هل تشعر بالصداع بسبب القيادة على الطرق السريعة؟ هل تعاني من ألم الظهر بعد رحلة طويلة بالسيارة؟ هل تغير جلستك كثيراً عند السفر؟ إذا كانت إجابتك بنعم على أي من هذه الأسئلة، إذا ربما يكون السبب وضعية الجلوس غير الصحيحة.
إن مصنعي السيارات ينفقون الكثير من المال على بحوث المقاعد ووضعية الجلوس. كذلك فإنهم يصممون مقاعد مركباتهم لتلائم أنواع كثيرة من أحجام وأشكال الاجسام. لذلك فإن المقعد الذي تجلس عليه قد لا يكون ملائماً لك كثيراً. والسؤال هو ماذا عند البحث عن المقعد المناسب؟
المقعد المناسب
أولاً أنت تحتاج إلى مقعد يسندك جيداً. وهناك جزءان للإسناد الجيد. فالوسائد الجانبية يجب أن تكون كبيرة ومتينة بما يكفي لتثبتك على وضعيتك. وبالنسبة للسيارات الرياضية فإنها تحتوي عادة على وسائد جانبية جيدة، بينما العديد من شاحنات الحمل الصغيرة لا تحتوي على وسائد جانبية مما يجعلك تنزعج أثناء القيادة. قد لا يكون هذا الأمر مهماً في الرحلات القصيرة، لكن في الطويلة منها سيتعبك.
إن بعض السائقين لا يحبون الوسائد الجانبية لكونهم يشعرن في البداية بأنهم مقيدون. وبالنسبة للمقعد العريض المستوي قد يشعرك بالسعة لكنه لا يقدم الإسناد الكافي. ويجب أن لا نخلط بين الأمرين فعندما نقول ان الوسائد الجانبية الساندة لا نعني المقعد الصغير الذي يقيدك. أحياناً نجد مقاعد تكون فيها الوسائد الجانبية العلوية في ظهر المقعد تدفع كتفي السائق إلى الأمام. قد تكون هذه المقاعد مناسبة للسائقين القصار القامة لكنها تشعر طوال القامة منهم بعدم الراحة.
الجزء الثاني من إسناد المقعد يكمن في صلابته. فالمقاعد الناعمة تبدو مترفة جداً (في البداية، إذا كانت مصممة بشكل جيد فإنها تقدم دعماً لكل جسمك). ولسوء الحظ فإن بعض تلك المقاعد الناعمة تجعلك تغطس شيئاً فشيئاً أثناء القيادة وعندها تبدأ بالشعور بنقاط ضغط على بدنك شيئاً فشيئاً وإن خدر الرجلين وتقرح الردفين والأكتاف الصلبة علامات على الإسناد غير المتساوي.
القوية أفضل
أفضل المقاعد هي تلك التي تشعر بأنها قوية في البداية وهذا النوع يبدو صلباً جداً لكن كلما طال زمن قيادتك كلما شعرت بتحسن أكثر، وهي لا ترتخي كما أنها تسند الجسم بتساوٍ. إن معظم مقاعد السيارات المنتجة حديثاً تستعمل هيكلاً حديدياً مدعوماً بالأسلاك مع أساس رغوي (السيارات القديمة التي تعود إلى فترة السبعينات وما قبلها تستعمل النوابض في المقاعد بعد تغطيتها باللباد ومن ثم الرغوة) وهنالك عدة أنواع من المقاعد برغوة مختلفة الجودة والكثافة، والمقاعد عالية الجودة تستعمل كثافات مختلفة في مناطق متعددة وتلك الأشياء لا يمكنك أن ترصدها عندما تنظر إلى المركبة في صالة العرض لكن بعض الخبراء يرون أن كلاً من شركتي فولفو وبورش يصنعان بعضاً من أفضل المقاعد في العالم على الرغم من من كون المصنعين الآخرين يتطورون والعديد منهم لديه مقاعد عالية الجودة.
الوضعية!!
وضعية المقعد مشكلة أخرى. فأنت بحاجة إلى مقعد مثبت بحيث يكون مرفقك منحنٍ قليلاً عندما تمسك بعجلة القيادة. المشكلة هنا هو أنك تحتاج أيضاً أن تكون قادراً على ضغط الدواسات طوال الطريق. بالنسبة لأعمدة التوجيه التلسكوبية ومجموعات الدواسة المعدلة فإنها واحدة من أفضل مزايا الراحة للسائق التي ظهرت في السوق خلال السنوات الأخيرة. إذا كانت كلتا الميزتين لديك في مركبتك عدل المقعد أولاً ليكون بأفضل وضعية رؤية ثم عدل عجلة القيادة والدواسات حسب حاجتك. إذا كان يتوافر لديك ميزة عجلة القيادة التلسكوبية فقط عندها عدل المقعد بحيث يلائم الدواسات ومن ثم عمود التوجيه.
وارتفاع المقعد مشكلة إضافية. فبعض المركبات تجهز الآن بمعدلات يدوية لارتفاع المقعد وبالنسبة للمقاعد التي تعدل كهربائياً فإنها قد تبدو ترفاً لكنها توافر تعديلين للارتفاع والزاوية يمكن أن يجعلا القيادة أكثر متعة بكثير. عليك أن تعلم أن المقاعد ذات زاوية الإسناد غير المريحة يمكن أن تسبب آلام الرقبة والرأس أيضاً.
أخيراً فإن مشتري السيارات الجديدة يطلعون عادة على مجموعة نقل الحركة وتصميم البدن والخيارات المتوافرة لكن من النادر أن ينفقوا الكثير من الوقت في مقارنة المقاعد. لكن المقعد الجيد ووضعية الجلوس الجيدة ستجعل القيادة أكثر متعة وتبقي السائق متيقظاً ومنتبهاً والسائق المنتبه هو السائق الأمن.
