* إعداد - د. نهاد ربيع البحيري *

يعتبر انتظار حافلة المدرسة 15 دقيقة وقتا طويلاً بالنسبة للطفل، فقد يمل أثناء انتظاره ويبدأ في اللعب والتحرك من مكانه أو قد يشجعه أطفال آخرون على الجانب الآخر في انتظار حافلتهم على العبور واللعب معهم، وما يزيد من القلق هو أن فترة الصباح الباكر تعتبر فترة حرجة وضيقة فى الوقت وفترة استنفار للآباء سواء كانوا يستعدون للذهاب إلى العمل أو ينتظرون أطفالهم للذهاب للمدرسة على اختلاف مراحلهم الدراسية ومواعيد حافلاتهم المدرسية، ومع هذا فإشراف الآباء على أبنائهم أثناء انتظارهم لحافلة المدرسية مسؤولية مهمة.

وإذا تعذر وجود إشراف من الأب ينصح بتكليف شخص آخر من الكبار موثوق به للإشراف على الأطفال أثناء فترة الانتظار مثل أحد الجيران أو حارس المبنى حتى يصعد الطفل إلى الحافلة بأمان، أو على الأقل تكليف أحد الأطفال الكبار فى المرحلة الثانوية مثلا بالاعتناء بالطفل حتى يركب حافلته.

وينصح بتحرك الطفل من منزله قبل ميعاد الحافلة بعشر دقائق فقط لا أكثر. وتعبئة أشياء الطفل جيداً حتى لا تقع منه ويضطر لالتقاطها ويتعرض للخطر.

وعلى الأب أو الشخص الذي سينتظر الطفل أن يكون في المكان الذي تتوقف فيه الحافلة المدرسية ولا ينتظر الطفل على الجانب الآخر أو حتى في مكان بعيد فالطفل يفرح ويتهلل عند رؤية الأب أو الأم ينتظره على الطريق ومن هنا فقد يعبر الطريق دون أن ينظر حوله وبالتالي يتعرض لحادث أليم.

إرشادات

يحتاج الأطفال إلى تكرار إرشادات السلامة من آباءهم سواء في الصباح عند صعود الحافلة أو بعد الظهر عند الهبوط منها ومن النقاط التي يجب التركيز عليها:

* عدم التحدث إلى الغرباء أثناء الانتظار ولا الركوب معهم مهما كانت الأسباب.

* عندما تقترب الحافلة يجب عليهم عدم التزاحم وضرورة الوقوف في صف فردي بحيث يصعد كل طفل في دوره مع ضرورة تجنب الابتعاد عن حافة الطريق.

* الابتعاد عن المنطقة الخطرة وهي مسافة عشر خطوات من جانبي الحافلة حتى يتمكن السائق من رؤية الطفل.

* ألا يحاول الطفل صعود الحافلة إلا بعد توقفها توقفاً تاماً، وضرورة ابتعاده عن حافة الطريق بمسافة كافية تحقق السلامة مع عدم الجري أو التسرع إلى الحافلة.

*ضرورة الإمساك بالمقابض التي تساعد الطفل على الصعود بأمان.

* إذا كان من الضروري عبور الطريق إلى الحافلة فلا يجب أن يعبر الطفل أبداً إلا إذا أخذ إشارة بالعبور من سائق الحافلة.

* ألا يلتقط أي شيء أبداً قد وقع في المنطقة الخطرة أمام الحافلة.

* أن ينظر يمينا ويساراً قبل العبور.

* إذا كان مضطراً للعبور أمام الحافلة عليه أن يبتعد عن مقدمتها حوالي عشر خطوات واسعة قبل العبور حتى يراه السائق، ولا يحاول العبور من خلف الحافلة أبداً، فهذه منطقة خطرة.

وداخل الحافلة على الأطفال المحافظة على نظافتها من الداخل، وعدم إخراج الأيدي من النوافذ وعدم التشاجر حتى لا يتشتت السائق وعدم العبث بباب الطوارئ أو طفاية الحريق أو إلقاء أي شيء من النوافذ وإطاعة أوامر السائق لأنه يحرص على سلامتهم.

وعند الهبوط من الحافلة يجب الابتعاد عن طريق السيارات بمسافة كافية، والتوقف والنظر إلى سائق الحافلة لأخذ إشارة بالعبور الآمن منه والتأكد من خلو الطريق بالنظر جيداً على جانبيه.

آباء وأبناء

قد يهاب الأطفال الصغار ركوب الحافلة خاصة في المرحلة الابتدائية، لذا يفضل للمشرف على الحافلات المدرسية أن يسمح للآباء بمرافقة أطفالهم لعدة أيام ولو لجزء من الوقت على الحافلة مما يعطي للمشرفين الفرصة لتعليم الأطفال السلوكيات والتصرفات الملائمة للسلامة فوجود الآباء لفترة ما يجعل الصغار يتمتعون بالهدوء ومن ثم يستمعون للإرشادات دون بكاء كما يجيب الآباء والمشرفين على أسئلة الأطفال بخصوص الحافلة وما يوجد بها وعن علامات التوقف وكيفية الصعود والهبوط.

ويجب على الأطفال الكبار ارتداء حزام الأمان أما الصغار فلا يجب أن ننصحهم بارتداء حزام الأمان فحافلة المدرسة تختلف في تصميمها عن السيارة الخاصة، فإذا كان الآباء قد تعودوا على تثبيت أطفالهم في سياراتهم الخاصة بكراسي الأطفال فالأمر مختلف في حافلة المدرسة، فارتداؤهم لحزام الأمان يشبه ارتداءهم ملابس الكبار، وقد يضر أكثر مما يفيد في حالة وقوع الحوادث حيث قد يضغط على أعضاء الجسم الداخلية مع الحركة المفاجئة أو قد تمسك الطفل من الوسط فيصطدم رأسه.