Car Magazine Wednesday  02/04/2008 G Issue 66

الاربعاء 25 ,ربيع الاول 1429   العدد  66

 

 

في هذا العدد

 

أقلام

 
رومانسيات
خلوفة بن محمد الأحمري

 

 

إذا وجدت سيارة تمشي بهدوء.. مطفئة الأنوار (إلا الزنون)، مع إشعال إنارة خافتة داخل السيارة بألوان مختلفة، ولا بدّ من التكتيم (التغييم) الكامل.. فلا تستغرب إذا نظرت إلى السيارة ولم تجد فيها أحداً.. اطمئن فالشاب موجود داخل السيارة، لكنه مسترخ وفقط العينان تطالعان الطريق وربما أنه دخل في مكالمة هاتفية حالمة جعلت السيارات تتكدس خلفه.. هذه مظاهر كثيراً ما نشاهدها على الطريق حتى أن الشباب يعرفون السيارة الرومانسية من خلال مظهرها وحركتها قائلين: هذه السيارة (داخلة جو)، والمصيبة عندما تكون على الطريق أكثر من سيارة (داخلة أجواء). هذه الأمزجة معكرة ولا شك بل تمر بمرحلة انعدام وزن وتشتت ذهن ودوامة قلق.. تقولون: وهل الرومانسية مشكلة؟ وأقول إن الرومانسية مطلب وهي مما يزيد الحياة جمالاً وروعة، لكن ليس بتمييع وموت بطيء على الطريق وغيره.. وليست ارتخاء (مهرقلاً)، وليست فقدان توازن وإهمال حقوق وواجبات دينية ودنيوية، وليست ذوباناً وكسلاً وخمولاً وتعدياً على الآخرين واستهتاراً بالأنظمة والقوانين.. الرومانسية الفاعلة المبنية على التواصل المميز والراقي ليست أبدأ دلعاً أو إعجاباً أو استعراضاً أو استهبالاً.

أبداً لم تكن الرومانسية أداة لجذب الآخرين إلى ما لا تحمد عقباه بل هذا النوع من الرومانسية مرض يحتاج إلى علاج إن لم يصل إلى حد الوباء الذي لا ينفع معه إلا الاستئصال.

وأخيراً.. رأى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ثلاثة من الشباب يمشون متبخترين بهدوء؛ فرجع إلى المنزل وأحضر (الدرة) العصا ثم بطحهم وأوسعهم ضرباً، ثم قال: والله ما هكذا يمشي المؤمن. لا بدّ أن نسير على الطريق سيراً لا يعطل مصالحنا ومصالح الآخرين، ولا يزهق أنفسنا وأنفس الآخرين.

إشراقة:

من لي بمثل سيرك المدللي

تمشي الهوينا وتجي في الأولي

abo-anasa@hotmail.com

الصفحة الرئيسية

رجوع

حفظ

طباعة

 
 
 
بريدنا الإلكتروني
 
البحث
 
أرشيف الأعداد الأسبوعية
 
صفحات العدد
خدمات الجزيرة
بريدنا الإلكتروني
اصدارات الجزيرة