Car Magazine Wednesday  02/07/2008 G Issue 78

الاربعاء 28 ,جمادى الثانية 1429   العدد  78

 

 

في هذا العدد

 

أقلام

 
الطريق الدائري الجنوبي بلا أشجار
د. صالح بن عبدالله الحمد

 

 

المتابع في الآونة الأخيرة يرى أن هناك جهوداً كبيرة تبذلها أمانة مدينة الرياض في تشجير الشوارع وتحويلها إلى مناطق خضراء، ولم تكثف بالأشجار فقط بل وضعت الزهور والورود والأجمل من هذا كله أنها انتبهت إلى التشجير بالنخيل الذي لا شك أن له من الفوائد الشيء الكثير إلا أن الملاحظ عليها أنها تهتم بوضع (الكبير جداً) منها، وهذا لا شك له من السلبيات في المستقبل ما يجعل النخلة مرتفعة جداً ويصعب تقليمها وتنظيفها ولا يستفاد من منظرها وجمالها وظلالها، بل وقيامها بتنقية الجو من الغبار والأتربة. كما أن هناك بعض السلبيات في هذا المجال إذ الاهتمام قائم ببعض الطرق والشوارع غير أن هناك شوارع رئيسية جدا لم تنلها اهتمامات الأمانة حتى تاريخه يأتي في مقدمتها طريقا عمر بن الخطاب وأبوعبيدة عامر بن الجراح المجاوران لبلدية السلي الفرعية، وكذا طريق طلحة بن عبيدالله وغيرها كثير من الطرق الأخرى، والأهم من ذلك كله هو الطريق الدائري من منتصفه الشرقي وتحديداً ما بين مخرج 13، 14 وحتى التقائه بالجنوبي هذا الطريق بدون تشجير مطلقاً ولا أعرف بالضبط هل هو من اختصاص أمانة مدينة الرياض أم وزارة النقل، وفي كلا الحالتين الأمانة مسؤولة عن ذلك تماماً، فالتشجير مطلب مهم لهذا الطريق لما يضفيه من جمال وروعة ومساهمة كبيرة في تنقية الجو من الغبار والأتربة والتخفيف من حرارة الجو، إضافة إلى المزايا الأخرى، وليكون إكماله بالنخيل كما هو حاصل في شماله وجزء من شرقه الذي في الحقيقة له تأثير كبير على روعة وجمال هذه المدينة ولما للنخلة من فوائد كثيرة ذكرت جزءا صغيرا من ذلك في مقدمة هذا المقال وقول الشاعر أبلغ كثيرا مما قلت:

كأن النخيل الباسقات وقد بدت

لناظرها حسنا قباب زبرجد

وقد علَّقت من حولها زينة لها

قناديل ياقوت بأعراس عسجد

تريك في الظِّل عقياناً فإن نظرت

شمس النهار إليها خلتها لهبا

وقول الله تعالى أبلغ قول وهو فوق ما قيل: {وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء مُّبَارَكًا فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ (9) وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ(10) رِزْقًا لِّلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ}. لذا فإنني أهيب بأمانات المدن وبلديات المحافظات في هذه المناسبة بالاهتمام بالنخلة واتخاذها أساسا رئيسيا في التشجير، ويكفي أنها لا تساهم في اتساخ الشوارع ولو لم يكن لها سوى هذه الفائدة لكفت.

كما أن طرقات ومداخل مدينة الرياض من جميع الجهات الأربع تحتاج إلى وقفة واهتمام من لدن أمانة مدينة الرياض، فالمدخل هو العنوان الذي يأخذ به الزائر انطباعا عاجلا عن المدينة وما بداخلها، ثم إن مداخل مدينة الرياض الحالية وللأسف لا تعطي للداخل أنه دلف ودخل إلى عاصمة المملكة وأنها اسم على مسمى، لذا فإنني امتداد لمطالباتي السابقة ومطالبة الإخوة الكرام من الكتاب بالاهتمام بمداخل المدينة من جميع الجهات وإضفاء رونق جمالي عليها تشعر الزائر بأهمية هذه المدينة من جميع النواحي مطلب مهم يوافقني عليه المسؤولون قبل غيرهم لثقتي التامة بأنهم حريصون جدا على ظهور عاصمتنا الحبيبة بالمظهر اللائق بين المدن في الداخل والخارج، سدد الله خطى العاملين المخلصين.

الصفحة الرئيسية

رجوع

حفظ

طباعة

 
 
 
بريدنا الإلكتروني
 
البحث
 
أرشيف الأعداد الأسبوعية
 
صفحات العدد
خدمات الجزيرة
بريدنا الإلكتروني
اصدارات الجزيرة