Car Magazine Wednesday15/08/2007 G Issue 37
أقلام
الاربعاء 2 ,شعبان 1428 العدد37

تنامي أسطول السيارات.. لماذا؟!
د. زيد بن محمد الرماني(*)

ليس هناك أي سيارة مهما كانت ذكية أو كفؤة في استخدام الوقود، تستطيع القضاء على تمدد الإعمار الذي يلتهم الأراضي وهو أحد الآثار الوخيمة للاعتماد المتزايد أبداً على السيارات وأحد العوامل الرئيسية على تعزيز وجودها.

وبالنسبة لمعظم الناس، فإن القدرة على امتلاك التقنيات الجديدة ليست أكثر من القدرة على امتلاك السيارات التقليدية. وزيادة على ذلك، فإذا كان تحضير السفر بالسيارات من شأنه مجرد استدامة السعي المعتاد للتنقل والانتقال فإنه حتى أصحاب السيارات أنفسهم لن يكون بإمكانهم الوصول إلى الأماكن والأشياء التي يريدونها بطريقة أفضل.

ففي عام 1950م كانت هناك سيارة لكل 46 إنساناً بالنسبة للعالم ككل. وتنامى أسطول السيارات العالمي بصورة سريعة عندما بدأ الناس في الدول الصناعية يمتلكون السيارات في الخمسينيات والستينيات، الأمر الذي ضاعف أربع مرات العدد الإجمالي للسيارات بحلول أوائل السبعينيات.

وعندما أخذ سوق الدول الغنية الشاسع هذا في الاقتراب من نقطة التشبُّع، تباطأ نمو السيارات العالمي على الرغم من معدلات النمو العالية في أعداد السيارات في الدول النامية وأوروبا الشرقية، واتسعت ملكية السيارات من سيارة لكل 18 فرداً في عام 1970م إلى المستوى الحالي المتمثل في سيارة لكل 8 أفراد.

وعلى الرغم من تباطؤ النمو في أعداد السيارات في الدول الصناعية، بيد أن التزايد في عدد الكيلومترات التي تقطعها السيارات لم يتباطأ فيما بين عامي 1970م و2000م، فازداد عدد الكيلومترات التي قطعتها السيارات بنسبة 20% أعلى من نسبة تسجيل السيارات الجديدة.

فالتطوير الإسكاني المتجانس ذو الكثافة القليلة ظل يرتبط بالعزلة الاجتماعية التي تزداد سوءاً، وبفقدان مفهوم الجيرة الحسنة، ففي كثير من مثل هذه الامتدادات العمرانية يشبُّ الأطفال وهم عاجزون عن اللعب مع أصدقائهم ما لم يقم أحد كبار السن بنقلهم بالسيارة إلى أماكن أخرى يوجد فيها أصدقاء لهم.

إن توفير الوقت - المزعوم - الذي يصبح ممكناً نتيجة لسرعة السيارات، يبدو سراباً بصورة خاصة، ويتبدد في ضوء الاختناقات المرورية التي تشُّل المدن الكبرى في العالم.

إذ توحي المقارنات العالمية بأن التنقل بالسيارات يوفر من الوقت أقل مما يُفترض، ويسوق (وايتليغ) مثلاً الأدلة على أن الناس ينفقون الوقت نفسه تقريباً عند السفر، بغض النظر عن مدى المسافة التي يقطعونها، وعلى حد قوله فإن معنى هذا العمل التجريبي هو أن الوقت الذي نوفره نصرفه في قطع المزيد من المسافات.

مع ذلك، وفي خاتمة المطاف، فلا بد لنا من إصلاح استخدام الأراضي، ويتطلب الأمر تبني أشكال السفر المحمودة بصورة أكبر، وسيعزز كذلك التغييرات الأساسية على الطريقة التي يتم بها رسم النشاطات على طول المنظر الطبيعي وعرضه، إذ كلما قصرت المسافة زاد احتمال قيام الفرد الواحد منا بتحقيق ما يريد تحقيقه دون حاجة إلى الصعود إلى السيارة. وقد آن أوان ذلك.

(*) المستشار وعضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة