Car Magazine Wednesday08/08/2007 G Issue 36
تقارير
الاربعاء 25 ,رجب 1428 العدد36

سيارة أم حديقة متنقلة؟!

نادي السيارات - الترجمة:

رغم أن المواطن الصيني شي شاي ليس له علاقة بصناعة السيارات أكثر من كونه سائق سيارة أجرة في العاصمة بكين، فقد أثار قلقه الحديث المتواصل عن الأضرار البيئية الجسيمة التي تتسبب فيها السيارات للبيئة وبخاصة تلوث الهواء وما يتبعه من ظاهرة التغييرات المناخية، ولذلك فكر في ضرورة تطوير نموذج لسيارات المستقبل يمكن أن يساهم بطريقة جديدة في الحد من تلوث البيئة.

يقول شي شاي إن الفكرة جاءت خلال مشاهدته لأحد البرامج التلفزيونية التي كانت تتحدث عن ضرورة التوسع في المساحات الخضراء داخل المدن وبخاصة المزدحمة منها كأفضل وسيلة للحد من تلوث الهواء؛ لذلك قرر تحويل سقف السيارة الأجرة التي يقودها إلى مساحة خضراء أو حديقة متنقلة.

سقف من ماء

وعن هذه الفكرة يقول شاي إنه لم يدرس الهندسة ولا يعرف كثيرا عن ميكانيكا السيارات ولكنه توصل إلى أسلوب بسيط يضمن تحقيق هذه الفكرة وفي نفس الوقت لا يلحق أي ضرر بالسيارة، وتتمثل في إضافة طبقة عازلة للمياه لسقف السيارة ثم استخدام التربة الصناعية التي تستخدم في زراعة أسقف المنازل لتحويل السقف إلى مساحة مزروعة.

وقد نجحت الفكرة بالفعل ونمت الحشائش الخضراء وبعض الزهور في (المزرعة المتحركة. وكانت مشكلة ري الحديقة (المتنقلة) يوميا عبئا إضافيا على السائق لذلك فكر في الاستفادة من بخار الماء الناتج عن عمل محرك السيارة وإعادة تكثيفه واستخدامه في ري (الحديقة) بطريقة الرش.

ولم يكن في مقدور السائق الصيني من الناحية المهنية تنفيذ الفكرة فلجأ إلى أحد مهندسي الصيانة الذي رحب بمساعدته وبالفعل نجح في تطوير دائرة لتكثيف بخار الماء واستخدامها في ري الحديقة من خلال استخدام التنقية المستعملة في دوائر التبريد بالثلاجات أو المبردات.

ويقول المهندس الصيني الذي يدرس تطوير هذه الفكرة إنها قابلة للتنفيذ بصورة كبيرة لكنها تحتاج إلى اقتناع شركات السيارات الكبرى بها وأن سوقها مضمونة وبخاصة في الصين وغيرها من دول شرق آسيا حيث يميل المستهلكون إلى تبني الأفكار الجديدة بسهولة خاصة وأن تكلفتها لن تكون ملموسة على الإطلاق.

كماليات

ويسعى خبراء صينيون بالفعل إلى إضافة بعض المحفزات إلى وحدات إخراج عوادم السيارات بهدف تحويل الجزء الأكبر منها إلى بخار الماء بهدف الحد من تلوث الهواء بشكل عام وللاستفادة من الفكرة الجديدة في الوقت نفسه.

يقول أحد خبراء السيارات إن الفكرة التي قدمها السائق شي شاي رغم بساطتها تفتح بابا واسعا أمام تطويرها سواء للاستفادة منها سواء كوسيلة لمواجهة تلوث الهواء الناجم عن عوادم السيارات خاصة في ضوء حقيقة أنه من المستحيل التوصل إلى سيارة يكون معدل العوادم الغازية الناتجة عنها صفر أو كوسيلة لتوفير مصدر بديل للطاقة.

ويضيف الخبير الصيني أنه يمكن تطويرها وتحويل الحديقة المتحركة إلى لوح من الخلايا الضوئية التي تقوم بتحويل الطاقة الشمسية إلى كهرباء تستخدم إما في إعادة شحن البطاريات أو تشغيل السيارة نفسها بعد تزويدها بمحرك كهربائي كما هو الحال في السيارات الهجين.

وقد بدأت بالفعل شركات صينية في تطوير (كماليات) لاستخدامها في الجيل الجديد من السيارات (الخضراء) التي تستحق الاسم بالفعل أكثر من غيرها من السيارات التي أطلق عليها في السابق اسم السيارة الخضراء. فقد أطلق اسم السيارة الخضراء في البداية على السيارات صديقة البيئة التي تستخدم مصادر الطاقة البديلة مثل خلايا الوقود أو السيارات الهجين التي تعمل بالكهرباء وليس بالبنزين وبالتالي تقل العوادم الغازية الناتجة عنها.

ضغوط متزايدة

يقول الخبراء إن استخدام 20% من سيارات العالم لفكرة السائق شي شاي يمكن أن تخفض معدل التلوث في المدن الكبرى بنسبة تصل إلى 12% وهي نسبة كبيرة بالفعل إذا ما أدركنا أن عوادم السيارات مسؤولة عن حوالي 14% من إجمالي العوادم الغازية الملوثة للبيئة على مستوى العالم.

وتشدد الدول الموقعة على بروتوكول (كيوتو) الذي يهدف للحد من الغازات المسببة للاحتباس الحراري من ضغوطها على شركات السيارات لتصنيع سيارات (صديقة للبيئة". ويبلغ متوسط كمية انبعاث ثاني أكسيد الكربون حاليا 160 جراما لكل كيلومتر.

ويقول جيرد لوتزيبن من هيئة المرور الالمانية إن السيارات مسؤولة عن انبعاث حوالي مائة مليون طن من ثاني أكسيد الكربون في الهواء بألمانيا كل عام.

ويقول لوتزيبن (من الممكن توفير 20 بالمائة من هذه الكمية بسهولة عن طريق القيادة بسرعات ثابتة وتحريك ذراع تغيير السرعات باستمرار حسب سرعة السيارة.

وتبحث كثير من الدول الصناعية الكبرى فرض ضرائب عالية على السيارات التي تستهلك كميات كبيرة من الوقود وتصدر كميات كبيرة من ثانى أكسيد الكربون في حين أن (السيارة الخضراء) يمكن أن تكون بديلا لاستخدام سيارات ذات استخدام أقل للوقود، حيث انها ستمكن من القضاء على العوادم التي يصدرها المحرك.


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة