Car Magazine Wednesday16/05/2007 G Issue 24
البيئة
الاربعاء 29 ,ربيع الثاني 1428 العدد24
مركبة حديثة ذات انبعاثات أقل

من أكبر المشكلات التي تواجه البشرية في العصر الحديث مشكلة التلوث البيئي التي بدأت تتفاقم بشكلٍ خطير مع نهايات القرن الماضي، وما زالت الدراسات تؤكد استمرار زيادتها مع مطلع هذا القرن خصوصاً بعد فشل دول العالم المختلفة في مؤتمر المناخ الأخير - الذي عُقد في هولندا في التوصل إلى خطة عمل فعلية لتخفيض نسب التلوث البيئي على مستوى العالم حتى تبدد الأمل في بيئة نظيفة.

لكن العلماء ليس من عادتهم اليأس؛ فهناك دائماً الجديد من المخترعات والتقنيات التي تساعد في تخفيض نسب التلوث البيئي، ومن أحدث تلك التقنيات وأبرزها جهاز ابتكره مجموعة من العلماء في جامعة تكساس بالاشتراك مع شركة فورد العالمية للسيارات، يتم تركيبه على محركات السيارات التي تعمل بالبنزين؛ فيعمل على تخفيض نسب الانبعاثات الضارة بشكلٍ كبير قد يصل إلى أكثر من 80%؛ حيث تعمل التقنية الجديدة كمكرر مصغر للبترول يوضع تحت غطاء محرك السيارة، وقد أطلق عليه الباحثون اسم نظام التقطير الداخلي (on-board distillation system).

ووجد الباحثون أنه عند بدء تشغيل أي سيارة في جو معتدل فإن 20% فقط من البنزين الذي يحقن داخل المحرك يتبخر ويزود المحرك بالطاقة اللازمة للتشغيل، أما الباقي فيركد ولا يتبخر إلا عندما تبدأ درجة حرارة المحرك في الارتفاع، محدثاً عند تبخره زيادة كبيرة في معدل انبعاث المواد الهيدروكربونية الضارة.

لذا، وجد الباحثون أنه للحصول على محرك سيارة مثالي في أدائه وأقل في نسبة الانبعاثات الضارة يجب أن يعمل المحرك بنوعين من الوقود: أحدهما يكون سريع التبخر؛ عند بدء التشغيل. أما الآخر فيستخدم في السير العادي بعد ارتفاع درجة حرارة المحرك.

ولكن هذا الحل غير عملي على الإطلاق؛ حيث إنه من الصعب مطالبة المستهلك بتزويد السيارة بنوعين من الوقود لذلك كان يجب البحث عن حل عملي.

وكان نظام التقطير الداخلي هو الحل العملي المنتظر، حيث يعمل النظام على فصل جزيئات البنزين سهلة التبخر عن الجزيئات الثقيلة الأخرى، ويقوم بتخزينها لاستخدامها في بدء التشغيل. أما الجزيئات الثقيلة الأخرى فيستخدمها بعد ارتفاع حرارة الموتور، وبالتالي يكون على المستهلك تزويد سيارته بوقود واحد فقط، في حين يقوم النظام بفصله ليصبح نوعين من الوقود كل منهما يستخدم في مرحلة التشغيل المناسبة له.

ويتكون هذا النظام من أربع قطع تربطها وصلات، يتم تركيبها في أماكن مختلفة حول المحرك؛ حتى ان معظم مشاهدي المحرك قد لا يلاحظون وجود تلك القطع، كما أن وزنها مجتمعة حوالي 2 كيلوجرام، وبالتالي هي لا تمثل عبئاً على السيارة.


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة