كثيراً ما أقرأ وأسمع وأشاهد عن معاناة المرور شوارع الرياض والاختناقات التي تأزمت أوقات الذروة وبالرغم من طول المعاناة إلا أن شيئاً من الحلول لم يتحقق.. فكل يوم تزداد المعاناة حتى أصبحت بعض الطرقات معروفة ومشهورة ومضرب مثل فالجميع يدرك تماماً طريق خريص مخرج 13 الذي يمتد من الشرق إلى الغرب وسط العاصمة أصبح حكايته على الألسن.. هذا الطريق معاناته ليست حديثة فقد كان شعار المعاناة منذ إنشائه.

وخريص اسم لمنطقة قريبة من الرياض شرقاً واكتسب اسم الطريق الآن من اسمها والخرص معناه التوقع أو التخمين وخرصت التمر قدرته بمقدار تقريبي والخراصة هم المكلفين بالعمالة لخرص الماشية أو التمر لاستخراج زكاتها. وكان مرتادو الطريق في الزمن السابق يتخرصون (يتوقعون) وجود مواقف مخيفة عند الذهاب لتلك المنطقة.. حيث يحتاج قائد المركبة من شاحنة وغيرها لمرافق كي يسليه.

واليوم وقد تغيرت الأحوال وصار خريص أحد الشوارع الرئيسية في الرياض فلا تزال المعاناة والقصص الناتجة عن الزحام والحوادث وتعطل المركبات.. ولعل آخرها ما نشر مؤخراً عن المرأة الحامل التي وضعت وليدها وسط الطريق بعد أن يئست من الوصول إلى المستشفى في الوقت المناسب، فقد بقيت السيارة التي تقلها عالقة في الزحام ولم تتمكن سيارات الإسعاف من الوصول إليها.. فكان كل فرد يحسب ألف حساب للمرور مع هذا الطريق ولكن الحاجة تتطلب من الكثيرين المرور معه فقد تشاهد أرتالاً من السيارات وكأنها سور الصين العظيم تمشي الهوينة، حيث الزمن يمضي والطريق متوقف..

فإلى متى ننتظر العلاج؟! وإلى متى يبقى طريق خريص المشكلة الأزلية لمرور الرياض؟؟! لماذا لا يتم تحويله إلى دورين؟ أو توسعة مساراته لوجود إمكانية في أغلب المواقع التي يمر خلالها؟! فبقاؤه بهذا الوضع لا يمكن السكوت عليه، فالزحام يزداد، وتوسع العاصمة بلغ ذورته.. ودولتنا الرشيدة لا تألو جهداً في دعم المشاريع التي تساهم في تطوير المدن وتجلب المنفعة للمواطن..

فالبدار البدار حتى لا نبقى متفرجين.. لابد أن نعمل شيئاً حيال طريق خريص.