Car Magazine Wednesday08/08/2007 G Issue 36
المستقبل
الاربعاء 25 ,رجب 1428 العدد36

كهربائية .. رخيصة وسريعة !!

إعداد - أشرف البربري:

لم تكن الفكرة تجارية في المقام الأول وإنما كانت بيئية عندما قرر نجم السنيما الأمريكي الشهير بول نيومان المشاركة في مشروع إنتاج سيارات تعمل بالكهرباء انطلاقا من إيمانه بضرورة حماية البيئة والحد من العوادم الغازية المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري وتلوث الهواء.

كانت الشراكة بين النجم الأمريكي و ماليز روبين الرئيس التنفيذي السابق لشركة رالف لورين هي نقطة البداية لتأسيس شركة مايلز أوتوموتيف جروب التي جعلت هدفها الرئيسي إنتاج سيارة تعمل بالكهرباء بنسبة مائة في المائة وفي الوقت نفسه تكون عملية من حيث سهولة الاستخدام وسهولة شحن بطاريتها مع انخفاض سعرها مقارنة بالموجود في السوق حاليا من السيارات الكهربائية.

وقد نجحت الشركة بالفعل في تطوير سيارة كهربائية منخفضة التكلفة لكنها في الوقت نفسه منخفضة السعر وهي التي شكلت قاعدة للإنطلاق نحو سيارة المستقبل الكهربائية.

وخلال السنوات القليلة الماضية نجحت الشركة في تطوير ثلاثة أجيال من المحركات الكهربائية وهي زد إكس 40 وزد كس 40 إس وأو آر 70 ولعل أهم ما يميز هذه المحركات هي الانخفاض الكبير في الضوضاء التي تصدر عنها مقارنة بالمحركات التقليدية التي تعمل بالوقود.

ليست الأفضل !

وقد نجحت الشركة بالفعل في تسويق الأجيال الأولى من سياراتها التي تسير حاليا في بعض المدن الأمريكية بعد أن خضعت لتجارب في جامعات ييل وستانفورد الأمريكية وكذلك القوات البحرية الأمريكية، وتعمل السيارات بست بطاريات شدة الواحدة منها 12 فولت حيث توجد بطاريتان تحت الغطاء الأمامي وأربع بطاريات في المؤخرة. كما يمكن شحنها من أي منفذ كهرباء في المنزل سواء كان يعمل بقوة 110 فولت أو 220 فولت. ويمكن للسيارة حاليا السير لمدة 3.7 ساعة دون الحاجة إلى إعادة شحن كما أنها تقطع مسافة تتراوح بين 60 و.7 ميلا قبل إعادة الشحن.

ويعترف مسئولو مايلز أوتوموتيف جروب بأن سيارتهم ليست الأفضل حاليا في سوق السيارات الكهربائية، ويشير بيث ماكجرواتي مدير الأبحاث في شركة مايلز أوتوموتيف جروب على أن سيارات مايلز لا تقارن حاليا بالسيارات المتفوقة التي طورتها شركة تيسلا رودستر التي تستطيع الانطلاق من سرعة صفر في الساعة إلى 60 ميلا في الساعة خلال أربع ثواني وهو ما يجعلها تتفوق على الكثير من السيارات التقليدية الشهيرة. ولكن في المقابل فإن طرز تيسلا المختلفة لا يقل سعرها عن 100 ألف دولار وهو ما يعني أنها ليست سيارة شعبية ولن تحقق الهدف المطلوب وهو نشر ثقافة استخدام السيارات الكهربائية.

ويضيف ماكجرواتي أن مايلز تهدف إلى إنتاج سيارة كهربائية لا يقتصر استخدامها على كبار الأثرياء ونجوم المجتمع مثل جورج كولوني وسيرجي برين وإنما إلى إنتاج سيارة كهربائية للجميع.

وقد كشفت مايلز أوتوموتيف جروب النقاب عن خطة تطوير الجيل الثاني من السيارات الكهربائية وستكون سيارة كهربائية عالية السرعة. ومن المنتظر ان تظهر باكورة إنتاج الجيل الجديد العام المقبل.

ورغم أن الشركة سوف تحافظ على المبدأ الأساسي وهو سيارة كهربائية بسعر منخفض فإنها نجحت في تحقيق طفرة تكنولوجية في عالم السيارات الكهربائية حيث ستزيد سرعة الجيل الجديد عن 80 ميلا في الساعة بما يعادل 128 كيلومتر في الساعة. كما تستطيع السيارة الجديدة قطع مسافة 200 كيلومتر دون الحاجة إلى إعادة الشحن مرة أخرى. في المقابل فإن الطاقة المستخدمة لقطع تلك المسافة لن تكلف سائق السيارة أكثر من ثلاث دولارات وهذا يعني أن تكلفة تشغيل سيارة مايلز الكهربائية الجديدة ستكون أقل كثيرا من تكلفة تشغيل السيارة التقليدية التي تحتاج في المتوسط إلى بنزين بقيمة 10 دولارات على الأقل لقطع تلك المسافة.

جذابة ورخيصة

في الوقت نفسه فإن سعر سيارة الجيل الجديد من مايلز لن يزيد عن 29 ألف دولار وهو سعر منتشر في عالم السيارات التقليدية الأمريكية ويجعل من هذه السيارة جذابة بالفعل لهؤلاء الذين يبحثون عن سيارة ذات تكلفة تشغيل منخفضة أو يهتمون بالمشاركة في تقليل تلوث البيئة.

ورغم ذلك فإن مسؤولي مايلز مازالوا يدركون أن السعر قد يكون مرتفعا بالنسبة للبعض وأن عليهم مواصلة العمل من أجل خفض التكلفة. ويؤكد الخبراء أن صناعة السيارات الكهربائية في انتظار طفرة تكنولوجية في عالم صناعة بطاريات الليثيوم المؤين وهي البطاريات المستخدمة في هذا النوع من السيارات ومسؤولة عن الجزء الأكبر من تكلفتها.

والمفارقة أن هناك عقبة طريفة تثير معارضة البعض لسيارات مايلز في السوق الأمريكية وهي أن هذه السيارات تنتج في الصين لحساب الشركة الأمريكية. يقول المعارضون إن الصين غير معنية بتبني المعايير البيئية المتعارف عليها في صناعة السيارات وغيرها من الصناعات.

ورغم كل الاعتراضات والتحديات فإن ماكجرو اتي ورفاقه من محبي (الهواء النظيف) يشعرون بالتفاؤل والقدرة على طرح جيل جديد ناجح من السيارات الكهربائية في معرض ديترويت الدولي للسيارات مطلع العام المقبل ثم طرحه في الأسواق في وقت لاحق من العام نفسه.

يقول ماكجرواتي (السنوات القليلة المقبلة ستكون تاريخية في مسيرة صناعة السيارات العالمية وستشهد تغييرات جذرية.. وسيكون للسيارات الكهربائية نصيب كبير من هذه التغييرات).

ورغم السرية التي تفرضها مايلز أوتوموتيف على مواصفات الجيل الجديد من السيارات فإن المصادر القريبة من المشروع تؤكد أن هذا الجيل سيكون نقلة كبيرة في هذا المجال. فبعيدا عن تشغيل المحرك بالكهرباء فهي تلتزم تماما بكل المعايير القياسية للسيارات التي حددتها إدارة أمن وسلامة الطرق السريعة الاتحادية الأمريكية وكذلك سيتم تزويدها بمجموعة رفيعة المستوى من التقنيات الإضافية بما في ذلك نظام إلكتروني لمتابعة أداء مكوناتها بما في ذلك الكشف عن الأخطاء وتقديم تقرير فوري عنها، وكذلك نظام إلكتروني لمساعدة السائق في التعامل مع الأعطال البسيطة التي لا تحتاج الذهاب إلى مراكز الصيانة.

وفيما يتعلق بعوامل الأمن والسلامة فالسيارة مزودة بنظام المكابح مانعة الانزلاق خاصة بعد زيادة السرعة التقديرية للجيل الجديد إلى حوالي 150 كيلو متر في الساعة. والسيارة المنتظرة من نوع الصالون أو السيدان ذات أربعة أبواب وتسع لخمسة ركاب بالإضافة إلى صندوق خلفي للأمتعة.

ويرى الخبراء أن فرصة تشغيل الجيل الجديد من السيارة الكهربائية ستزداد داخل المدن المزدحمة حيث تزيد بالفعل معدلات استهلاك الوقود في السيارات التقليدية، وفي إطار السعي إلى زيادة المدى الزمني لعمل البطاريات قبل الحاجة إلى إعادة شحنها تم تزويد الجيل الجديد بنظام إلكتروني للتحكم في عمل المحرك بحيث يتم إيقاف تشغيله عندما تطول فترة التوقف سواء في الإشارات المرورية أو لقضاء حاجة سريعة كما يحدث مع أجهزة الكمبيوتر التي يمكن التحكم في نظام تشغيلها بحيث يتم إيقاف التشغيل تلقائيا عند ابتعاد المستخدم عنها لفترة طويلة بهدف توفير استهلاك الطاقة.


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة