Car Magazine Wednesday20/06/2007 G Issue 29
أقلام
الاربعاء 5 ,جمادى الثانية 1428 العدد29

التفحيط

تميزت طرق وشوارع عاصمتنا الرياض بسعتها، وتوفر عناصر السلامة المرورية، فلقد روعي في تصاميمها الهندسية تقليل المنحنيات الرأسية والأفقية، وتسويتها لتعطي مستخدم الطريق مسافة رؤية كبيرة، وهذه المواصفات تحقق بتكاليف عالية تتحملها أمانة منطقة الرياض لتلبية متطلبات الطرق الأساسية من توفير عناصر السلامة المرورية وراحة وطمأنينة مستخدمي الطريق، وقد تكون رحابة الطرق والشوارع في عاصمتنا سبباً مباشراً، وغير مقصود لارتفاع سرعات السيارات من قِبل بعض مستخدمي الطرق غير المبالين بحياتهم وحياة الآخرين، ومن المؤسف أن تقابل هذه المجهودات المشكورة بالجحود ونكران الجميل، وقد تستغل سعة ورحابة شوارعنا بالسرعة المتهورة، مما قد يؤدي إلى حوادث مروعة يذهب ضحيتها الأبرياء، فكم قتلت هذه الحوادث من نفس بريئة، وكم منا شلت أطرافه وأضعفت قواه، وكم رمّلت من أسرة، وشتت شملها، وكم من المآسي والكوارث والمصائب بسبب الحوادث المرورية، حمانا الله تعالى وإياكم منها، ومن المحزن حقاً تنامي ظاهرة التفحيط بين المراهقين والجهلة، ملحقين الضرر بكافة فئات مجتمعنا، ومعرضين حياتهم وحياة الآخرين للخطر، فكم من حادث دهس ذهب ضحيته نفس زكية، لا ذنب لها، وذلك بسبب التفحيط، وما أدراك ما التفحيط، ذلك الداء العضال الذي استشرى في مجتمعنا المسلم.

وحري بنا أن نضع حداً لهذه الظاهرة الخطيرة، وذلك بتكاتفنا جميعاً، وأن نحارب هذه الظاهرة، كحربنا على الإرهاب والمخدرات، لوجود عامل مشترك بين هذه الآفات وهو القتل والدمار، وهدر ثروة هذه البلاد الغالية المتمثلة في أبنائها المخلصين ومكتسباتها وإنجازاتها العملاقة، فالتفحيط أضراره لا تقف عند حد معين، بل تتعدى إلى جوانب متعددة، فقد يقتل المفحط نفسه، ويترك الحزن والحسرة في نفوس أهله وذويه، وقد يقتل غيره من مستخدمي الطريق أو المشاة أو يلحق الأضرار بممتلكات الغير، وعناصر ومكونات الطريق، ناهيك عما قد يحدثه من ضوضاء وإزعاج للأحياء السكنية، ولا يتسع المقام لسرد الآثار السلبية لهذه الظاهرة من النواحي الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية.

ويجب أن تتكاتف الجهود لكبح جماح المتهورين من أبنائنا، وواجبنا أن نردهم إلى صوابهم، وذلك بالتربية القويمة وأن نتابع الأبناء ونوجههم نحو الصواب، وللقضاء على هذه الظاهرة الخطيرة يجب أن توضع استراتيجية وطنية تحدد المهام والواجبات المطلوبة من كافة أفراد المجتمع سواء كان أباً أو معلماً أو رجل مرور، وكذلك العقوبات الصارمة بحق المفحطين، فالتفحيط جريمة يجب أن يعاقب عليها النظام.

بقلم - م. خلف بن ذعار الدلبحي - أمانة منطقة الرياض


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة