Car Magazine Wednesday20/06/2007 G Issue 29
أقلام
الاربعاء 5 ,جمادى الثانية 1428 العدد29

محاكمة السيارات

نصاب أحياناً بنوع من السخط (الزعل) تجاه سياراتنا.. وربما اتهمناها بالجنون وقد نقسو عليها فنلعنها عشرات المرات.. لأنها توقفت على قارعة الطريق أو فشلتنا (بالله وخلقه) وربما أكلت الأخضر والأزرق والأحمر والبني من أموالنا على تعدد فئات (الدراهم).. فنقيم محاكم ضد السيارات..

ونلقي بالتهم عليها ونقر، أحياناً بسجنها أو إعدامها (إلى التشليح) لأنها لم تقدر شعورنا وصرفنا عليها.. والحقيقة تقول إن السيارة جماد ومعنى جماد لا يفهم ولا يعي.. ولكنه رغم جموده.. إلا أنه يعكس سلوكنا وقيمنا وحضارتنا.. وإلا ما الذنب والجرم الذي اقترقته السيارة تلك الناقل البريء الذي يعاني من (جلافتنا) وسوء استخدامنا.. يا ليته يتكلم.. لكان أخرج من الفضائح والقبائح ما الله به عليم.. أعجب كثيراً من بعض الواقفين على الطرق السريعة طالبين للنجدة والغوث وقد رفع كبوت السيارة.. واضعاً قدماً على الصدام والأخرى على الأرض.. لاعناً لليوم الذي جلب هذه المقروءة إليه.. مقسماً أن يذيقها أشد العذاب عند عودته.. وما أن يصلح حالها.. ويدوس على (البنص) ويقلع بها.. إلا ويصب من العذاب صباً حتى تحس بمعاناته ووقفته.. وربما حرمها (الماء أو الزيت أو النظافة) تأديباً لها.

بكل صراحة أَليس هذا حالنا أحياناً؟

وأذكر مرةً مررت بسرعة من أمام سيارة متوسطة السرعة ومن خوف الرجل على سلامة المارة أوقف السيارة بكل قوة حتى سمع الناس صوت الفرامل من بعد.. ثم ناداني.. فلما اقتربت منه قال: يا أخي با الله عليك هل تتوقع أن هذه السيارة تعرف سيارتك وتخاف على سلامتك.. وتقدر أنك إنسان (بتستحي منك) قلت، أنا مندهش.

معذرة السيارة كانت بعيدة.. فرد عليَّ غضبان أسفاً.. المرة القادمة.

انتبه لنفسك.. كم نقسو يا أحباب على هذه الدواب (بالمعنى الفطري).

ونتهمها بالجنون ونتلفظ عليها بأقبح الألفاظ وأشنع الصفات بل قد نقول لها (يا حمار) آجلكم الله.. فأرجو أن تسامحنا هذه السيارات.. ولو بالصبر علينا وتحمل جلافتنا وسوء أخلاقنا.. فإنها ستظل مرآة لبعض تهورنا وسوء تعاملنا.. وربما في أحيان أخرى سلامة طويتنا وأفكارنا وتوجهاتنا.. ومع السلامة.

إشارة.. سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً يلعن بعيراً كان يسير معهم في القافلة قائلاً اللهم العنه.. فأمره أن يخلي سبيله من القافلة.. لأنه لعنه.

خلوفة بن محمد آل زيدان الأحمري abo-anasa@hotmail.com


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة