Al Jazirah NewsPaper Wednesday17/01/2007 G Issue 7
معارض
الاربعاء 28 ,ذو الحجة 1427 العدد7

في عاصمة صناعة السيارات بالعالم
45 طرازاً جديداً تداعب عشاق السيارات في ديترويت

* إعداد - أشرف البربري *

على مدى أسبوعين تتجه أنظار عشاق السيارات وهواة الانطلاق على الطرقات إلى مدينة ديترويت الأمريكية عاصمة صناعة السيارات في العالم التي تستضيف معرض أمريكا الشمالية الدولي للسيارات الذي اشتهر باسم المدينة ليصبح الاسم الشائع له معرض ديترويت الدولي للسيارات.

فالمعرض الذي انطلقت فعالياته في السابع من يناير الحالي يستمر حتى الحادي والعشرين من الشهر نفسه هو أهم حدث من نوعه على مستوى العالم ويحتفل المعرض هذا العام ببلوغه المائة عام حيث انطلق المعرض لأول مرة عام 1907م. ليس هذا فحسب بل إن البعض يقول إن معرض ديترويت هو ذات التنين الذي يلتهم أي حدث مماثل يقترب منه لذلك قرر القائمون على معرض لوس أنجلوس الدولي للسيارات تغيير موعده بعد ما يقرب المائة عام على إطلاقه ليصبح في ديسمبر وليس في يناير تفادياً لبريق ديترويت الذي يخطف الأبصار من كل ما سواه.

الصغار يمتنعون

ورغم أنه لم يمر شهر على معرض لوس أنجلوس فإن كبار اللاعبين في هذه الصناعة احتفظوا بأوراق عديدة لكشفها في ديترويت ضمن إطار المنافسة الشرسة التي تشهدها السوق العالمية. لذلك تقول الأرقام الرسمية للمعرض أن شركات السيارات سوف تطرح 45 سيارة جديدة تمثل ذخيرة هذه الشركات في الصراع على سوق طرز 2008

ولكن أهم ما يلفت النظر في قائمة السيارات الجديدة هو أن الشركات رفعت شعار (الصغار يمتنعون) حيث حرصت كل الشركات تقريباً على تقديم السيارات الكبيرة والفارهة بدءاً من الفئة الثالثة في بي إم دبليو وحتى كاينه من بورش وماليبو من شيفورليه. كما كشفت الشركات العالمية المشاركة في العرض النقاب عن 27 نموذجاً لسيارات المستقبل التي ما زالت قيد التطوير وفي انتظار ردود أفعال الجمهور عليها للانتقال بها إلى مرحلة الإنتاج التجاري.

ويقول منظمو المعرض إن ممثلين عن أكثر من 6647 وسيلة إعلامية من 62 دولة تنتشر في قارات العالم الست يشاركون في تغطية فعاليات المعرض ويمثل الأجانب حوالي 30 في المائة منهم مقابل 850 صحفياً منهم 60 صحفياً أجنبياً فقط شاركوا في تغطية فعاليات المعرض عام 1989 أي قبل أقل من 20 عاماً.

السيارة الكهربائية

وقد أدركت جنرال موتورز أكبر منتج سيارات في العالم أن دورة معرض ديترويت الحالية ربما تكون فرصتها الأخيرة لمواجهة المنافسة الضارية من جانب تويوتا موتور كورب اليابانية التي تتقدم بخطى واثقة نحو القمة لذلك حشدت الشركة الأمريكية كل أوراقها في المعرض واستهلته بالحصول على جائزتين من الجوائز التي تقدم في المعرض للشركات العاملة في هذا القطاع.

فقد حصلت جنرال موتورز على جائزتي أفضل سيارة صغيرة وأفضل شاحنة خفيفة (بيك أب) وهما الجائزتان اللتان ذهبتا إلى هوندا موتور اليابانية العام الماضي.

وتعرض جنرال موتورز طراز (فولت) التي تعمل بالكهرباء والوقود معا مؤكدة بذلك اعتمادها التقنيات الحديثة القطاع الذي يتقدم فيها اليابانيون منذ نهاية التسعينات.

والسيارة الجديدة التي تشبه في شكلها السيارات الرياضية وبها أربعة أبواب من طراز شيفروليه فولت وهي مزودة ببطارية من نوع ليثيوم-ايون التي يمكن شحنها في ليلة من منفذ في حائط باستخدام محرك احتراق ثلاثة سلندرات وسعة 1.0 لتر الذي يعمل على توليد الكهرباء لإعادة شحن البطارية أثناء القيادة.

وكشف الرئيس التنفيذي للشركة ريك واجونر عن اعتزامها إنتاج السيارة الجديدة ذات اللون الفضي خلال معرض السيارات في ديترويت لعام 2007 حيث وصف السيارة بأنها (خطوة مهمة في إطار التزامنا بمستقبل تغلب عليه السيارة الكهربائية).

تأمل جنرال موتورز في أن يعزز هذا المشروع علامتها التجارية في الوقت الذي أدى فيه الارتفاع في أسعار النفط إلى أن ينأى المشترون الأمريكيون عن سيارات الوقود التي تنتج في ديترويت.

كما تعرض هذه السنة مجموعة جديدة من سيارات الدفع الرباعي التي ما زالت تتمتع شعبية كبيرة في الولايات المتحدة.

الرهان على المستقبل

اختارت فورد موتور ثالث أكبر منتج سيارات في العالم والثانية على مستوى الولايات المتحدة الرهان على المستقبل والتوقف عن الاعتماد على تاريخها العريق فقدمت مجموعة من الطرز والنماذج التي تعمل بالوقود البديل باعتباره رهان المستقبل بدءاً من السيارات المزودة بألواح للطاقة الشمسية وهو من نتائج مشروع بيفيل لشركة نيسان المملوكة جزئياً لها إلى تلك التي تعمل بالوقود النظيف.

وفي إطار جهود فورد للعودة إلى الأضواء التي تسحبها منها الشركات الآسيوية قدمت من خلال شركة فولفو كارز السويدية المملوكة لها مجموعة جديدة منها النموذج (أكس سي 60) الذي تعتبره الشركة السويدية شرارة البدء لدخول فولفو عصر جديد من الابتكار والإبداع وذلك لما تتميز به هذه السيارة بتجهيزها بالعديد من أحداث الوسائل والأجهزة التقنية المتطورة وذلك لأول مرة في سيارات فولفو. وجدير بالذكر إن (أكس سي 60) سيجهز بسقف زجاجي، وبشبكة أمامية متطورة موضوعة بزوايا حادة مع مصابيح الإضاءة الأمامية بالإضافة إلى تجهيز كابينة القيادة الداخلية للسيارة بأحدث الوسائل التكنولوجية.

كما ستقوم (فولفو) بتزويد هذه السيارة بنظام الأمان النشط الذي يحمل اسم (سيتي سيف) الذي يساعد قائد المركبة على تجنب أو تقليل الأضرار التي تنجم جراء خفض سرعة السيارة المفاجئ لحدوث أي تصادمات خلفية إلى أقصى حد.

طراز خاص

أما هونداي موتورز الكورية الجنوبية التي تبحث لنفسها عن مكان مرموق بين الكبار فقررت أن يكون معرض ديترويت فرصة لأول ظهور للطراز الجديد (فيرا كروز) في الولايات المتحدة.

وتمثل تلك السيارة التي تنتمي لفئة السيارات الرياضية المتعددة الأغراض تاسع طراز من هيونداي موجه للأسواق الأمريكية. ويتسع الطراز لسبعة ركاب وذلك لوجود صف ثالث من المقاعد الذي يمكن طيه بسهولة كما تشير هيونداي، حيث إن هذا الطراز سيكون أكبر في الحجم من طراز بيلوت الخاص بهوندا. والسيارة مزودة بمحرك (في6) سعته 3.8 لتر وبنظام نقل أتوماتك 6 سرعات.

أما (كيا موتورز) الشقيقة الصغرى لهيونداي فانتهزت مشاركتها في ديترويت وعرضت نموذجها الجديد من سيارات الطرق الوعرة (كيا كيو).

مجلة السيارات الأمريكية (أوتووييك) أكدت أن النموذج الجديد يحمل

مجموعة من المزايا التي تجعله ينتمي لفئة السيارات متعددة المهام بالإضافة إلى فئة سيارات الطرق الوعرة منها ارتكازه على إطارات من المطاط مجهزة (بجنوط) إطارات بقطر يصل إلى 22 بوصة، وبالإضافة إلى ذلك اتساع قاعدة العجلات إلى 114 بوصة وفي الوقت في حين يصل الطول الكلي للسيارة حوالي 186 بوصة.

وبالرغم من أن (كيو) ما زال نموذجاً (نظرياً) فإن المسئولين في(كيا موتورز) قد ألمحوا إلى أن هذا الطراز سيمثل التصميم المستقبلي لطرز وموديلات ال(كروس أوفر). وإذا كان نجوم السينما والمجتمع هم اللآلئ التي تخطف الأبصار في مهرجانات السينما والفن فإن السيارات الفارهة هي النجوم التي لا يمكن أن يستغني عنها أي معرض عالمي للسيارات.

ولذلك جاءت مشاركة بورش الألمانية على مستوى الحدث حيث عرضت موديل 2008 من سيارتها الشهيرة (بورشه كاينه) وهي من فئة السيارات متعددة الأغراض.

وبالرغم من أن هذا الطراز لم يلقَ ورواجاً كبيراً بين محبي (بورش) عند طرحه في الأسواق منذ أربعة أعوام إلا أنه تألق بعد هذه الفترة الطويلة التي أثبت خلالها كفاءته ونجاحه في الأسواق العالمية مما جعل الشركة تزيد من قيمة استثماراتها فيه.

ويحمل الطراز الجديد من السيارة الفارهة العديد من المزايا منها محرك أقوى وأعلى كفاءة في استهلاك الوقود من خلال تزويده بنظام الحقن المباشر للبنزين الذي طورته بورش.

أوسكار السيارات

وتتسابق شركات السيارات المشاركة في المعرض على الفوز بجوائز التصميم التي يقدمها معهد ديترويت للبصريات وهو منظمة غير هادفة للربح تهدف إلى نشر القيم الجمالية من خلال كل شيء لذلك يقدم جائزة سنوية لأفضل تصميم سيارة.

ويؤكد المراقبون أن جوائز معرض ديترويت هي بمثابة جوائز الأوسكار في عالم صناعة السيارات وهو ما يجعل الجميع حريصين على الفوز بها.

ومن أهم مظاهر الدورة المائة للمعرض الأمريكي الشهير ذلك الحضور الكبير للسيارات التي تستخدم الوقود البديل ومصادر الطاقة غير الملوثة للبيئة سواء كان هذا الوقود هو الإيثانول أو الهيدروجين أو حتى المحركات الكهربائية التي تعمل ببطارية الليثيوم المؤين.

حضور ألماني لافت

شكل الحضور الألماني من خلال الشركات الكبرى بي إم دبليو ديملر كرايسلر وبورش وفولكس فاجن مظهراً لافتاً في معرض ديترويت بعد نجاح السيارات الألمانية خلال العام الماضي في تعزيز حضورها في أسواق شمال أمريكا، وتحقيق زيادة مهمة في مبيعات السيارات المزودة بمحركات اقتصادية قليلة الاستهلاك للوقود. مثل هذا الإقبال الكبير دفع بالشركات الألمانية المنتجة للسيارات إلى مواصلة الرهان على السيارات الاقتصادية، خاصة النظيفة منها.

ففي هذا السياق عرضت دايملر- كرايسلر موديلات جديدة مزودة بمحركات (ديزل) آمنة بيئياً، بالإضافة إلى موديل جديد لسيارة سمارت. غير أن دايملر- كرايسلر تراهن أيضاً على السيارات الفاخرة التي تلقى أيضاً رواجاً في السوق الأمريكية، إذ عرضت شركة مرسيدس سيارتها (أوشن درايف) التي جمعت كل مواصفات الأناقة والراحة والتصميم الرياضي. فقد وصف رئيس شركة ديملر-بنز هذه السيارة (بسيارة الأحلام). أما شركة (بي أم دابليو) فطرحت هي الأخرى موديلاً جديداً من الفئة الثالثة المكشوفة (أم 3 )، تجمع أيضاً بين رشاقة السيارات الرياضية والفخامة.

تويوتا تداعب عشاق الشاحنات الخفيفة

في ضربة يابانية جديدة لصناعة السيارات الأمريكية كشفت شركة تويوتا موتور كورب اليابانية ثاني أكبر منتج سيارات في العالم النقاب عن مجموعة من الشاحنات الخفيفة التي تستهدف منافسة الشركات الأمريكية التي ظلت على مدى سنوات تتمتع بسيطرة نسبية على هذا السوق من خلال منتجات فورد وشيفورليه بصورة خاصة. ورغم أن تويوتا تتجه بقوة لاحتلال قمة صناعة السيارات العالمية من حيث المبيعات خلال العام الحالي، فإن طرح الطراز المعدل من الشاحنة الخفيفة توندرا في معرض ديترويت ليجعل الخبراء يتوقعون أن تخوض توندرا معركة قوية خلال العام الحالي لاحتلال المركز الثاني في سوق الشاحنات الخفيفة الأمريكية على حساب كرايسلر بل إن البعض يتوقع نجاح الشاحنة اليابانية في القفز إلى المركز الثاني على حساب فورد موتورز التي نجحت سلسلة شاحناتها الخفيفة إف في الحصول على لقب أكثر الشاحنات الخفيفة مبيعاً في السوق الأمريكية. وبشكل عام كان جناح تويوتا هو أكثر نقاط معرض ديترويت الذي فتح أبوابه الأسبوع الأول من يناير الجاري بريقاً بالنسبة للصحفيين المهتمين بصناعة السيارات في العالم. وتمثل الشاحنة الخفيفة توندرا تحدياً حقيقياً لشاحنات فورد بفضل المزايا والخصائص العديدة التي وفرتها فيها تويوتا موتورز منها خاصية الدفع الرباعي والمحرك القوي الذي تصل سعته إلى 7ر5 لتر بقوة تصل إلى 183 حصاناً.

الصينيون قادمون

مع النمو الملحوظ لصناعة السيارات الصينية كان من الطبيعي أن يكون للتنين الصيني حضوره حتى لو كان ضعيفاً بين الكبار في ديترويت حيث عرضت ثلاث شركات صينية منتجاتها في المعرض تصدرتها شركة هونان شانج فينج التي عرضت مجموعة متنوعة من السيارات التي نجحت في لفت الأنظار إليها.

ولما كانت شركة جيلي قد شاركت العام الماضي وحققت نتائج مرضية فقد حرصت على التواجد خلال العام الحالي وعرضت مجموعة من الطرز التي تعتزم طرحها في السوق الأمريكية العام المقبل. وثالث الشركات كانت شيري التي تتقدم بقوة سواء في الأسواق الآسيوية أو الأوروبية وتسعى إلى الحصول على نصيب من كعكة السوق الأمريكية.


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسة

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة