لو سألتموني عن آخر طريق ارغب في السير فيه لقلت لكم (طريق خريص) واعتقد أن السبب ليس لغزا محيرا فهو واضح لكل من سلك هذا الطريق أو حتى فكر في ذلك.
فرغم سفري لعدد من دول العالم فهذه أول مرة في حياتي أرى طريقا سريعا تتوقف فيه السيارات بشكل كامل وكأنك أمام إشارة ضوئية أو قريبا من حادث سير في الاتجاه الآخر.
وذات مساء وفي تمام الساعة التاسعة وهو وقت الذروة على هذا الطريق وبعد توقفنا الكامل كالعادة تذكرت المثل الصيني -ومن لا يصدق انه صيني فليذهب إلى الصين ويتأكد- حيث يقول (بدل أن تلعن الظلام أوقد شمعة) وفعلا وبذكائي المعهود فكرت وتوصلت إلى حل إبداعي غير مجرى حياتي فصرت استغل هذه الساعات أثناء الوقوف في كتابة القصائد والأفكار والمقالات وتأليف الكتب أو الاستماع إلى المحاضرات والقصص والأشعار.
لكني واجهت مشكلة أخرى فعندما أقرر الاسترخاء والبدء بالعمل تتحرك السيارات على غير العادة فتأكدت أن هذه مؤامرة تحاك ضد أفكاري ومشاريعي فقررت تحدي الجميع وبحثت عن حل مناسب وتذكرت أن اليابان الذين سخرهم الله لنا - على رأي صديقي أبو حسين - لا بد أن يخترعوا شيئا يساهم في حل مشكلتي. وفعلا لم يخب ظني فقد وجدت مسجلا صغيرا بحجم القلم أسجل فيه بصوتي العذب كل أفكاري ومواهبي.
وغدا طريق خريص هو الأفضل لدي مع دعائي أن لا ينفذوا مشروعا ضخما لتوسعته!! ودمتم.