إعداد - أشرف البربري
منذ نحو عامين أعلنت شركة داش نافيجاشن الأمريكية المتخصصة في إنتاج أنظمة الملاحة الإلكترونية عن تطوير جيل جديد من هذه الأجهزة يناسب عصر الأجهزة المحمولة من الكمبيوتر إلى الهاتف فقالت إنها تطور جهاز ملاحة برية محمول. وقد طرحت الشركة الأمريكية جهازها الجديد تحت اسم داش إكسبريس الذي يقوم بمجموعة متنوعة من الوظائف الخاصة بالملاحة البرية بدءا من عرض مجموعة هائلة من الخرائط المفصلة وصولا إلى تقديم معلومات فورية عن حالة المرور على الطرق المختلفة وتوجيه السائق من أجل تجنب نقاط الاختناق المرورية وعرض الطرق البديلة من أجل الوصول إلى الوجهة المقصودة.
ورغم أن جهاز الملاحة البرية داش إكسبريس ليس أول جهاز ملاحة محمول في الأسواق فإنه يتميز عن كل الأجهزة المنافسة في الأسواق بإمكانية استقباله للبيانات إما عبر شبكات الهاتف المحمول أو تكنولوجيا الاتصال اللاسلكي قصير المدى المعروف باسم واي فاي وهو ما يتيح للسائق اتصالا غير محدودا بمصادر المعلومات في مختلف أنحاء العالم إلى جانب إمكانية استخدام الجهاز للقيام بعمليات بحث على الإنترنت من خلال محرك البحث الشهير ياهو إلى جانب إمكانية الاتصال بقاعدة بيانات داش نافيجاشن وإرسال العناوين المطلوب الوصول إليها للحصول منها على نصائح بأفضل الطرق التي يمكن السير فيها.
نظرة سطحية!!
وكما يقول الخبراء فإن النظرة السطحية إلى جهاز داش إكسبريس لن تكون كافية لكي يلم السائق بكل الوظائف والإمكانيات التي يوفرها هذا الجهاز الجديد بدءا من استخدامه كجهاز لتحديد الموقع العالمي عبر الأقمار الصناعية (جي بي إس) وحتى استخدامه كجهاز لألعاب الفيديو عبر الإنترنت.
ويتم التحكم في وظائف الجهاز متعددة الاستخدامات من خلال زرين يعملان باللمس إلى جانب زر التشغيل وإيقاف التشغيل على الجانب الأيمن للجهاز. في الوقت نفسه فإن الجهاز مزود بكبل طاقة منفصل وهو ما يتيح للسائق حمل الجهاز في خطوة واحدة دون الحاجة إلى فك أو تركيب وصلات كهربائية في السيارة. كما أن الجهاز مزود بوصلة يو إس بي صغيرة يمكن استخدامها في الشحن من مصدر طاقة كهربائية في المنزل إلى جانب إمكانية توصيله بجهاز الكمبيوتر الشخصي من أجل تحميل المعلومات والخرائط وحتى ألعاب الفيديو من جهاز الكمبيوتر إليه.
كما أن من بين أبرز ما يميز هذا الجهاز الجديد اعتماده على نظام التشغيل (أوبن موكو جي تي زيرو إكس) وهو نظام تشغيل مفتوح وغير مشفر الأمر الذي يفتح الباب واسعا أمام إمكانية إدخال الكثير من التطوير والتحديث إلى الجهاز. وهذا النظام يجعل الجهاز الجديد متوافقا مع العديد من الأنظمة والشبكات المختلفة على عكس العديد من الأجهزة المنافسة التي تعتمد على أنظمة تشغيل مغلقة. ولذلك فإنه يمكن توصيل جهاز داش إكسبريس مع أي شبكة للهاتف المحمول تماما كما يحدث مع أي هاتف محمول.
حماية الخصوصية
ويستخدم جهاز داش إكسبريس ثلاثة مصادر مختلفة للحصول على معلومات وبيانات المرور منها موفري بيانات المرور التجاريين ومستخدمي خدمة داش إكسبريس نفسها حيث يمكن تبادل المعلومات بين هؤلاء المستخدمين ثم مواقع الإنترنت المتخصصة في تقديم المعلومات والبيانات الملاحية.
ويقول الخبراء أن أفضل مصدر للبيانات والمعلومات الملاحية هم مستخدمي داش إكسبريس أنفسهم باعتبارهم يغطون مساحة واسعة من طرقات المدن وبالتالي يمكن تبادل المعلومات والبيانات بينهم بصورة فورية.
وقد أثارت عملية تبادل المعلومات والبيانات بين مستخدمي هذا الجهاز قلق البعض بشأن حماية الخصوصية غير أن مسؤولي الشركة المنتجة أكدوا أن تبادل المعلومات تتم بطريقة آلية ودون كشف هوية أصحاب الأجهزة. في الوقت نفسه فإنه إذا حدثت سرقة للجهاز فإن الشركة تستطيع مسح كل البيانات الخاصة بالمستخدم من الجهاز عن بعد بحيث لا يمكن للص الوصول إلى تلك المعلومات أو استخدامها.
يقوم الجهاز بتحليل البيانات والمعلومات الخاصة بحالة المرور على ثلاث طرق في وقت واحد ثم يقترح الطريق الأفضل من أجل الوصول إلى الوجهة المقصودة وذلك على أساس حالة المرور على الطريق والزمن الذي يستغرقه ثم يترك للسائق حرية الاختيار.
في الوقت نفسه فإن الجهاز مزود بخاصية التحليل المستمر للطريق بحيث يستطيع التدخل أثناء الرحلة لكي يعيد توجيه السائق إلى طريق بديل إذا ما تغيرت الحالة المرورية على الطريق الأصلي في أي لحظة بل إنه يستطيع أيضا تقدير الزمن الذي سوف تحتاجه عملية إعادة فتح طريق ما أمام المرور عند وقوع حادث عليه وهو ما يميز الجهاز عن غيره من الأجهزة الملاحية التي تقدم أيضا خدمة الإبلاغ عن وجود أي عوائق في الطريق.
ثغرات
ورغم ذلك يشير الخبراء إلى وجود ثغرات في هذا الجهاز الجديد وبخاصة فيما تعلق بخاصية تحديد الموقع العالمي عبر الأقمار الصناعية وتتعلق بقدرة الجهاز على استقبال إشارات القمر الصناعي في الظروف المختلفة حيث أظهرت التجارب والاختبارات المستقلة التي أجريت عليه صعوبة استقبال إشارات الأقمار الصناعية أثناء المرور بالأنفاق أو تحت الكباري (الجسور) أو حتى في شوارع تظللها الأبراج السكنية الشاهقة وناطحات السحاب. ولكن بمجرد الخروج من النفق أو الشارع أو تحت الجسر إلى الطريق المفتوح يعود نظام تحديد الموقع العالمي إلى العمل بصورة طبيعية للغاية.
الطريف أن فكرة هذا الجهاز جاءت على عقل المستثمر وخبير الكمبيوتر الأمريكي مايك فارموولد عندما وجد نفسه رهين السيارة في شارع لا يعرف كيف ولا متى سيخرج منه بسبب الاختناق المروري.
لذلك فإن هذا الجهاز المتطور يستطيع أيضا أن يقدم نصائح ذهبية إلى السائق عن أماكن الانتظار القريبة من المكان الذي يوجد فيه وكذلك المطاعم ومراكز الخدمة وغير ذلك من النقاط المهمة لسائقي السيارات.
