهيز الرياضي (إس.يو.في) والسيارات الرياضية والسيارات الفارهة.

وأخيراً فإنه يمكن استئجار سيارة من أفراد دون أن يقتصر الأمر على الشركات والموزعين فقط، وهذا يعني أن الفرصة متاحة أمام العملاء من أجل الحصول على أفضل العروض.

الوصايا الخمس

ويفضل اتباع الوصايا الموجزة التالية في حالة الرغبة باستئجار سيارة:

- ضرورة المساومة مع المؤجر كما لو أن الأمر يتعلق بشراء سيارة لأن التفاوض والمساومة تقود عادة إلى الحصول على عروض أفضل.

- التأكد من الحصول على ضمان شامل ومستمر طوال فترة الإيجار حتى لا يتحمل المستأجر تكاليف الصيانة التي تكون مرتفعة عادة.

- في حالة تحديد فترة الإيجار بإطار زمني ومسافة معينة تحدد بعدد من الكيلومترات يجب أن يكون عدد الكيلومترات المحدد في العقد ملائماً لاستخدام المستأجر لأنه في حالة تجاوز العدد المتفق عليه قبل انتهاء الفترة الزمنية للعقد فإنه سيضطر إلى دفع رسوم إضافية لكل كيلومتر إضافي تقطعه السيارة.

- التأكد من حالة السيارة الفنية ومراجعة سجلها التاريخي لمعرفة ما إذا كانت قد تعرضت لحوادث أو أعطال جسيمة أم لا.

- تسجيل أي عيوب دائمة موجودة بها حتى لا يتم محاسبة المستأجر عليها في نهاية الفترة الزمنية لعقد الإيجار.