Car Magazine Wednesday  06/02/2008 G Issue 58

الاربعاء 29 ,محرم 1429   العدد  58

 

 

في هذا العدد

 

أقلام

 
أين حقوق المشاة..؟

 

 

د. صالح بن عبدالله الحمد

المشاة في بلادنا وللأسف الشديد ليس لهم حق بالعبور مطلقاً وكأن الشوارع أوجدت للسيارات فقط دونما الاهتمام بالإنسان الذي كرمه الله وفضله على مخلوقاته لكن الخلق يعكسون ذلك ويبخسونه أبسط حقوقه وهو العبور بأمان ودون تضييع وقته فالمشاهد في الشوارع أنها للأمانة منظمة وقد وضع عند كل إشارة مرور طريق واضح للمشاة يعبرون معه متى ما كانت الإشارة لهم هذا إذا كان عند الإشارات أما إذا كان في وسط الشارع فإن المشاة هنا محرومون تماماً من استخدامه، إنني استغرب كثيراً وأسأل أين حقوق المشاة ولماذا لا يتعاون السائقون في إعطائهم حقوقهم واحترامهم لا سيما من كان معاقاً أو كبيراً في السِّن أو امرأة أو طفلاً أو حتى إنسان قوي صحيح البنية؟ أليس لهؤلاء حقوق على إخوانهم السائقين يجعلهم يعبرون بأمن وأمان وطمأنينة؟ إنك تشاهد مع كثير من الشكوى أنه لا احترام للمشاة في بلادنا المسلمة التي يحث فيها ديننا على احترام المسلمين في كل زمان ومكان والعطف عليهم والرأفة بهم.

بينما نشاهد في البلاد الأخرى، هناك للماشي إشارة يفتحها متى شاء لتنير له العبور ثم الطريق المرسوم واضح له ولا يستطيع أي سائق أن يتقدم عليه بينما هنا لدينا السائقون يقفون على خط المشاة ويتقدمون حتى على الإشارة وإذا ما أنارت خضراء إيذاناً بالعبور فهم لا يشاهدونها ويساهمون في تعطيل الحركة والكل يطلق لأبواق سيارته العنان لإزعاج الناس.

إنني أسأل هنا سؤالاً بريئاً وهادئاً إلى المديرية العامة للمرور؟

ألا يعتبر ذلك مخالفة مرورية واضحة وصريحة؟ وإذا كان الجواب بنعم آمل الإجابة بكل أمانة وصدق كم عدد المخالفات التي تم تحريرها بهذا الشأن؟ وكم عدد التنبيهات الشفوية التي يقوم بها رجال المرور في بلادنا حيال ذلك؟ إن الإجابة بكل أمانة وصدق أيضا أن كل ذلك خارج عن قاموس المرور كلية وحقوق المشاة معطلة لديهم وأما المخالفات في هذا الموضوع فهي لا ترى مطلقاً.

ثم يأتي دور أمانات المدن وبلديات المحافظات أين جسور المشاة التي يأمنون بها على أنفسهم من أخطار الطرق السريعة إنها تكاد تكون معدومة تماماً لا سيما على الطرق الدائرية والسريعة فمثلاً طريق سعد بن عبدالرحمن من أراد العبور من أسواق المجد إلى الحي الذي يقع عنه جنوباً الماشي ينتظر كثيراً ولا يجد الفرصة ولقد وقعت حوادث كثيرة بسبب ذلك ثم الطريق الدائري الشمالي والجنوبي والشرقي والغربي بمدينة الرياض. إن المشاة ينادون المسؤولين بأن يعطوهم جزءاً من حقوقهم فهم أيضا من البشر؛ لأن السائقين لن يفكروا بذلك مطلقاً والدليل على ذلك أن السائقين إذا رأوا شخصاً سيعبر الطريق أمامهم غضبوا وأزعجوه بالمنبه والسرعة بالسَّير ليمنعوه من العبور بالقوة ولينتصروا عليه بإهانته وإزعاجه بدلاً من إعطائه حقه واحترامه وهذه الظاهرة للأسف سببها الجهل والغرور وعدم احترام الآخرين وإعطائهم حقوقهم ختاماً آمل من السائقين جميعاً أن يفكروا بالمشاة فهم مسلمون قبل كل شيء والمؤمن لا يكون مؤمناً حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه هدى الله الجميع لطرق الخير.

الصفحة الرئيسية

رجوع

حفظ

طباعة

 
 
 
بريدنا الإلكتروني
 
البحث
 
أرشيف الأعداد الأسبوعية
 
صفحات العدد
خدمات الجزيرة
بريدنا الإلكتروني
اصدارات الجزيرة