Car Magazine Wednesday16/05/2007 G Issue 24
أقلام
الاربعاء 29 ,ربيع الثاني 1428 العدد24

من أخلاقيات القيادة
بقلم: خلوفة آل زيدان الأحمري

أخي قائد المركبة أهديك عبر هذه المجلة الرائدة عدداً من الأخلاقيات التي هي في الأساس منتقاة من صلب ديننا حتى تكون القيادة .. فناً وذوقاً وأخلاقاً: وتصبح قيادة السيارة نوعاً من المتعة والحضارة:

1 - العناية بالسيارة فنياً:

إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه. أخي قائد السيارة: لست وحدك الذي يسير على الطريق. والحفاظ على سلامة الناس مطلب شرعي بل هو من الضرورات المهمة في ديننا - وإذا كنت تسير بمركبة يعتريها خلل فني فإنّ هذا يعني أنك تعرض حياتك وحياة الناس للخطر .. عدم تفقُّدك لإطارات السيارة أو الوقود أو الماء أو الزيت أو السيور .. عدم اهتمامك بأي خلل فني هو إهمال وعدم إتقان للعمل. والأخطر من هذا كله تعريض حياتك وحياة من معك والسائرين على الطريق للهلاك .. إنني أعجب كثيراً من رؤية بعض السيارات المتهالكة تسير معنا على الطريق إنها في نظري قنابل موقوتة. ولقد حرصت كثير من دول العالم على إلزام أصحاب السيارات بالعناية الدورية بها، وهذا الإلزام من الحكومات هو دليل على أنّ الناس قد لا تهتم بهذه الآلة مما يكون له آثاره الخطرة .. ونتائجه الوخيمة. ويخلف الكثير من الخسائر المادية والبشرية.

.. وقفة - كان لي صديق يحب الانطلاق بالسيارة دون النظر إلى صلاحيتها حتى أن عجلات السيارة أصبحت ممسوحة، ومعنى ممسوحة جاهزة للانفجار والله الشهيد لقد نبهته أكثر من مرة إلى الخطر الذي يحيط به، أخيراً انفجر به أحد الإطارات في إحدى السفرات .. نقل على إثرها إلى أحد المستشفيات وهو يرقد فيه إلى الآن وله ما يقارب الثلاث سنوات كتب الله له الشفاء ولجميع المرضى.

2 - من أخلاق الطريق

تعجب كثيراً من بعض السلوكيات الطفولية لدى البعض عند سيره على الطريق .. ناسياً أو متناسياً أن لهذا الطريق حقوقاً .. ومن حقوق الطريق:

1- احترام المارة على هذا الطريق والسائرين عليه.

2- السير بسكينة وهدوء، وتواضع وحكمة.

3- إماطة الأذى عن هذا الطريق قدر الإمكان.

4- حفظ البصر .. لأنّ نظرة ذات اليمين أو ذات الشمال قد تكلفك الكثير.

5- إفشاء السلام على من عرفت ومن لم تعرف، وإرشاد الحائر أو التائه.

6- احترام أنظمة السير التي تراعي جميع المصالح.

7- مساعدة من يحتاج إلى مساعدة أو نجدته أو إغاثته.

8- الإبلاغ عن كل عابث بحقوق هذا الطريق.

9- إفساح الطريق لسيارات الإسعاف أو النجدة .. أو المضطر.

10- عدم مضايقة المارة بالقول أو الفعل والتواضع للناس.

11- الصبر على أذى الناس وإبداء العذر لهم عند زلاتهم وخاصة عن وقوع بعض الحوادث غير المقصودة وضبط الأعصاب.

12- الابتسامة كنز من كنوز الحياة السعيدة فلا تبخل بها على إخوانك على الطريق (وتبسمُّك في وجه أخيك صدقه).

(13) عدم التجمُّع أو التجمهر عند وقوع الحوادث وذلك لما يسببه من إرباك للجهات المعنية.

(14) قراءة الأذكار الواردة عند شراء السيارة أو عند ركوبها.

(15) عدم رمي النفايات أو أعقاب السجائر من شبابيك السيارة.

(16) توعية الأطفال من خلال القدوة الحسنة لهم عند التعامل مع المركبة والسير على الطريق.

3 - الفن في القيادة

الفن كلمة فضفاضة .. يُساء استخدامها في كثير من الأحيان، ومن الصور السيئة الملصقة بهذه الكلمة في عالم قيادة السيارات وخصوصاً عند بعض المراهقين (فن التفحيط - التنطيل - المراوغة أو التدليل أو التزيين الزائدين أو فن الاستهبال)... الخ ... كل هذه السلوكيات الخاطئة يطلق عليها اسم الفن. وأنا أقول إنّ ذلك تهور وجنون وخرق لقواعد السلامة وتعريض حياة الناس للهلاك.

إن الفن في القيادة أخي قائد المركبة - هو سلوك حضاري أخلاقي يراعى فيه أساسيات القيادة السليمة، والحرص على الوصول للهدف بأسلم وأنسب الطرق. وجميل هذا المثل الذي رأيته مكتوباً على خلفية بعض سيارات الأجرة (ليس المهم أن تصل .. لكن المهم أن تصل سالماً).

ومن أساليب الفن في القيادة - التعامل مع الآخرين بحذر .. وأذكر في هذا المقام كلمة سمعتها من رجل كبير في السن وهو (عمي) سلّمه الله قال لي ذات يوم .. يا بني إذا سرت على الطريق فاعلم أنك تقود خمس سيارات .. قلت وكيف ذلك؟ قال سيارتك وسيارة خلفك وواحدة أمامك وأخرى عن يمينك وشمالك. فأنت ينبغي أن تراعي كل هذه السيارات وتحرص على سلامتها .. وتتفادى الاحتكاك بها، فأنت تقود سيارتك وفي ذات اللحظة تراعي .. أربع سيارات معك.

أخيراً فإن القيادة فن وذوق وأخلاق .. تعلمنا ذلك وأكثر من شريعة الإسلام السمحة وتعاليمه المباركة، ولا تنس أخي قائد المركبة أنك خلال القيادة تمثِّل سلوك الإسلام وهناك من ينظر إليك من غير المسلمين ويدون فيك التهور أو عدم التصرف باحترام، فإنّك بهذا تسيء كثيراً لحضارتنا الإسلامية عموماً ولمعالم وطننا الرائعة ... ختاماً قلْ لي كيف تقود سيارتك أقلْ لك من أنت.

abo-anask@hotmail.com


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة