الدكتور سعود الخميس استشاري علم الاجتماع الأسري اطلع على آراء بعض المستطلعين حول ظاهرة الدوران في الشوارع فقال: هذه السلوكيات التي أصبحت ظاهرة ناتجة عن الفراغ، والقلق وعدم الاستقرار النفسي الذي يسيطر على الكثير من الشباب خصوصا الذين يعانون مشكلات داخل الأسرة أو الذين تنعدم لديهم مساحة التفاهم الأسري أو الذين يخافون على مستقبلهم الاجتماعي أو الوظيفي، فهذا الصنف من الشباب (من الجنسين طبعاً) يعانون قلقا وهواجس عديدة، غير أن الفرصة متاحة للشباب (الذكور) أن يتجولوا بسياراتهم في شوارع المدن بغية استغلال الوقت، والتخفيف عن النفس والترويح عنها، كما أن البطالة تلعب دوراً مهماً في إيجاد هذه الظاهرة وتفاقمها.

وأضاف د. سعود أن بعض الشباب يكون في حالة بحث عن الذات في أي مكان فالبعض يلجأ إلى التدخين والبعض إلى المخدرات، وهناك من تستهويهم الهوايات والأنشطة الجميلة مثل الرياضة والتخييم والسفر وغير ذلك، لكن أن يقوم الشباب بالدوران في الشوارع لساعات قد تمتد، فهذا شعور عميق بالفراغ وبعدم توازن يجعله يكون في لحظة تفكر حقيقية لكي يدرك من هو وماذا يريد والى أين ذاهب؟ لذلك نجد الحركة بلا هدف وبلا نتيجة وبلا قناعة أيضا، هي في مجملها حالات نفسية غير عادية لكنها لا ترقى للمفهوم المرضي بمعناه المعروف، بل تحتاج الى معالجات ظرفية وإجرائية وثقافية وتوعوية وربما منهجية، وفي نظر علم النفس الاجتماعي فإن تلك السلوكيات تندرج تحت مسمّى (القلق النفسي) ويعتبر البحث عن التنفيس جزءاً منه، لذلك نجد من هم مشغولين وليس لديهم فراغ لا يلتفتون كثيرا لهذه الهواية - ان جاز أن نطلق عليها ذلك - ولا شك أن الأسرة والمجتمع لهما دور في صناعة ذلك السلوك وتكريسه عند بعض الشباب حتى صار ظاهرة مخيفة.