Car Magazine Wednesday14/02/2007 G Issue 11
إشارة حمراء
الاربعاء 26 ,محرم 1428 العدد11

إشارة حمراء
اكفونا شرورهم!
عبداللطيف العتيق

يواجهنا في حياتنا اليومية، العديد من المواقف والتصرفات، منها الغبية ومنها الذكية، ومنها ما يشبه الطلاسم والألغاز، ويجعل الإنسان حائراً أمامها، عاجزاً عن معرفة كنهها وإدراك مغازيها. والعجز عن فهم أسرار هذه التصرفات، التي أصبحت جزءا من الممارسات اليومية، قد يكون سببه ما تحتويه من فلسفة وحكمة تفوق قدرة الإنسان العادي على فهمها، أو لأنها تصرفات عشوائية، مبنية على أسس غير علمية، مستمدة نهجها من عادات، وربما الاعتقاد بسلامتها، دون تمحيص وتدقيق، مع عدم الاستعداد لإعادة دراستها، أو التفكير في مدى صلاحيتها، للتأكد من أنها تلبي أهدافها.

وقد يتبادر إلى ذهن القارئ الكريم، أنني قصدت بتلك المواقف والتصرفات، ما قد يرتكبه الأفراد من تصرفات خاطئة (وما أكثرها)، والتي تنبع من عادات وتقاليد بالية، ويتوارثها الأجيال (أباً) عن (جد)، ولكن ما قصدته، هو مواقع الحملات التفتيشية لرجال المرور، الذين يتخذون في الغالب، مواقع شبه ثابتة للتفتيش، مواقع أصبحت معروفة لدى الغالبية، يتم تداولها على شبكة الإنترنت، وفي المنتديات، بما يسمح لمخالفي أنظمة المرور بتجاوزها، دون أي عناء أو مشقة!

وهنا أتساءل عن الهدف من هذه الحملات، ما دام المتهورون في القيادة، يظهرون بثياب السائق المثالي، ويعمدون إلى تهدئة السرعة قبل الوصول لنقاط التفتيش، رابطين حزام الأمان، ومتظاهرين بالانضباط واحترام الأنظمة، وبمجرد تجاوز هذه النقاط (المحددة مسبقا)، يعودون لممارساتهم الطائشة، مكشرين عن أنيابهم الظالمة التي لا تضع لأنظمة المرور وزناً، ولا تقيم حرمة للنفس والروح، منطلقين كالصواريخ، ليخلفوا وراءهم الكوارث، ويهدموا بيوتاً عامرة، ويذهبوا بكل شيء، ولا يبقى بعدهم سوى الدموع والجراح.

وقد يكون من المناسب، والحال كما ذكرنا، ألا تستمر نقاط التفتيش في أماكن ثابتة، حتى وإن كانت مبنية على دراسة علمية، وتجارب ميدانية، فكلما كانت هذه المواقع متغيرة، ساعد ذلك في الحد من تهور المتهورين، وأبعد الشرور عن الأبرياء والآمنين.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«52» ثم أرسلها إلى الكود 82244


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة