Car Magazine Wednesday13/06/2007 G Issue 28
أقلام
الاربعاء 27 ,جمادى الاولى 1428 العدد28

السيارة (أحد أفراد العائلة)

سؤال أرسله إلى الأذهان تكمن الإجابة عنه بكل بداهة وتلقائية.. ما هي احتياجات أحد أفراد العائلة المطلوب من رب الأسرة تلبيتها؟

الأكل - الشرب - المسكن - الدواء - اللباس - الأمان... إلخ.

قائمة من الاحتياجات تطول أحياناً عندما يصبح الأب من المسرفين، وتقصير في أحيان أخرى عندما يكون الأب بخيلاً (قعيطب).. والأمثل في الصورة والأقرب للعقل الراجح هو التوسط والاعتدال لا إفراط ولا تفريط. لكن هذا الفرد من أفراد العائلة.. (السيارة طبعاً) الملحق في أوراق الأب الرسمية.. مسؤول عنها مسؤولية تامة فيما لو حصل منه هفوة.. يتناول وجبة واحدة دسمة مع بنزين (95) أو خفيفة مع بنزين (91) ربما ثلاث وجبات يومياً بالإضافة إلى وجبة الزيت والماء (آكل شارب) ويحرص رب الأسرة على تهيئة مكان لنوم هذا الفرد من العائلة وخاصة في فصل الصيف إما داخل الفناء (الحوش) أو تحت شجرة الجيران (دون استئذان) وهكذا تزداد المنافسة بين الجيران من يخرج من العمل (بدري) كي يحظى بالظل قبل (أبو فلان).. وتزداد معاناة هذا الأب عندما يمرض هذا المحروس (ذكراًً كان و أنثى) لينطلق به على متن سيارة الإسعاف (السطحة) الذي لا ينقلهم بأقل من(150) ريالا، ولو كان موقع المستشفى أمتار (الصناعية أو الورشة) طبعاً.. ومنها الحكومي ومنها الأهلي.

وعند باب (الورشة) تحظى بآخر أنواع الاستقبال.. لتكتشف أن هذه (الدردعه) سوف تسحب راتبك المتبقي لأفراد الأسرة، ولكن لا بد من سلامة هذا العضو الهام.. والفرد الغالي من أفراد الأسرة المباركة. وما أحسن هذا (الصبي) إذا سلمت قواه من نار الورش وقطع الغيار حتى (أحراش التشليح) ليقدم الأب الدواء من عرق جبينه فسلامة هذا المسكين - مهمة للجميع. في ظل غلاء الموديلات ونار (الكاش والتقسيط) وأحيانا المعارض.

وأما اللباس فلا تسل عن معاناة أهل السيارات في فصل الصيف وخاصة البراقع إذا كانت المحروسة جديدة أو مزينة أو جاهزة للعرض وعند ورش التلميع والسمكرة تجد الخبر (النفيع) ومن مهام الأب الحنون أن يقدم الأمان لهذا الفرد من تسلط سراق ما بعد الساعة الثانية عشرة أو السابعة صباحاً.. والباحثين عن (الأسبير) أو المسجل أو الجوال أو بقايا الهلل.. أو هواة التفحيط والهجوله.

عندها يكون لزاماً على صاحب السيارة أن يجلب أدوات السلامة التي أصبحت قديمة على حرامية هذا الزمن.. وهنا تجد المسكين يقلبها (خفارات) مع أفراد العائلة.. والجيران والمحبين إلى حين ينضج عقل هذا المولود. الذي دفع فيه نياط قلبه وتحويشة عمره.

وما أسعده عندما يأتي الصباح فيجده (مسنتر) عند الباب ليستقبله بالحضن الدافي.. وصدره المريح قائلاً للأب سمعاً وطاعة نشيلك فوق الرؤوس في حين أن بعض أفراد الأسرة الأدميين يستخفون بهؤلاء الأباء ويستهترون بهم ولا يرعون حق أبوتهم.. فمرحباً ثم مرحباً بالسيارة فرداً من أفراد العائلة، لها ما لهم وعليها ما عليهم.

خلوفة بن محمد آل زيدان الأحمري abo-anasa@hotmail.com


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة