* «نادي السيارات» *
أثارت شركة نيسان اوف نورث أمريكا وهي فرع شركة السيارات اليابانية العملاقة نيسان موتورز كورب بأمريكا الشمالية قضية شديدة الأهمية عندما أصدرت تحذيرا لعملائها من تأثيرات الهاتف المحمول على بعض الأجهزة الإلكترونية الحساسة في سياراتهم وبخاصة السيارات الفارهة طراز إنفينتي التي تنتجها الشركة اليابانية.
وقالت نيسان إن وضع الهاتف المحمول إلى جوار المفتاح الإلكتروني لسيارات نيسان يمكن أن يؤدي إلى خلل في عمل المفتاح بسبب الذبذبات والموجات الكهرومغناطيسية الصادرة عن الهاتف المحمول. يذكر أن المفتاح الإلكتروني من نيسان مصمم لكي يسمح للسائقين بفتح أبواب السيارة وتشغيل المحرك بضغطة زر. وتقول الشركة إن وجود الهاتف المحمول قريبا جدا من المفتاح يمكن أن يؤدي إلى اضطراب الشفرة الإلكترونية الخاصة بالمفتاح وبالتالي يصبح غير قادر على فتح الأبواب ولا تشغيل السيارة.
واعترفت نيسان بأن هذه المشكلة وقعت بالفعل في اثنين من أكثر سياراتها مبيعا وهما نيسان ألتيما 2007 وإنفنتي جي 35
بوصة واحدة
وقال كيلي بازيمور المتحدث باسم نيسان: (اكتشفنا أنه إذا لامس المفتاح الإلكتروني (آي كيي) الهاتف المحمول ثم استقبل الهاتف اتصالا أو أجرى اتصالات فإن هناك احتمالات قوية لحدوث تغيير في شفرة تشغيل المفتاح نتيجة الذبذبات الصادرة عن الهاتف). وأشار إلى أنه في هذه الحالة سيكون من الصعب استعمال المفتاح في فتح الأبواب أو تشغيل المحرك. كما أنه لا يمكن إعادة برمجته.
وأوصت الشركة اليابانية عملاءها بإبعاد المفاتيح الإلكترونية عن الهاتف المحمول لمسافة بوصة واحدة على الأقل لتجنب حدوث مثل هذه المشكلات.
وأشار المتحدث باسم نيسان نورث أمريكا إلى قيام الشركة بإرسال رسائل بريدية إلى عملائها لتحذيرهم من هذه النقطة وإبلاغهم بإمكانية الحصول على مفتاح بديل في حالة حدوث مشكلة من خلال وكلاء وموزعي سيارات نيسان.
ولم يكن التحذير الذي أطلقته نيسان سوى مجرد شرارة لإشعال جدل واسع بين خبراء صناعة السيارات والأجهزة الإلكترونية بشأن تأثير الهواتف المحمولة على بعض المكونات الإلكترونية الدقيقة في السيارات الحديثة. وقال الخبراء إن الأجيال الحديثة من السيارات وفي ظل الطفرة الإلكترونية التي تشهدها صناعة السيارات حاليا جعلت صالون السيارة أقرب إلى قمرة قيادة الطائرة بسبب تعدد الأجهزة الإلكترونية التي تعمل بتقنيات متعددة وبالتالي أصبحت تفرض ضوابط محددة في التعامل معها وعلاقاتها بالهاتف المحمول بالفعل.
توصيات
في الوقت نفسه فإن الأجهزة الأكثر تأثرا بالهواتف المحمولة هي تلك الأجهزة التي تعتمد على الاتصال اللاسلكي لتبادل المعلومات مثل أنظمة تحديد الموقع بواسطة القمر الصناعي وأجهزة منع التصادم التي تعتمد على وحدات استشعار وكذلك أنظمة الملاحة.
ورغم كل ذلك اتفق أغلب الخبراء على أن المشكلة في النهاية ليست عسيرة على الحل وأنه يمكن لأصحاب السيارات استخدام هواتفهم المحمولة التي أصبحت جزءا لا يمكن الاستغناء عنه في الحياة اليومية لملايين البشر مع الحفاظ على الأجهزة والمعدات الإلكترونية في السيارة من خلال مجموعة من الوصايا في هذا المجال وتشمل،
أولا إبعاد الهاتف المحمول عن الأجزاء الإلكترونية الدقيقة مثل نظام الملاحة البرية ونظام التحكم والتوجيه الإلكتروني في السيارات الفارهة.
ثانيا الحرص على وجود مكان مخصص مجهز لوضع الهاتف المحمول في صالون السيارة بحيث يحد من انبعاث الذبذبات الصادرة عنه حتى يتم الحد من تأثيره على عمل هذه الأجهزة.
ثالثا: مراجعة أدلة المستخدم المرفقة مع الأجهزة والمعدات الإلكترونية الدقيقة في السيارة لتحديد أفضل سبل التعامل معها ومدى تأثرها بالهاتف المحمول من عدمه.
رابعا: تقليل استخدام الهاتف المحمول إلى أدنى مستوى ممكن أثناء التواجد في السيارة حيث إن التأثير السلبي للهاتف المحمول على الأجهزة الإلكترونية يزداد في حالة إجراء أو استقبال المكالمات الهاتفية.
خامسا: في حالة حدوث خلل في شفرات بعض الأجهزة الإلكترونية بالسيارة يجب اللجوء مباشرة إلى الوكيل المعتمد لمراجعته وإجراء الإصلاح اللازم حتى لا تتفاقم المشكلة من ناحية وإعادة معايرة هذه الأجهزة من ناحية أخرى.
سادسا: يفضل شراء أجهزة الهاتف المحمول الأقل إنتاجا للذبذبات والموجات الإشعاعية وهو أمر يمكن معرفته من خلال مراجعة المواقع المتخصصة في هذا المجال وكذلك كراسة المواصفات المرفقة مع كل هاتف.
سابعا: أخيرا الحرص على الفحص الدوري لهذه الأجهزة وبخاصة التي تعتمد على شفرات خاصة من أجل تعديل أي خلل بها أولا بأول.
