Car Magazine Wednesday  02/07/2008 G Issue 78

الاربعاء 28 ,جمادى الثانية 1429   العدد  78

 

 

في هذا العدد

 

مسيرة

 
جنرال موتورز تحتفل بالمئوية

 

 

عند سماع عبارة (الذكرى المئوية) لتأسيس شركة ما، تتوقع انطلاق الأخيرة مع سيارة معينة، أو طائرة أو قطار أو غيرها، وعادة تحت اسم ماركة واحدة.. إلا لدى جنرال موتورز، فتلك لم تبدأ بماركة واحدة، بل انطلقت من البداية مع بويك Buick وأولدزموبيل Oldsmobile اللتين جمعهما وليام (بيلي) دوران William Durant تحت عنوان (جنرال موتورز) General Motors في 16 أيلول (سبتمبر) 1908م.

ان وجوه اختلاف جنرال موتورز تلفت في أكثر من موضع. وهل يمكن أصلاً تصدر صانعي السيارات في العالم لأكثر من سبعة وسبعين عاماً، هكذا بفعل الصدفة؟

بل ثمة من يرى أن أهم ما في تاريخ جنرال موتورز ليس في سرعة توسعها فقط، وهي التي أضافت إلى (محفظتها)، وبعد تأسيسها بأربع سنوات فقط، ماركات كاديلاك Cadillac وشيفروليه Chevrolet وأوكلاند Oakland التي أصبح اسمها بونتياك Pontiac منذ العشرينات، إضافة إلى جي إم سي GMC التي اشتهرت بتخصصها في عالم الشاحنات منذ تلك الأيام.

مجموعة كاملة

فإن أمكن تخصيص كتب لمعظم ماركات جنرال موتورز التي أصبحت دزينة كاملة في العام الماضي (على الرغم من زوال بعضها، وآخرها أولدزموبيل أوائل العقد الحالي)، ثمة ما يتعذّر حصره بأرقام الإنتاج والمبيعات والمعادن والزجاج والمطاط.

وهو البعد الذي تعبر عنه مفاهيم جنرال موتورز من الأساس، قبل ولادة (سيارة الشعب) الألمانية (فولكسفاجن) بأكثر من عقدين، إذ شكل نشوء جنرال موتورز تطويراً لمبدأ وضع السيارة في متناول الشعب، مع تنويع خيارات موديلات وماركات عدة ضمن المجموعة ذاتها. طبعاً، رمت الخطة إلى تنمية المبيعات بنسب تفوق قدرة نمو ماركة منفردة، لكن نتيجة ذلك هي أيضاً هبوط الكلفة والثمن مع نمو الإنتاج... وزيادة فرص العمل في الصناعة والتجارة والصيانة والتأمين وغيرها.

فعلى أهميتها، لا يمكن حصر فوائد خفض كلفة السيارة وتنويعها بمجرد... (متعة التنزه) في (السيارة الحلم) وغيرها من الشعارات غير المخطئة حكماً. فتلك الفوائد تضع في متناول الإنسان العادي سيارة تسهّل له العمل بها، بنقل البضائع أو الركاب، مثلما تسهّل وصول الأولاد إلى المدرسة، والعمال إلى المصانع، والمريض إلى المستشفى.. أياً يكن البلد.

وأبعد حتى من تلك الجوانب العملية، تشير أرقام جنرال موتورز مثلاً إلى بلوغ عدد المعتاشين من صناعة سياراتها، أو من تجارتها، وفي أمريكا الشمالية وحدها، قرابة مليون إنسان في العام 2005م.

قصة نجاح

وفي الوقت الذي سلّطت الصحافة الأمريكية وغيرها، نيران تشاؤمها على متاعب الصانعين الأمريكيين بسبب نفقات التأمين الصحي والتقاعد في الولايات المتحدة، لا بأس من التذكير بأن تلك الأرقام تعكس التزاماً أخلاقياً لنظام اقتصادي قيل الكثير عن ليبراليته. ففي أمريكا الشمالية مثلاً أكثر من 1.1 مليون مستفيد من التأمين الصحي لدى جنرال موتورز وحدها (ترسل شيكاتها الشهرية إلى 457 ألف متقاعد أو أرمل متقاعد)، وبكلفة تناهز خمسة بلايين دولار سنوياً.

وفي معزل عن الجوانب الاجتماعية، تعبّر أرقام جنرال موتورز أيضاً عن تفاعل الطبقات الشعبية وغيرها (كونها تضم أيضاً ماركات نخبوية) مع الخيارات التي بنيت المجموعة على أساسها، بنمو مجموع مبيعاتها العالمية إلى مليون سيارة في العام 1919، ثم مليونين في 1922، فخمسة ملايين في 1926، وعشرة ملايين في 1929، فعشرين مليون في 1937... وصولاً إلى 446 مليون بين 1910 و2007م.

فعلى الرغم من اقتراب تويوتا كثيراً من صدارة جنرال موتورز العالمية، وبفارق بضعة آلاف السيارات فقط في العام الماضي، وعلى الرغم أيضاً من تراجع مبيعات جنرال موتورز ستة في المئة في أمريكا الشمالية العام الماضي (4.5 مليون وحدة)، في ظل تراجع السوق الأمريكية ككل، تبقى في يد المجموعة الأمريكية أوراق عدة، ليس أقلها نمو مبيعاتها في العام الماضي (مقارنة بـ2006) 11 في المئة في أوروبا (2.18 مليون)، و15 في المئة في منطقة آسيا - المحيط الهادئ (1.43 مليون وحدة)، و19.4 في المئة في مناطق أمريكا اللاتينية وإفريقيا والشرق الأوسط (135 ألفاً في الأخيرة وحدها، من أصل 1.23 مليون وحدة في تلك المناطق)، وصولاً إلى أكثر من مليون وحدة في الصين.

انتشار عالمي

ومن أهم ما تشير إليه تلك النتائج هي معالجة جنرال موتورز صعوبات السوق الأمريكية بتنمية إنتاجها ومبيعاتها في الخارج، خصوصاً في آسيا (مع فرعها الكوري الجنوبي جي أم دايوو أيضاً) وأوروبا وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط والصين والهند.

لكن مشكلتنا تقع في مكان آخر. بغناها التاريخي في مختلف أنحاء العالم، كيف يمكن اختصار (المئوية) الأولى لمجموعة مثل جنرال موتورز، في بضع مئات الكلمات؟ أين تذهب بابتكاراتها الكثيرة في حقول التكنولوجيا والحماية، وهي التي تملك قوائم من براءات الاختراع؟ أو بتصاميمها الماضية والحاضرة والمستقبلية، وهي التي كانت السباقة إلى تأسيس فرع خاص بالتصميم، مع هارلي إيرل في العام 1926؟

ليست مئوية جنرال موتورز حكاية أرقام فقط، بل بشر من جنسيات ومناطق مختلفة، وتكنولوجيا وتصاميم وغيرها من الأبعاد التي ساهمت في رسم ملامح القرن العشرين، وأخرى يجري تطويرها للحاضر والمستقبل.

الصفحة الرئيسية

رجوع

حفظ

طباعة

 
 
 
بريدنا الإلكتروني
 
البحث
 
أرشيف الأعداد الأسبوعية
 
صفحات العدد
خدمات الجزيرة
بريدنا الإلكتروني
اصدارات الجزيرة