Car Magazine Wednesday14/03/2007 G Issue 15
أقلام
الاربعاء 24 ,صفر 1428 العدد15

السرعة أم ضبط حزام الأمان؟
د. زيد بن محمد الرماني

لقد قطع المجتمع السعودي شوطاً طويلاً في طريقه نحو التحديث من خلال برامج التنمية الطموحة التي أنجزت وتلك التي في طريقها إلى الإنجاز.

ولعل أحد المظاهر المهمة في مسار التنمية الوطنية وخططها المستقبلية، الاهتمام ببذل الجهود العلمية والعملية لدراسة الأخطار المصاحبة للتنمية في مجال البعد الإنساني خاصة. والسؤال المهم: في عالم القيادة والسلامة المرورية وأمن الطرق أيهما أهم: السرعة أم ضبط حزام الأمان؟!!

لقد أصبحت مشكلة حوادث المرور ظاهرة وبائية تفتك بحياة الناس في كل عام، وتتسبب في عجز وإصابة الآلاف منهم، وتؤدي إلى إهدار اقتصادي كبير في الأنفس والأموال والممتلكات.

وعالم الأرقام ودنيا الإحصاءات يقدّم لنا دوماً أرقاماً مزعجة ومعدلات مبكية وإحصاءات خطيرة وحوادث مروعة وإصابات محزنة.

فخلال عام واحد فقط، بلغ عدد الحوادث المرورية حوالي 29052 حادثة مرور أي بمعدل سبعة حوادث لكل ألف سيارة، وقد نتج عنها 22630 حالة إصابة و3276 قتيلاً، ويعتبر هذا من بين أعلى معدلات الحوادث في العالم.

إذن: أيهما أهم السرعة أم ضبط حزام الأمان؟

إن الإحصاءات تؤكد أن السرعة الزائدة تمثِّل 56% من نسبة حوادث السيارات، يليها قطع إشارات المرور البالغة نسبة 14%.. وهذا يعني أن السرعة الزائدة تُعّد أحد أهم أسباب حوادث السيارات.

وللأسف، فإن أخطاء السائقين أثناء القيادة أصبحت تشكِّل خطراً، وفي الوقت نفسه تمثِّل أخطاء شائعة، انعكست في شكل عادات اجتماعية يتعلمها الأفراد ويقلدون بعضهم بعضاً وأصبحت جزءاً من السلوك الفردي.

إذن: ما المهم: السرعة أم حزام الأمان؟!!

لقد أصبحت مشكلة المرور مشكلة متفاقمة في معظم بلدان العالم، ولقد امتدت آثارها إلى أغلب المجتمعات المعاصرة حتى غدت مشكلة عالمية تعاني منها كثير من المجتمعات والدول.

وازداد - نتيجة لذلك - الاهتمام بمواجهة هذه المشكلة بالنظر لآثارها المختلفة، خاصة من الناحية الاقتصادية المؤثرة في الإنتاج، ومن الناحية الاجتماعية وما ينجم عنها من إصابات وأمراض ووفيات. فقد قدّر الخبراء أن الدول تخسر على المستوى الوطني مئات الملايين نتيجة لمشكلات المرور المتمثلة في فقد ساعات العمل المنتج وزيادة النفقات المستنزفة في معدلات الوقود وقطع الغيار واستهلاك الطرق، علاوة على ضعف الكفاءة الإنتاجية.

ختاماً أقول إن هناك بعض التوصيات التي ينبغي الأخذ بها في هذا المجال، منها:

(1) العمل على نشر الوعي المروري بين أفراد المجتمع ودراسة إدخاله كمادة تدرس في بعض مراحل التعليم مع الاهتمام بغرس، هذا الوعي بين النشء وتدعيم فكرة مدارس المرور والتوسع في فكرة أصدقاء المرور من الطلاب في الإجازة الصيفية مع تقدير الحوافز المناسبة لهم.

(2) قيام أجهزة الإعلام بدورها في توعية السائقين والمواطنين وإرشادهم لتحقيق الالتزام بقواعد المرور وآدابه.

(3) التأكيد على الالتزام باستخدام أحزمة الأمان ووجود الطفايات وأدوات الإسعاف اللازمة بالسيارات ووجود المثلث العاكس كوسائل سلامة.

(4) الاهتمام بجمع الإحصاءات الدقيقة والمستمرة عن أبعاد مشكلات المرور وجوانبها المختلفة.

والخلاصة فإن النمط العام لسلوك قيادة السيارات في المملكة يتسم بالميل إلى المخاطرة وعدم اتباع قواعد السلامة والأمان وعدم مراعاة النظم والآداب المرورية.

وهذا يستلزم تعديل سلوك الفرد السعودي وتوجيهه بوعي وحكمة للتعامل وفق نظم الأمان وآداب السلامة وضبط حزام الأمان والابتعاد عن السرعة والتهور من أجل سلامة الجميع.

المستشار الاقتصادي وعضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية Zrommany3@gmail.com


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة