إذا كنت ممن ينزعج من أولئك الذين يلقون أعقاب السجائر من نوافذ السيارات.. لتقع على الطريق، يتطاير شررها بين (المركبات).. وإذا كنت من المتذمرين من رائحة الدخان داخل السيارة.. أو من المتضايقين من كثرة فساد ولاعة السيارة من جراء إحراق التتن.. فإن هناك بشرى لكل قائدي السيارات.. تزفها لهم شركات التبغ تجاوباً مع عطائهم المذهل وبذلهم السخي للحصول على هذا الداء الفتاك من باب تعديل المزاج وإظهار البطولة، وذلك ب(السجائر الإلكترونية) التي لا ينقصها إلا أن تشتري لها توصيلة شحن مع توصيلة الجوال.. والسيجارة الواحدة تعدل أربعين سيجارة.. والعجيب أن هذه السجائر منعت في عدد من الدول مثل بريطانيا والنرويج وألمانيا وكندا لأنه ثبت أنها أخطر بأضعاف من السجائر العادية؛ حيث إن سيجارة واحدة تساوي أربعين سيجارة عادية، وسجلت حالات من السرطان في غضون أشهر.

وقد اطلعت على تقرير للإعلامي المتميز فهد بن جليد في قناة MBC وسمعت وشاهدت الشباب وهم يقولون إنها تساعد على القيادة المثلى للسيارة دون دخان ودون رمي أعقاب ودون توسيخ السيارة وحرق الثياب؛ فهذه تحية إكبار لهذه الشركات المبدعة في صناعة الموت. وعلى وزارات الصحة أن ترفع ميزانيات أقسام أمراض السرطان أضعافاً مضاعفة لاستقبال الضيوف الجدد.. ونقول للموردين والبائعين والمستهلكين (إذا عرف السبب بطل العجب).

إشراقة:

(ومن قتل نفسه بشيء عذب به يوم القيامة).