* حاوره - فيصل الدعجاني *
جمع بين الرياضة ومزاولة الأعمال التجارية واختار لعبة التحدي، سباق الراليات الذي يعد من أصعب وأخطر الرياضات ولم تكن هذه الرياضة التي عشقها منذ الصغر عائقاً عن مزاولة أعماله الأخرى.
يزيد بن محمد عبدالعزيز الراجحي 27 عاماً المتسابق السعودي الذي شارك في رالي الشرق الأوسط الدولي الذي تم في الأردن هذا الأسبوع تحدث ل(نادي السيارات) عن بدايته في هذه الرياضة والأسباب التي دفعته لممارستها والصعوبات التي واجهها حتى كوَّن فريقاً أنفق عليه أكثر من 4 ملايين ريال وهدفه رفع علم وطنه خفاقاً في المحافل الدولية.. إلى الحوار:
* لماذا اخترت رياضة سباق الراليات؟
- بصراحة أنا من الأشخاص الذين يعشقون السرعة أثناء قيادة السيارة، وكنت مغرماً جداً بذلك خاصة في الصحراء وفي الاجازة، ولكن التحاقي بالراليات تم أثناء إقامتي في مدينة دبي منذ أكثر من خمس سنوات حيث كنت أقود سيارتي الخاصة وكان بجانبي صديقي فيصل الشامسي، نجم مسابقات اليخوت البحرية؛ وقيادتي الاحترافية دفعت فيصل ليقترح علي الاشتراك في الراليات ولاسيما وأن أحد أصدقائه هو من متسابقي الراليات فتم الاتصال به والتقيته في دبي, ومن هنا كانت البداية.
وبعدها اتصلت بأشخاص لهم خبرتهم في السباقات وكونت فريقاً قادراً على المنافسة والمشاركة في البطولات وتم تعيين مدير للفريق وباشرت العمل لتجهيز الفريق في أسرع وقت حتى أتمكن من المشاركة في بطولة رسمية أقدر من خلالها على رفع العلم السعودي.
دورة في البحرين
* كيف تم الاعتراف بفريقك من قبل لجنة رياضة السيارات والدراجات النارية؟
- بعد أن تم تجهيز الفريق التحقت بدورة تدريبية في دولة البحرين، ثم حصلت على رخصة دولية وكانت الدورة لمدة ثلاثة أيام ومدة الدورة تطول وتقصر ولا يحددها سوى المتسابق، فمتى كان سائقاً جيداً يحصل على الرخصة في وقت قصير، ثم التحقت بعدة دورات خارجية تعرفت من خلالها على قوانين الراليات وقواعدها وطرقها والمراحل المختلفة لكل سباق.
* لماذا لم تشارك بدورات داخل السعودية؟
- هناك دورة تقام كل سنة لم أتمكن من الالتحاق بها، وكنت على عجل فتوجهت لدولة البحرين الشقيقة.
* لماذا نجد عدد المتسابقين السعوديين قليلا في سباق الراليات؟
- كلامك صحيح فهناك ندرة في المتسابقين في السعودية، وهذا يرجع لعدم توفر الدعم لهم لأن اللعبة مكلفة للغاية وتتطلب مبالغ كبيرة ومَنْ أراد تجهيز فريق قادر على مقارعة ومنافسة المتسابقين العالميين لا بد أن يدفع بسخاء من أجل ذلك.
دور مهم للاتحاد السعودي
* وما هو دور اتحاد الراليات السعودي؟
- الاتحاد المعتمد من الرئاسة العامة لرعاية الشباب وجد لدعم هذه الرياضة وتنظيمها على الوجه المطلوب رغم صعوبتها وما يواجهها من عقبات لا يحس بها إلا المسؤولون في الاتحاد وعلى رأسهم رئيس اللجنة الأستاذ مشعل السديري الذي يقف وأعضاء اللجنة مع جميع المتسابقين بكل طاقتهم، واقترح أن تكون هناك مدرسة مختصة لسباق الراليات تخرج المتسابقين الذين يستحقون الدعم والرعاية والمتابعة.
* كم بلغت تكاليف الاستعداد للبطولة؟
- بصراحة تختلف على حسب تجهيز المتسابق ومَنْ أراد أن يشترك في السباق ويحقق نتائج متقدمة عليه أن يدفع مبالغ كبيرة لذلك، ونحن دفعنا قرابة 4 ملايين ريال حتى نكون جاهزين بشكل جيد.
* ألا ترى أن هذا المبلغ كبير؟
- صحيح، لكن الأهم هو رفع اسم الوطن عالياً، ولا يهم المبلغ فهدفنا المشاركة والمنافسة باسم الوطن، ولقد تم الاستعداد لهذه البطولة من جميع النواحي وسافرنا إلى الأردن ثلاث مرات لإجراء التدريبات على الواقع.
لهذا السبب غبنا عن حائل
* لماذا غبتم عن رالي حائل؟
- عندما أُقيم رالي حائل لم يكن الفريق جاهزاً ولم نرغب أن ندخل السباق ونحن لم نجهز 100% لأن الهدف المشاركة والظهور بصورة جيدة والمنافسة.
* كيف ترى دور الإعلام في دعم هذه الرياضة؟
- الإعلام الرياضي له دور كبير في دعم الرياضة السعودية وفي دعم الشباب السعودي، وهذا ما نلمسه وهو أمر غير مستغرب وهذا الموسم شهدنا نشاطاً كبيراً في تغطية أحداث هذه الرياضة ونأمل ان يستمر.
* لماذا اخترتم طاقم الفريق من دولة التشيك؟
- لأن هذا فريق عالمي قوي، وقد شارك في بطولة العالم للراليات (15) مرة وحقق مراكز متقدمة وهو من الشركات العالمية المعروفة لدى المتسابقين العالميين ولديهم خبرة في الشرق الأوسط.
* أَلا تتفق معي بأن سباق السيارات من أخطر الرياضات؟
- كل لعبة رياضية فيها خطر خاصة إذا لم يكن الرياضي متمكناً فيها، ومن الممكن أن تكون الراليات خطرة، ولكن الخطر الحقيقي هو قيادة السيارة في الشارع بتهور ولكن هذه اللعبة مجهزة بكل طرق الحماية والأمان.
أهلي شجعوني بعد تحفظهم
* كيف تعامل أهلك مع قرارك بالالتحاق بسباق الراليات؟
- كان لديهم تحفظ وقد أقنعتهم كثيراً بأن هذه الرياضة أكثر أماناً بإذن الله، وكان الوالد مشفقاً - الله يحفظه - فأقنعته بأن هدفي رفع اسم بلادي في هذه المحافل العالمية إذ لا بد أن يتواجد الشاب السعودي في جميع المحافل الرياضية وليس من المعقول أن شعباً تعداده أكثر من عشرين مليوناً لا يوجد منهم متسابقون يشاركون في مثل هذه المسابقات، فتمنى لي كل توفيق وشجعني كثيراً.
* كرجل أعمال.. أَلم تكن الرياضة عائقاً لعملك؟
- الرياضة ليست عائقاً إذا كان هناك تنظيم للوقت وبترتيبات لا تضر العمل الخاص، وأنا بفضل الله نظمت عملي ووازنت بينه وبين الرياضة وهذا سر نجاحي.
* هل لديك استعداد لتبني متسابقين سعوديين؟
- نعم، وأنا أتمنى أن نُكوِّنَ فرقاً سعوديةً منافسةً نتدرب مع بعض، وبالمناسبة لديَّ فريق للدبابات النارية وحقق هذا الفريق بطولة المملكة.
أكاديمية للراليات
* مَنْ هو متسابقك المفضل؟
- هو (سباستيان لوب) بطل العالم للراليات، وأتمنى أن أصل لمستواه، وأكثر ولكن هذا لن يأتي بسهولة ولا بد من سنوات من العمل والمشاركة باستمرار في البطولات، وأن يحظى المتسابق باهتمام كبير سواء من اتحاد اللعبة أو الجمهور أو الإعلام لأنهم هم أساس نجاح أي رياضي.
* ما هي مشاريعك الاستثمارية في سباق السيارات؟
- بصراحة لديَّ بعض الافكار لإنشاء مدرسة أو أكاديمية لسباق الراليات في المملكة، وأنا على استعداد أن أتبنى هذا المشروع الذي سيخدم هذه الرياضة بالتعاون مع لجنة سباق السيارات.
المشاركة الأولى
* صف لنا مشاركتك الأولى في بطولة الشرق الأوسط الدولية التي أقيمت في الأردن هذا الأسبوع؟
- كان هدفي هو المشاركة في هذه البطولة الدولية التي تضم متسابقين دوليين، ولهم خبرة عريضة في مثل هذه السباقات، وأيضاً رفع علم بلادي في مثل هذه المحافل، واعتبر مشاركتي ناجحة لكونها أول مشاركة في مشواري هذا، وبشهادة جميع المتابعين للبطولة، ولولا سوء الأحوال الجوية والخارجة عن إرادتنا لكنت حققت نتائج جيدة.
لن أتأثر
* وماذا حدث في السباق؟
- طبعاً أتينا إلى الأردن وقد أكملنا جميع الاستعدادات للسباق.. ودخلنا المرحلة التجريبية التي تسبق السباق.. واستطعنا أن نحقق نتيجة جيدة وبفارق 5 ثوان عن المركز الثاني الذي حققه القطري ناصر العطية، وكان دخولنا في هذه المرحلة بدون (نوته) يعني بدون خريطة للسباق، وفي اليوم الأول للسباق هطلت أمطار غزيرة، ودخلنا السباق وحققت المركز الثامن في المرحلة الاولى ولكم حدث انزلاق في إحدى المراحل للسيارة بسبب سوء الارض من الأمطار الغزيرة، وحدث عطل في (مكينة السيارة) مما تسبب في انسحابي من السباق.
* هل خروجك من السباق الأول سيؤثر على مسيرتك في هذه الرياضة؟
- بالعكس سوف يزيدني عزيمة وإصراراً على تحقيق نتائج أفضل بإذن الله لأني أعرف جيداً وقبل دخولي في عالم الراليات بأني سوف أواجه صعوبات متعددة، وهذه الاخطاء التي واجهتني، وسوف تواجهني سأحاول الاستفادة منها وتفاديها مستقبلاً إن شاء الله.
إلى سورية
* ما هي المشاركات المقبلة لك؟
- سأشارك في (رالي سورية) الذي يقام في الفترة من السابع إلى التاسع من يونيو 2007م وهو لن يقل قوة ومنافسة عن رالي الاردن، وسوف أبذل جهدي في هذا السباق لتقديم نتائج أفضل إن شاء الله.
