Car Magazine Wednesday  02/07/2008 G Issue 78

الاربعاء 28 ,جمادى الثانية 1429   العدد  78

 

 

في هذا العدد

 

جديد

 
بي إم دبليو X6 :
أثقل وزناً وأكثر تكلفة

 

 

* إعداد- أشرف البربري *

على مدى سنوات طويلة كان السؤال الذي يواجه كل من يفكر في شراء سيارة جديدة غالية الثمن هو هل يضحي بسهولة القيادة من أجل الحصول على سيارة فائقة القوة وعملية أم الأفضل شراء سيارة سهلة القيادة وإن لم تكن بنفس القدر من القوة والكفاءة العملية؟

فمن كان يريد الخيار الأول يشتري السيارات متعددة الاستخدام ذات التجهيز الرياضي المعروفة باسم إس يو في أما من كان يريد الخيار الثاني فيشتري السيارات الصالون التقليدية.

ولكن يبدو أن مجموعة بي.إم.دبليو الألمانية العريقة في عالم السيارات الفارهة قررت تغيير شكل خريطة السيارات في العالم من خلال تحقيق المعادلة الصعبة التي تجمع بين كل مزايا وخصائص السيارة إس يو في وسهولة القيادة والمتعة التي توفرها السيارة الصالون اعتمادا على ما حققته التكنولوجيا من طفرات خلال السنوات القليلة الماضية.

طرحت بي.إم.دبليو سياراتها الجديدة إكس6 باعتبارها بالفعل طفرة في دنيا تكنولوجيا السيارات من خلال جهاز كمبيوتر فائق القوة يتولى التحكم في أغلب وظائفها لتصبح بحق واحدة من أكثر السيارات تعقيدا من الناحية التكنولوجيا في العالم.

فالسيارة الجديدة مزودة بنظام للتحكم في توجيه عزم المحرك يعرف باسم (نظام التحكم الديناميكي في الأداء) أو (دي.بي.سي) وهو يجعل التحكم في السيارة متعددة الاستخدام ذات التجهيز الرياضي والعزم الذي تصل شدته 5000 رطل بنفس سهولة التحكم في سيارة صالون لا يزيد عزم محركها عن 3000 رطل فقط إلى جانب مجموعة أخرى من التحسينات التي تجعل من بي.إم.دبليو إكس6 بالفعل أحدث سيارة في العالم من حيث البناء التكنولوجي.

وهذا الطراز الجديد يشكل تطويرا للطراز السابق بي.إم.دبليو إكس5 الذي فاز العام الماضي بجائزة بي.سي.ماجزين - تكنورايد ديجيتال درايف التي تقدم لأفضل سيارة في العالم من حيث استخدام تكنولوجيا الكمبيوتر والذكاء الصناعي في التحكم في وظائفها.

ويمكن وصف إكس6 بأنها تمثل مزيجا رائعا بين أحدث التقنيات في عالمي الإلكترونيات والميكانيكا ولكن مع مشكلة واحدة فقط وهي أنها (أثقل وزنا وأكثر تكلفة).

خارج المنافسة

والحقيقة أننا أمام سيارة إس يو في ذات دفع رباعي غير قابلة للمنافسة بفضل التراث العريق لشركة بي.إم.دبليو الفارهة عالية الكفاءة. كما أنها جيل جديد للطراز إكس5 الذي حقق نجاحا مبهرا خلال السنوات القليلة الماضية ورسخ أقدام بي.إم.دبليو في عالم السيارات متعددة الاستخدام ذات التجهيز الرياضي.

في الوقت نفسه فإن البعد الجمالي الذي اشتهرت به سيارات بي.إم.دبليو الصالون حاضر بشدة في السيارة إس يو في الجديدة من خلال انسيابية خطوط السقف في حين أن الشكل المدبب للمقدمة يعطي إحساسا بالقوة ويجعل إكس6 (سيارة إس يو في كوبيه) أي أنها تجمع بين قوة وحجم السيارة إس يو في وبين جمال ونعومة السيارة الكوبيه.

وتتسع لأربعة ركاب في مقاعد مريحة للغاية بفضل تصميمها الذكي التي جعل من كل مقعد كيانا شبه مستقل يحقق أقصى درجات الاستفادة من مساحة الصالون دون فرق واضح بين المقعدين الأماميين والمقعدين الخلفيين المزودين بمساند رأس متصلة وإن كان ارتفاعها يقل بمقدار بوصة واحدة عن ارتفاع مساند المقعدين الأماميين.

وعندما يكون الهدف هو تقديم سيارة إس يو في بكفاءة وسلاسة السيارة الكوبيه والصالون يجب أن يكون المحرك على نفس مستوى الكفاءة والقوة لذلك فهي تعمل بمحرك توربيني مزدوج.

فئتان

وتطرح الشركة الألمانية هذا الطراز بفئتين للمحرك الأولى مزودة بمحرك ذي ست اسطوانات مصفوفة ويعطي قوة قدرها 300 حصان والثانية مزودة بمحرك ذي 8 أسطوانات على شكل حرف في ويعطي قوة قدرها 400 حصان وكلا المحركين يعملان بتكنولوجيا الدفع التوربيني المزدوج. في حين تعتزم الشركة طرح جيل جديد من هذا الطراز يعمل بمحرك هجين بهدف تقديم بديل اقتصادي لهؤلاء الذين يشعرون بالقلق بسبب القفزات المتلاحقة في أسعار النفط. إلى جانب إمكانية تطوير جيل جديد يعمل بالديزل (السولار) وهو أقل تكلفة من البنزين.

ومن أجل مزيد من الرفاهية والمتعة في القيادة فإن إكس6 مزودة بتكنولوجيا (القيادة المتكيفة) أو (أدابتوف درايف) وهي عبارة عن نظام إلكتروني للتحكم في ماصات الاهتزازات والصدمات بهدف منع شعور السائق أو مرافقيه بأي اهتزازات نتيجة سوء حالة الطرق. كما أن نظام التعليق في السيارة يعمل ببرنامج كمبيوتر بالغ التطور يستطيع التعامل مع البيانات بسرعة 10 ميجابايت كل ثانية. ويعرف هذا النظام باسم (الأشعة المرنة) أو (فليكس راي). حيث تنتقل البيانات الخاصة بوجود أي مطب أو حفرة في الطريق من العجلات الأمامية إلى العجلات الخلفية مع تعديل قوة ماصات الصدمات ووصلات التعليق لكي تتعامل مع هذه المطبات دون أن يصل الشعور بها إلى الركاب. كما يوجد في هذه التحفة التكنولوجية القادمة من ألمانيا نظام للتحكم في الاتزان وهو قريب من وحدة الاتزان الموجودة في الطائرة حيث يسيطر على حركة العجلات وفقاً لظروف القيادة ويتدخل آليا من أجل ضمان استقرار واتزان السيارة على الطريق في كل الظروف.

اتزان كامل

يؤكد الخبراء أن تكنولوجيا التحكم في ديناميكية الأداء أو دي.بي.سي ينقل فكرة اتزان السيارة إلى مستوى جديد تماما من خلال التحكم الدقيق في توزيع شدة عزم المحرك على العجلات الأربع دون التدخل البشري. وإذا كانت هوندا موتور اليابانية قد سبقت بتقديم هذه التكنولوجيا في سيارتها أكورا فإن بي.إم.دبليو نجحت في تطوير جيل من هذه التكنولوجيا يتفوق على ما طورته الشركة اليابانية. ففي حين يعمل النظام الياباني في حالة استخدام المكابح بشكل مفاجئ فقط فإن دي.بي.سي الألماني يعمل طوال الوقت بما في ذلك أثناء الانطلاق الحر بالسيارة مما يعطي قدرا أكبر من التحكم فيها حتى في المنحنيات الحادة أثناء الانطلاق بسرعة عالية. ويعمل هذا النظام على توزيع قوة عزم المحرك على العجلات الأربع وفقا لظروف الطريق والقيادة من خلال برنامج كمبيوتر بالغ التعقيد حيث يقوم بنقل جزء من شدة العزم من إحدى العجلات إلى عجلة أخرى من أجل ضمان الاتزان والاستقرار على الطريق.

ويقول سائقو سيارات السباق إن هذه التكنولوجيا الجديدة تمثل ثورة بالفعل في عالم التحكم في السيارة في المنحنيات الحادة وعلى الطرق المنزلقة نتيجة الأمطار أو الجليد وأثناء القيادة بسرعات عالية.

ويعمل نظام دي.بي.سي جنبا إلى جنب مع نظام التحكم الإلكتروني في الاتزان الذي أصبح شائعا في العديد من السيارات والذي يتحكم بالقوة التي تصل إلى كل عجلة من العجلات الأربع من خلال تقليل قوة المحرك ككل أو تشغيل المكابح على إحدى العجلات بشكل منفرد. ولكي يعمل نظام دي.بي.سي فإنه يحتاج إلى مجموعة متعددة من وحدات الاستشعار التي تقوم بنقل البيانات التي تصلها من مكونات السيارة المختلفة بما في ذلك عجلة القيادة ونقلها إلى جهاز كمبيوتر فائق القوة لمعالجتها واتخاذ القرار الذي يتحول إلى إشارات لتشغيل نظام للتحكم في القوة التي تصل إلى كل عجلة من العجلات.

الاختبار الصعب

ولكي تعرض بي.إم.دبليو تحفتها الجديدة إكس6 بكل إمكانياتها اختارت لها مضمار سباق السيارات في مدينة سبارتنبرج بولاية ساوث كارولينا الأمريكية حيث تنتج الشركة السيارتين إكس5 وإكس6. كما جهزت ساحة العرض لكي تحتوي على كل الظروف التي يمكن قيادة السيارة فيها بما في ذلك الطرق المبللة والطرق الجافة والمنحنيات الحادة وغيرها. وقد أظهرت 6 كفاءة عالية في مضمار السباق بما في ذلك عبور المنحنيات الحادة بأقصى سرعة دون أي تأثير على اتزانها رغم أنها سيارة طويلة مقارنة بسيارات السباق التقليدية.

وبالطبع فهذا الكم الهائل من التقنيات التي أضافتها بي.إم.دبليو إلى إكس6 جعلها أثقل وزنا حيث يصل وزنها إلى 5269 رطلاً بالنسبة للسيارة المزودة بالمحرك ثماني الاسطوانات أمام السيارة المزودة بالمحرك سداسي الأسطوانات فيصل وزنها إلى 4894 رطلاً. وهذا الوزن يزيد بالتأكيد عن وزن منافستها كاينيه التي تنتجها بورش الألمانية والتي كانت تعتبر حتى وقت قريب أحدث سيارة إس يو في من الناحية التكنولوجية قبل أن تزيحها إكس6 عن العرش.

ورغم أن سعة المحرك سداسي الاسطوانات تصل إلى 3 لترات فقط أي أنه اقتصادي في استهلاك الوقود فإنه يعطي قوة كبيرة للسيارة حيث يحقق هذا الطراز انطلاقة من سرعة صفر إلى سرعة 100 كيلومتر في الساعة خلال 6.7 ثانية، والوصول إلى سرعة قصوى تبلغ 240 كيلومتراً في الساعة.

ويعتبر هذا المحرك ثماني الأسطوانات أول محرك بنزين في العالم ذي ثمان اسطوانات مجهز بتقنية الشحن التوربيني والمحولات التحفيزية الموجودة بين صفي الاسطوانات، الأمر الذي يتيح للمحرك قوة تصل 400 حصان ويستطيع هذا الطراز تحقيق تسارع من صفر إلى 100 كيلومتر في الساعة في 5.4 ثانية فقط.

جمال وقوة

إذا كانت بي.إم.دبليو أرادت الجمع بين القوة والجمال في إكس6 فإن تصميم الجسم الخارجي للسيارة جاء ليحقق هذه المعادلة من خلال الجمع بين الخطوط الانسيابية الطولية والجوانب المضلعة المنحوتة بعناية والمقدمة المدببة مع الشبكة الأمامية التي تحمل الشعار التقليدي للشركة الألمانية.

أما التصميم الداخلي لها فهو بالفعل قطعة فنية رفيعة المستوى بفضل مجموعة متكاملة من التجهيزات التي تشمل كل شيء حتى أدق التفاصيل بما ذلك التناغم الكامل بين لوحة العدادات ونظام الترفيه وشاشة جهاز الملاحة البرية والصندوق الأوسط (الكونصول).

وسيطر الطابع الرياضي على تصميم الصالون حيث المقاعد الأربعة منفصلة للتأكيد على الشخصية الرياضية المتميزة لها إلى جانب استخدام أفضل الخامات في المقصورة، من جلد طبيعي فاخر، وأخشاب ومعادن أصيلة، والتي تزدان بها جنبات المقصورة متطورة الشكل، وبالطبع فقد استخدمت بي.إم.دبليو تكنولوجيتها الشهيرة المعروفة باسم أي درايف التي تتيح للسائق التحكم الآلي في كل وظائف المقصورة بمجرد لمسة زر واحد.

الصفحة الرئيسية

رجوع

حفظ

طباعة

 
 
 
بريدنا الإلكتروني
 
البحث
 
أرشيف الأعداد الأسبوعية
 
صفحات العدد
خدمات الجزيرة
بريدنا الإلكتروني
اصدارات الجزيرة