Car Magazine Wednesday7/03/2007 G Issue 14
الافتتاحية
الاربعاء 17 ,صفر 1428 العدد14

قرمبع × قرمبع

تحدثنا في الأسبوع الماضي عن أهمية النقل العام، واليوم سنسلط الضوء على وسائل النقل العام داخل المدن، فقبل نحو ثمانية وعشرين عاماً، أنشئت شركة متخصصة بالنقل العام (النقل الجماعي)، وسيرت خطوطاً للنقل داخل بعض المدن، وأصبحت خدمة النقل الجماعي واقعاً ملموساً من خلال الآلية التي وضعت لتنظيم عملها، حيث أُنشئت مواقع لتكون محطات لها، وفي أمكنة متعددة، وأصبح بالإمكان امتطاء حافلاتها وفقاً لمواعيد محددة بكل يسر وسهولة، إذ بدأت أساطيلها تجوب الشوارع، وتمتع الركاب بالخدمات المتميزة التي تقدمها من خلال الحافلات الفاخرة، ذات الأدوار المتعددة، والكراسي الفارهة، ما كاد يسهم في تخفيف الزحام المروري، وسهل عملية التنقل من شمال المدن إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها، وبأسعار زهيدة، وبات الجميع يحلم بتحقق ما كان يحدث في الدول المتقدمة بإيقاف بعضهم للسيارات الخاصة لندع القيادة لهذه الحافلات، لنستمتع بالرحلة أثناء الذهاب والعودة من المدرسة أو العمل.

ولكن في غضون سنوات قليلة، تبخرت هذه الأحلام الجميلة، وبدأت حافلات النقل الجماعي تتقلص تدريجياً، وانحسر نطاق تغطيتها، وأصبحت لا ترى إلا نادراً، ولخدمة خطوط معينة، كما لم يطرأ تحسن إيجابي على مستوى خدماتها، وفي المقابل ازدهرت خدمة حافلات (القرمبع) التي يفزع من أشكال بعضها المارة، ويحسب جميع قائدي السيارات (لأشنابها) ألف حساب، وهي تسير بسرعة، وتتوقف بشكل متكرر، وتتنقل بين المسارات وكأنها في حالة استنفار، و(تصفط) لاقتناص الغنيمة (الزبون) في توقف مفاجئ غير آبهة بالسيارات الأخرى، ولا مبالية بانسيابية حركة المرور، مستمدة في ذلك قوتها من (جلافة) قلة من سائقيها، وصلابة شكلها الخارجي الذي لا يوجد به سنتيمتر واحد، إلا وفيه (دقشة) من سيارة، أو (رثمة) من مطب، أو لكمة من عمود.

وأنا بهذا الحديث عن هذه الحافلات التي قد عفا عليها الدهر، أوجه نداء للجهات المسؤولة للمبادرة لتطوير النقل الجماعي داخل المدن، ومد يد العون لسائقي الحافلات (القرمبع)، فنحن ندرك أنها تشكل لبعضهم مصدر الرزق الوحيد، والحل ليس بإيقافهم، فهم يؤدون رسالة جليلة في ظل غياب البدائل، ولكن أرى أن الحل يكمن في استيعابهم، ودمجهم ضمن آلية تنظم عملهم وتضمن لهم الحصول على سبل العيش الكريم في مجال تخصصهم، مستفيدين من التجارب السابقة التي حققت نجاحاً منقطع النظير لأعمال كانت تدار بوساطة أشخاص محدودي المصادر والحيلة، ليشاركوا في تأسيس كيان وطني شامخ على غرار تجربة تستحق الشكر والإشادة، هي تجربة مؤسسة النقد الرائدة في لملمة شتات محلات الصيرفة، ووضعها تحت مظلة بنك البلاد.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«52» ثم أرسلها إلى الكود 82244


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة