الظهران - ظافر الدوسري / تصوير - محمد درويش:

شهدت المنطقة الشرقية الأسبوع الماضي نشاطاً سياحياً أقيم لأول مرة بمعارض الظهران الدولية بالتعاون مع الهيئة العليا للسياحة وإشراف برنامج الأمير محمد بن فهد لتنمية الشباب، حيث افتتح صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز، أمير المنطقة الشرقية معرض السيارات المعدلة الذي استمر لفترة أربعة أيام.

وأعلن سمو الأمير محمد بن فهد عن إنشاء أول ناد مخصص للسيارات تحت مظلة برنامج الأمير محمد بن فهد لتنمية الشباب لاستكمال مسيرة الأهداف التنموية للشباب من خلال عدد من الخدمات والأنشطة والفعاليات التي يقدمها البرنامج لتنمية هذا الجيل بمختلف طاقاته واهتماماته وإنشاء جيل شبابي متميز في مختلف المجالات.

مجلة (نادي السيارات) قامت بجولة في هذا المعرض وسجلت عددا من اللقاءات.

وقد شهد المعرض مشاركة حوالي300 هاو للسيارات القديمة والمعدلة ذات الدفع الرباعي والدراجات النارية من المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي، كما شهد المعرض حضوراً جماهيرياً كبيراً تجاوز عددهم أكثر من عشرة آلاف متفرج لليوم الأول.

وشهد المعرض ايضاً مشاركة البطل العالمي البحريني لكمال الأجسام سامي إبراهيم حداد، الذي قدم عروضا فنية ورياضية جميلة حازت رضا الجمهور، إضافة إلى أنشطة ومسابقات ترفيهية طيلة أيام المعرض.

وكانت اللجنة المنظمة قد رصدت عدة جوائز متميزة للجمهور أبرزها السحب على سيارة ألتيما موديل 2007، بالإضافة إلى عدد من الجوائز القيمة التي تم السحب عليها في اليوم الأخير.

وأقرت اللجنة المنظمة دخول الجماهير مجاناً في جميع أيام المهرجان، فيما حددت يوم الخميس يوماً مفتوحاً للعائلات شهد حضورا جماهيريا بلغ عددهم أكثر من 15ألف زائر.

آراء المشاركين

وفي لقاءات لمجلة الجزيرة مع المشاركين بالمعرض عبر كثيرون عن سعادتهم لهذا التجمع الضخم، وكان منهم فلاح محمد الخالدي من محافظة عنك بالمنطقة الشرقية، الذي قال إنه شارك بثلاث سيارات، هي سوبربان موديل 72م وسيارة رينج روفر موديل 84م وسيارة دوج رام موديل 75م.

وأوضح الخالدي أن هوايته في مجال تعديل السيارات بدأت منذ20 سنة، وأن عملية التعديل صعبة وتأخذ وقتاً طويلاً، ويدلل على ذلك بقوله: إن تعديل سيارة سوبربان أخذ من وقته قرابة سنة ونصف، ورغم ذلك فهو يقول: إن كل الصعوبات تزول مع توافر الإرادة، كما تزول كل آثار الجهد المبذول في التعديل حينما يرى إعجاب وثناء الجمهور على العمل المقدم.

وأوضح الخالدي أن هذه السيارت لا تستخدم بشكل يومي، ولكن في المناسبات وكل ثلاثة أشهر، من أجل الحفاظ عليها، مشيراً الى أن بعض الاثرياء عرضوا عليه شراء بعض السيارات، غير أنه أوضح أن نظم وقوانين المهرجان تمنع البيع والشراء، ورغم ذلك فقد قدموا لي الوعود للتفاوض على السعر بعد المهرجان.

مهرجان رائع

ومن المشاركين ابراهيم العرفج، الذي حضر من الرياض ليشارك بثلاث سيارات كلها من فئة السوبربان المعدلة، موديلات 2001/2005/1983م، وثلاث دراجات نارية سوبرمان موديل 2004/2006م.

وأشاد العرفج بالمهرجان، معبرا عن سعادته بما تحقق له من الطموحات والآمال بمشاركته وممارسته لهذه الهواية التي بدأت معه منذ الصغر حسب قوله.

يقول الفرفج: عندما كنت صغيراً كان والدي يحضر لي الألعاب المختلفة، وبصفة خاصة السيارات، ولكنني لم أكن أحتفظ باللعبة كما هي، بل أقوم بفكها وتغيير شكلها، وكان الكثيرون يظنون أنني أسيء استخدام اللعبة، واستمرت هذه الهواية معي حتى وصلت الى مرحلة عالية من الاتقان، حيث أبدأ أولا بتكوين الفكرة وبعد ذلك أعمل على تنفيذها.

وأوضح العرفج أن سيارته من السيارات النادرة على مستوى العالم، حيث صبغت بمادة (كلين)، وهي مادة مثبتة اشتراها من فرنسا، واستغرق عمله في التعديل وقتاً طويلاً.

وناشد العرفج المجتمع بتغيير نظرته الى من يحمل هذه الهواية، واعتبارها اسرافا ومضيعة والوقت، مشيرا إلى أن هذه الهواية تمتص طاقات الشباب ومواهبه، مثلها في ذلك مثل من هواية جمع العملات الورقية ولعب كرة القدم وغيرهما من الهوايات.

واختتم حديثه بتوجيه الشكر والتقدير إلى برنامج الأمير محمد بن فهد على إشرافهم ورعايتهم لهذا المهرجان الرائع، متمنياً أن يقام سنوياً.

متميز للغاية

وأشاد سعود برادة، الذي حضر من المدينة المنورة، بحسن تنظيم المهرجان وتوقيته وما تحقق فيه من آمال الشباب، مدللا على قوله بالحضور غير المسبوق الذي شهده، وقال إنه سبق أن شارك في مهرجان موبايلي، ولكن هذا المهرجان في نظره متميز للغاية ويتسم بكثافة المشاركة.

وقد شارك برادة بدراجة نارية من نوع سوزوكي موديل 2002م وماكينة750 سي سي، مشيراً الى أن كلفة التعديلات بلغت قرابة500 ألف ريال، وتمنى أن تحوز مشاركته الفوز بجائزة المعرض.

يوم العائلات

أحمد البلوشي من محافظة الخبر شارك بسيارة قديمة من دوج شالنجر موديل 1970، وهي سيارة اجرى عليها تعديللات داخلية في الماكينة (بساتم، ثلاجة، تروس، قزوز). موضحاً أن كل قطع الغيار تم جلبها من الولايات المتحدة بطلبية خاصة.

وأثنى البلوشي على فكرة تخصيص يوم للعائلات، حيث شهد المهرجان إقبالا ليس من الشباب فحسب، بل من بعض الأسر أيضا من أجل الرغبة في التغيير.

المشاركات أكبر من مساحة العرض

وأثنى الأخوان حسين وعلي حمادة من مملكة البحرين الشقيقة على تنظيم المهرجان، لكنهم تمنوا أن يكون هناك مساحة أكبر، حيث إن المشاركات أكبر من مساحة المعرض، ما تسبب في حرمان بعض أصحاب السيارات من فرصة المشاركة في المعرض، كما طالبوا بالتصنيف، وأن تكون هناك أركان للسيارات المختلفة حسب المشاركات بدلا من أن تكون السيارات مبعثرة.

وعبر الأخوان عن دهشتهما بالحضور الضخم من الجمهور، والمشاركة الكثيفة التي تدل على ولع وحب الشباب السعودي لهذه الهواية الجميلة.

واشتملت مشاركة الشقيقين على سيارة هوندا سفيك أضيفت عليها تعديلات على الشنطة جعلتها تخرج بشكل جميل وملفت للأنظار، بالإضافة إلى إخراج جنوط الاطارات بمنظر مختلف عن العادة.

نادي السيارات وتجربة الآخرين

ومن المشاركين عبدالهادي القحطاني من محافظة الخبر، وهو من هواة سباق السيارات، حيث حاز على عدد من المراكز المتقدمة في سباقات كروس السعودية التي أقيمت بالخبر وجدة، وسباق برفت بمملكة البحرين، وأثنى القحطاني على فكرة إنشاء ناد للسيارات، مطالباً بأن تكون بداية النادي صحيحة، وألا يقع القائمون عليها في الأخطاء التي وقع فيها غيرهم، وأن نستفيد من تجربة بعض الدول المجاورة، كما طالب بتشييد مضمار للسباقات المحلية والعالمية، وألا نكتفي فقط بالمعارض.

وقدم القحطاني شكره وتقديره لشركة التوكيلات لمنحها سيارة لومينا أس أس للشباب الذين يحققون مراكز متقدمة في سباقات السيارات.

ضعف الرقابة الأمنية

وأشاد المشارك ناصر الأحمدي بتنظيم هذه الفعالية التي تهم الشباب كثيراً، متمنيا أن تقام مثل هذه المعارض كل عام، وأن تكون متنقلة بين مناطق المملكة التي تشهد فعاليات سياحية مختلفة حتى يتمكن كل شاب بالمملكة من حضور ورؤية هذه المعارض.

وأشار إلى تجاوزات بعض الزوار، خصوصاً الذين يحضرون أطفالهم، وإساءة تعاملهم لمثل هذه المعارض، مشيرا إلى أنه لا يلومهم بقدر ما يلوم الآباء الذين يتركون أبناءهم دون رقابة عند حضوره إلى مثل هذه المعارض التي يخسر المشاركون فيها أموالا طائلة في عمليات التعديل.

وعبر الأحمدي عن أسفه لعدم وجود أية ضمانات على السيارات المشاركة، ناهيك عن ضعف المراقبة الأمنية بالمعرض، حيث يفترض أن يكون عند كل منطقة صغيرة من المعرض وجود رجل أمن حسب رأيه ليحمي السيارات المعروضة من عبث الأطفال أو أعمال التخريب من قبل بعض الشباب.

زوار المهرجان

وعبر الحضور من زوار المعرض عن سرورهم ومتعتهم لقيام هذا المهرجان على أرض معارض الظهران الدولية، مشيرين إلى نجاح المعرض من كل جوانبه.

وتمنى ابو ناصر ألأحمدي أن يكون هناك معرض دائم خلال فترة الصيف تسهم فيه اللجنة العليا للسياحة.

خمسة أيام غير كافية

ويوافقه الرأي سالم الناصر في أهمية وجود مثل هذا المعرض الدائم، شريطة أن يكون في مكان يسهل على سياح وزوار المنطقة زيارته، مشيراً الى أن تحديد فعالية مثل هذا المهرجان بخسمة أيام من إجازة الصيف يحرم الكثيرين من المشاركة والتعرف على المعرض، خصوصاً اذا علمنا أن هناك من يود زيارة المعرض أكثر من مرة، بالإضافة إلى من يحالفه الحظ في زيارة المهرجان بسب التوقيت.

تغيير موقع المهرجان

وطالب فارس الدوسري بأن يكون المعرض في موقع يستطيع الجميع الوصول اليه بسهولة، مثل أن يكون في موقع قريب من بعض الفعاليات التي تشهدها المنطقة المختلفة.

إنشاء النادي ضرورة للمنطقة

وأوضح مسفر الزهراني أنه يحب السيارات، شاكرا المسؤولين في برنامج الأمير محمد بن فهد على إتاحة الفرصة للشباب في المشاركة في هذا المهرجان والاستمتاع بممارسة هواياتهم المفضلة وشغل أوقاتهم. ووصف الزهراني إنشاء ناد للسيارات بالمنطقة الشرقية بأنه ضروري ومهم بالنسبة لشباب المنطقة الشرقية، الذين يعدون أكثر عشقاً لهواية السيارات، وسوف يسهم في القضاء على بعض الظواهر السلبية في استخدام السيارات.

الصالة المغلقة غير مناسبة

وأثنى سلمان الزاير على فكرة إنشاء أول ناد للسيارات بالشرقية، قائلا: إن ذلك سوف يسهم في امتصاص طاقات الشباب وتنمية هواياتهم، غير أنه أوضح أن إقامة مثل هذا المهرجان في صالة مغلقة لا يعد مناسباً لمثل هذه الهواية، حيث لاحظ الحضور انبعاث دخان بعض السيارات والإزعاج الناشئ عن صوت الماكينات المزعج، ناهيك عن سحب الدخان التي كتمت الأنفاس في بعض الأوقات.