هي أشياء تبدو في ظاهرها بسيطة، لكنها في الحقيقة ليست كذلك إذا نظرنا لها من جهة ما يترتب عليها.

نتكبر عليها غير واضعين في الاعتبار أهميتها تغافلاً عنها وليس من باب عدم العلم.

أعني ما يتعلق بالسلامة المرورية من ناحية القواعد التي لا نعيرها من الاهتمام ما يوازي أهميتها، فكل هذه القواعد وضعت بالفعل من أجل سلامتنا ولم تسمَّ بذلك عبثاً واعتباطاً، لنأخذ منها بعض الأمثلة، لتكن أولاها الإشارة المرورية التي لا خلاف حول احترامها من قبل البعض وعدم تقدير البعض لهذه الأهمية.

هي فسحة من الزمن لا تتعدى الدقائق لكننا لا نطيق صبراً ونحن نتوقف عندها، ترى القلق يجول في الأعين التي تتقلب كأنها ستنتظر العمر بأكمله.

لكن البعض لا يكتفي بهذا القلق أو لا يدعه يجوس في نفسه فقط إذ سرعان ما يترجمه فعلاً يتمثل في قطع الإشارة، وقد يمر الأمر دون حدوث ما يخشى لكن أهذا مبرر معقول ومنطقي لقطع الإشارة.

هذه الدقائق التي يعتبرها البعض تأخيراً قد تكون درءاً لتعجيل أمر لا يحمد لو حدث لا قدر الله أمور أخرى كثيرة نستصغرها مثل مراجعة السيارة والاطمئنان عليها، البعض لا يهتم بذلك.

ماذا لو أنفقنا بعض الدقائق في مراجعة (الفرامل) التي قد نكتشف بعد فوات الآوان أن عطلاً أصابها وساعتها لا ينفع الندم ولا يجدي قول لو أني فعلت لكان أفضل وأكثر أماناً بالنسبة لي.

الأمر على جانب كبير من الأهمية لما يقبع وراءه من خطورة، فالموت قد يكون نتيجة مباشرة لأشياء لم نحسب لها حساباً.

لا تجعل - أخي- حياتك عرضة للأخطار ولا تجعلها نهباً لأسباب قد تراها تافهة وقديماً قيل: معظم النار من مستصغر الشرر.