Car Magazine Wednesday  07/05/2008 G Issue 71

الاربعاء 2 ,جمادى الاولى 1429   العدد  71

 

 

في هذا العدد

 

المستقبل

 
تويوتا آيه بات.. خالية من الذبذبات

 

 

عندما تشتد المنافسة بين المنتجين في السوق يتجه التفكير إلى ضرورة جذب عملاء جدد من خلال طرح منتجات تلبي احتياجات شرائح جديدة أو احتياجات جديدة لشرائح موجودة في السوق.

لذلك لم يكن غريباً أن تفكر تويوتا موتور كورب اليابانية التي تخوض منافسة ضارية ضد الشركة الأمريكية جنرال موتورز من أجل احتلال قمة صناعة السيارات في العالم، أن تفكر في تطوير شاحنة خفيفة صغيرة جديدة تحت اسم تويوتا أيه بات لتلبية احتياجات سكان الضواحي والمناطق شبه الحضرية. وقد اختارت الشركة اليابانية الاسم الإنجليزي A-BAT للنموذج الاختباري للشاحنة الخفيفة الجديدة وهي الأحرف الأولى من عبارة (اختراق تقني في الشاحنة الهوائية).

محرك هجين

وقالت الشركة التي كشفت النقاب عن النموذج الجديد في معرض ديترويت الدولي للسيارات بالولايات المتحدة إنها سوف تستخدم محركاً هجيناً يعمل بالوقود والكهرباء في الشاحنة الجديدة لتوفير نوع من التنوع العصري والاتساع والشكل الجذاب لشريحة جديدة من المشترين.

يقول كيفن هنتر رئيس مؤسسة كالتي ديزاين ريسيرش المتخصصة في تصميم السيارات: (الانتقال اليومي بالسيارة من الضواحي إلى داخل المدن أصبح طريقة حياة بالنسبة للكثيرين من الناس.. وقد استفدنا من تراث تويوتا في صناعة الشاحنات الخفيفة وانتقلنا به إلى مستوى مختلف من خلال تطوير مركبة قادرة على المناورة والسير بكفاءة داخل المدن وعلى الطرق السيئة في الضواحي. وهذه الشاحنة المدمجة ستكون مريحة جداً لركاب المسافات الطويلة ورحلات الطرق الصعبة. وهي تصلح لحمل أدوات اللعب والترفيه خارج المنازل وكذلك نقل الاحتياجات المنزلية. كما أن المستهلكين سوف يستفيدون من المحرك الهجين في خفض الانبعاثات الغازية الملوثة للبيئة والحد من تكاليف التشغيل الذي يعتمد على الوقود فقط خاصة في ظل الأسعار العالية للوقود).

وقد شاركت شركة كالتي مع فريق استراتيجية تطوير المنتجات الحديثة بشركة تويوتا في تصميم النموذج الاختباري في مركز أبحاث التصميم والتطوير التابع لشركة تويوتا أمريكا الشمالية بمدينة نيوبورت بيتش بولاية كاليفورنيا الأمريكية.

جيل جديد

وقد اتفق مصممو النموذج الجديد على أن المشترين المحتملين لهذه السيارة يشكلون مجموعات لديها مزيج فريد من الأنشطة الحياتية والاحتياجات التي تتطلب سيارة غير موجودة حالياً في الأسواق ويمكن اعتبارهم (عشاق السيارة الرافضين للشاحنات الخفيفة التقليدية) لذلك نجح أفراد فريق التصميم في تطوير جيل جديد من المركبات المدمجة مع كفاءة عالية في استهلاك الوقود وقدرة متطورة على أداء المهام وتلبية الاحتياجات المتنوعة وقدرة أكبر على المناورة وشكل أنيق.

ويقول الخبراء: إن الشكل الأنيق لهذه الشاحنة يجعلها قادرة على منافسة السيارات التقليدية في الأسواق اليوم.

تعتمد تويوتا أيه بات على هيكل موحد أي مكون من جزء واحد على غرار سيارات الركوب العادية وهو ما يميزها عن الشاحنات الخفيفة التقليدية.. ويهدف هذا التصميم إلى زيادة قدرة السائق على المناورة في الشوارع الضيقة وأماكن الانتظار داخل المدن المزدحمة وتحقيق أقصى استفادة ممكنة من الهيكل مما يتيح الفرصة أمام تقليل حجم السيارة.

في الوقت نفسه فإن الجمع بين استخدام خامات خفيفة الوزن عالية المتانة مع تكنولوجيا محركات الهجين من تويوتا فتح الباب أمام تطوير مركبة اقتصادية للغاية في استهلاك الوقود.

شاحنة شمسية

ليس هذا فحسب بل إن تويوتا قررت أن يكون لها السبق في تقديم شاحنة مدمجة تعمل بالطاقة الشمسية من خلال تثبيت لوحة خلايا شمسية على لوحة عدادات الشاحنة تتولى تحويل الطاقة الشمسية إلى طاقة كهربائية لإعادة شحن البطاريات. وبفضل السقف الشفاف لا توجد أي مشكلة في وصول ضوء الشمس إلى لوحة العدادات داخل قمرة السيارة.

ويمكن القول: إن تويوتا أيه بات جمعت بين خصائص الشاحنة الخفيفة وهيكل سيارة الركوب من أجل الوصول إلى تصميم أكثر فاعلية وعصرية. ويمكن القول: إن أيان كارتابيانو مدير مشروعات التصميم في كتالي والمصمم مات سبيرلنج هما العقل المفكر وراء التصميم المبتكر للشاحنة الجديدة. وقد كانت الفلسفة الرئيسية وراء هذا التصميم هو ضرورة تطوير سيارة (خالية من الذبذبات) لخفض مقاومة السيارة للهواء إلى أقل مستوى ممكن.

يقول سبيرلنج: (قمنا بدراسة تصميم الجوانب المضلعة في السيارة بريوس والاستفادة منه في أيه بات لإضفاء صورة جديدة تماما للشاحنة) كما أن المقدمة المدببة والاعتماد على الزوايا المنفرجة ساعدت في الوصول إلى هيكل أكثر مرونة ونعومة في مواجهة مقاومة الهواء إلى جانب إضفاء الطابع الرياضي الأنيق على السيارة من أجل تحقيق الفكرة الأساسية وهي تطوير شاحنة في صورة سيارة ركوب حديثة.

سقف شفاف

ومن أجل الابتعاد بها عن شكل الشاحنة الخفيفة التقليدية (بيك آب) فقد تم دمج الصندوق الخلفي تماماً وجعله جزءاً لا يتجزأ من السيارة ككل. في الوقت نفسه فإن الصندوق مفتوح على المقعدين الخلفيين. ليس هذا فحسب بل ان المقاعد الخلفية قابلة للطي والإلغاء أيضا لزيادة المساحة المخصصة لوضع البضائع والأغراض عند الضرورة. أيضا فإن السقف الشفاف للسيارة متحرك من أجل زيادة سهولة وضع البضائع وتنزيلها. وكذلك إتاحة الفرصة أمام زيادة الكميات المحمولة. وتؤكد تويوتا على تفرد السيارة القادمة في العالم مشيرة إلى أنه لا يوجد لها أي مثيل في السوق الأمريكية التي يوجد بها حاليا 355 طراز مختلف من السيارات من كل الفئات والأنواع. وتشير المعلومات التي كشفت عنها الشركة اليابانية إلى أن قاعدة عجلات أيه بات تصل إلى 112 بوصة وهو تقريبا نفس طول قاعدة عجلات سيارتها متعددة الأغراض ذات التجهيز الرياضي (إس يو في) هايلاندر. أما من حيث الطول فيقل بمقدار قدمين تقريبا عن سيارة الركوب تاكوما التي تنتجها تويوتا. أيضا فهي أقل من حيث الارتفاع والعرض مما يزيد قدرتها على المناورة في الشوارع من ناحية ويعطيها مظهرا أكثر أناقة وجمالا من ناحية أخرى.

ألياف كربونية

وكما هو الحال في أغلب النماذج الاختبارية التي تطرحها تويوتا حالياً فإن التجهيز الداخلي لقمرة أيه بات يعتمد بشكل أساسي على خامات عالية الجودة ومعدات عالية التقنية. فالمقاعد والصندوق المركزي (الكونصول) ولوحة العدادات مصنوعة من مزيج رائع من الألياف الكربونية المضغوطة والألومنيوم المصقول في حين تم تصنيع مقابض الأبواب ومساند الأذرع ووسائد المقاعد من خامات (قوية ومريحة وخفيفة) على حد قول تويوتا.

في الوقت نفسه فإن أيه بات مجهزة لتشغيل كل الأجهزة التكنولوجية المتاحة مثل أنظمة الملاحة البرية والاتصال بالهاتف المحمول عبر تقنية البلوتوث ومشغل ملفات الموسيقي إم بي ثري.

و لا يوجد ما يدعو للقلق بشأن تأثير استخدام هذه الأجهزة أثناء توقف السيارة أو سيرها على كفاءة البطاريات وخصوصاً أنها تنتمي إلى فئة السيارات الهجين حيث إن لوحة الخلايا الشمسية الموجودة على لوحة العدادات والسقف الشفاف تعيد شحن البطارية بالطاقة الشمسية.

ورغم الشكل (الثوري) لهذا النموذج الاختباري الجديد واختلافه تماماً عن كل ما هو موجود في الأسواق فإن الخبراء يرون أن فرص تحول النموذج إلى سيارة يتم إنتاجها على نطاق تجاري قوية للغاية في ظل المزايا الهائلة التي توفرها وتكلفتها القليلة نسبياً.

الصفحة الرئيسية

رجوع

حفظ

طباعة

 
 
 
بريدنا الإلكتروني
 
البحث
 
أرشيف الأعداد الأسبوعية
 
صفحات العدد
خدمات الجزيرة
بريدنا الإلكتروني
اصدارات الجزيرة