اعتاد الكثير من الناس أن يصابوا بالحيرة والشك عند التفكير في شراء سيارة ما، وهذه ظاهرة إيجابية طالما أن الشك يمثل نصف الطريق للوصول إلى الحقيقة. وحتى يتم استجلاء الحقيقة كاملة يمكن الرجوع إلى خبراء يتميزون بالحياد التام من مجرّبي السيارات للوقوف على آرائهم من خلال مواقع الإنترنت المختصة؛ كما يكون من المفيد الاطلاع على النشرات الدورية التي تصدرها جمعيات حماية المستهلك في أوروبا وأمريكا التى لا تتردد عن ذكر عيوب ومميزات كل أنواع السيارات الجديدة التي تباع في الأسواق. وهنا أذكر لكم دراسة إحصائية قام بها أحد خبراء جمعية حماية المستهلك في أمريكا حول عينة تضم ألفاً من مشتري السيارات الجديدة حتى يقف على دوافعهم في الاختيار. وتوصل منها إلى أن 90 بالمائة منهم لا يستندون إلى أي مبررات منطقية للاختيار.

واستنتج من دراسته أن معظم من شملهم الاستبيان يفتقدون حتى إلى المعارف الأولية حول أسس وقواعد الاختيار؛ ومنها الإلمام الجيد بمفاهيم مهمة، مثل الاعتمادية والعمر الافتراضي وحسن الأداء الميكانيكي وتكاليف التشغيل والقيمة عند إعادة البيع بعد الاستخدام لمدة معينة وعيوب التصميم ومستوى خدمات الصيانة لما بعد البيع للشركة المعينة ومدى توفر قطع الغيار وأسعارها وأثبتت الدراسة أيضاً أن جمال التصميم الهندسي الخارجي للسيارة يلعب دوراً أساسياً في رواجها على الرغم مما قد تبطنه هذه الميزة المهمة من عيوب ومشكلات التصنيع. والنتيجة التي يخلص إليها الخبير من دراسته تتلخص في أن الشراء الاعتباطي الذي لا يستند إلى الخبرة الكافية يمكن أن يمثل كارثة مادية بالنسبة لمشتري السيارة الجديدة، خصوصاً إذا كان من ذوي الدخل المتوسط أو الضعيف، والحمد لله رب العالمين.