نادي السيارات

منذ فترة قصيرة كشفت شركة جنرال موتورز الأمريكية أكبر منتج سيارات في العالم النقاب عن أحدث تكنولوجيا في دنيا السيارات الكهربائية وهي تكنولوجيا إي فليكس.

وتكشف التكنولوجيا الجديدة عن نجاح مهندسي الشركة الأمريكية في قطع مسافة طويلة نحو المستقبل من خلال مجموعة متكاملة من المزايا والخصائص في السيارة. وهذا الجيل هو الثالث من هذه التكنولوجيا التي لم يخرج أي منها إلى حيز الوجود حتى الآن حيث يجري المهندسون تطويرا وراء تطوير على النماذج التجريبية.

وكان أول ظهور لسيارة كهربائية بالكامل من جنرال موتورز عندما تم الكشف عن النموذج التجريبي شيفورليه فولت.

ثم جاء الجيل الثاني عندما كشفت الشركة عن النموذج إي فليكس الأول الذي استخدم الجيل الخامس من تكنولوجيا خلايا الوقود التي طورتها الشركة.

يقول لاري بورنس نائب رئيس مجلس إدارة جنرال موتورز لشؤون الأبحاث والتطوير والتخطيط الاستراتيجي إن جمال استراتيجية تطوير إكس فليكس تكمن في أنها تسمح لنا بتقديم مجموعة من أنظمة التسيير في نفس المكان وفقا لنوعية الوقود أو مصادر الطاقة المتاحة في السوق المحلية للسيارة.

سيارات المستقبل

وأضاف أن السيارة المنتظرة هي نموذج لسيارات المستقبل حيث تتيح مرونة كبيرة فيما يتعلق بمصادر الطاقة بحيث يمكن الحصول على الهيدروجين أو الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة مثل الرياح والطاقة الشمسية والوقود الحراري والوقود الحيوي والطاقة المائية أو من المصادر التقليدية مثل الغاز الطبيعي أو الفحم النظيف أو حتى البنزين.

ويستخدم التصميم الجديد للسيارة وفقا لاستراتيجية إي فليكس مستودعا للهيدروجين سعته أربعة كيلوجرامات وبطارية الليثيوم المؤين تعطي طاقة قدرها ثمانية كيلووات في الساعة إلى جانب محرك بقوة 70 كيلووات للدفع الأمامي ومحركين في الوسط تعطي طاقة قدرها 25 كيلووات لكل عجلة من العجلات الخلفية.

ويعطي النظام الجديد إي فليكس طاقة كهربائية تكفي لتسيير السيارة لمسافة 480 كيلومتر دون الحاجة إلى إعادة شحن البطارية أو التزود بالهيدروجين.

وبفضل إمكانية الشحن الذاتي الجزئي للبطارية فإنه يمكن للسيارة قطع 32 كيلومترا إضافي دون إعادة شحن إذا قام السائق بإعادة شحن البطارية بالكامل قبل إيقاف محرك السيارة في نهاية اليوم. ويتوقع خبراء جنرال موتورز أن تتمكن السيارة المنتظرة من تحقيق معدل تسارع من صفر إلى 96 كيلومترا في الساعة خلال مدة تتراوح بين 8 و8.5 ثانية. كما يمكنها الوصول إلى سرعة منتظمة تصل إلى 160 كيلومترا في الساعة.

وفي حالة الضرورة يمكن للسيارة أن تزيد سرعتها إلى 172 كيلومترا في الساعة لمسافة قصيرة في حالة الضرورة.

التعاون ضروري

ويقول نائب رئيس مجلس الإدارة لشؤون التطوير والأبحاث والتخطيط الاستراتيجي إن التقدم الذي تحققه الشركة في مشروع سيارة المستقبل الكهربائية يزيد ثقتهم في كفاءة تكنولوجيا خلايا الوقود التي تستخدمها وأن هذه التكنولوجيا ستكون قادرة على المنافسة في سوق السيارة بقوة خلال السنوات المقبلة.

في الوقت نفسه أكد المسؤول الأمريكي على حاجة الشركة إلى تعاون أطراف عديدة منها الجهات الحكومية وشركات الطاقة والوقود وشركات البنية الأساسية في مختلف أنحاء العالم مع جنرال موتورز وشركات صناعة السيارات بشكل عام لتطوير سوق ذات كفاءة عالية للسيارات التي تعمل بخلايا الوقود والهيدروجين.

يقول بيث لوري نائب رئيس جنرال موتورز لشؤون الطاقة والبيئة إن الفكرة الأساسية وراء مشروع إي فليكس هو الاستفادة من التنوع الكبير في مصادر الطاقة في المستقبل وتوفير السيارة التي تستطيع الاستفادة من هذا التنوع بما يحقق مصالح السائق أو صاحب السيارة في المقام الأول. في الوقت نفسه فإن مهندسي جنرال موتورز يسعون منذ البداية إلى إيجاد نظام تسيير قابل للتعديل بحيث يمكن استخدامه في سيارات مختلفة سواء في النوع أو في الحجم بحيث يمكن إنتاجها وتسويقها في أي مكان بالعالم بما يتوافق مع تنوع مصادر الطاقة في العالم.

كلمة السر

ويقول مسؤولو الشركة إن التنوع سيكون كلمة السر بالنسبة لمستقبل الوقود في العالم وأن كل دولة أو منطقة سوف تلجأ إلى استخدام الموارد المتاحة لديها للحصول على احتياجاتها من الطاقة. فالبعض يمكن أن يعتمد بشكل أساسي على طاقة الرياح والطاقة الشمسية. والبعض يمكن أن يعتمد على الوقود الحيوي الذي يستخرج من المواد الزراعية المتاحة والمطلوب تطوير سيارة تلائم ذلك التنوع دون أن تتحول إلى عبء اقتصادي على المستخدمين. وعندما عرضت جنرال موتورز الجيل الأول من تكنولوجيا إي - فليكس استخدمته في النموذج التجريبي فولت حيث وضع المحرك الذي يعمل بالكهرباء في أسفل محور العجلات الأمامية.

أما الجيل الثالث فقد شهد تحسينات عديدة أهمها إضافة أكثر من مدخل لإجراء عملية إعادة الشحن للبطارية. والجمع بين البطارية كمصدر للكهرباء وخلايا الوقود التي تحول الهيدروجين إلى طاقة كهربائية سواء تم الحصول على الهيدروجين من خلال تحليل المياه أو من خلال مستودع خاص تزود به السيارة.

ويراهن مهندسو جنرال موتورز على التطور في تكنولوجيا بطاريات الليثيوم من أجل ضمان المزيد من التطور والكفاءة في نظام إي فليكس. ومع ذلك فإن كل الجهود تركز على تطوير نظام تسيير يسهل تعديله بما يسمح باستخدام نوع الوقود أو مصدر الطاقة المتاح.