Car Magazine Wednesday20/06/2007 G Issue 29
أقلام
الاربعاء 5 ,جمادى الثانية 1428 العدد29

إعادة اكتشاف القطارات!!
د. زيد بن محمد الرماني

تقول مارسيا أوي: لقد أدى افتتاح أول سكة حديدية للنقل التجاري بالعربات التي تجرها القاطرات البخارية في إنجلترا عام 1925م إلى إطلاق شرارة ثورة النقل عبر العالم بأجمعه. فقد أدى الحصان الحديدي الجديد، فجأة إلى إحداث تحول صناعي. وخلال عقود قليلة غير هذا التحول وجه المدن والريف.

وعندما أدخلت أنظمة القطارات الكهربائية في نهاية القرن التاسع عشر تمكن سكان المدن من السفر أبعد وأسرع مما كانوا يفعلون في أي وقت مضى.

وقد لاحظ كيثيث جاكسون مدى الشعبية الهائلة التي تحظى بها الحافلة الكهربائية بالمقارنة مع السيارة التي لم تحظ بمثل تلك الشعبية إلا في وقت متأخر مع أنها اخترعت في الوقت نفسه تقريباً.

وعندما أصبحت السيارات الخاصة متاحة على نطاق واسع، على أية حال، فإنه لم يمض وقت طويل حتى تفوقت في شعبيتها على القطارات.

كذلك أخذت الحكومات الأخرى بعد الحرب العالمية الثانية تنفق معظم الأموال التي تخصصها للنقل على بناء الطرق السريعة.

ونجم عن التصاعد المطرد في النقل مع الطرق البرية فضلا عما صحب ذلك من ازدهار في السفر الجوي، أن أصبحت القطارات في العديد من الدول لا تنقل سوى ركاب وبضائع أقل مما كانت تفعله عند بداية القرن الماضي.

إن السكة الحديدية لديها من الاحتمالات الكامنة ما يفوق كثيراً كلا من المطارات، والطرق السريعة من أجل تشجيع أنماط الاستخدام الدائم للأرض في أي منطقة من المناطق.

وفائدة اجتماعية ختامية للقطارات هي أنها تقدم بديلا دائماً للناس الذين لا يقودون، أو لا يستطيعون قيادة السيارات. فالقليل من الناس في الدول النامية ذات الدخل المنخفض، يملكون سيارات.

لقد شهد القرن الماضي تناقصاً عاماً في دور النقل بالسكك الحديدية في معظم الدول التي ازدهر فيها ذلك النقل قبل ظهور السيارات. وفي أسوأ الحالات، لم تعد القطارات خياراً جاداً لنقل المسافرين والبضائع. وحتى في أحسن الحالات، فقد فشلت الحكومات في المحافظة على استثمار مناسب في شبكات القطارات المحلية، مما أجبر هذه الشبكات على إغلاق بعض خطوطها وتخفيض عدد مرات تسيير القطارات.

وبعد عقود من الازدحامات المرورية وفواتير النفط المتزايدة ومزيد الدخان والضباب، وخصوصا في بداية هذا القرن، أخذت الحكومات تدرك أنه كان من الخطأ أن تتخلى من السكك الحديدية وتتحول إلى الطرق السريعة.

ختاماً أقول الآن وقد أعادت أجزاء كثيرة من العالم اكتشاف القطارات فإنه آن أوان حصاد الثمار البيئية والاجتماعية والاقتصادية الناجمة عن استخدام السكك الحديدية. فمن المحتمل أن تعمل القطارات بكفاءة أكبر في القرن القادم مما فعلته في معظم سنوات القرن الحالي!!..

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة