Car Magazine Wednesday  09/01/2008 G Issue 54

الاربعاء 1 ,محرم 1429   العدد  54

 

 

في هذا العدد

 

البيئة

 
الدفع الرباعي.. صديقة أم عدوة؟

 

 

الرياض - الفارس الأخضر

ازداد في العقدين الماضيين استخدام سيارات الدفع الرباعي متعددة الأغراض، واشتعلت المنافسة بين صانعي السيارات لإنتاج عدة أحجام من هذه الفئة حيث تجدها بأسماء وأشكال عدة تناسب جميع الأذواق..

ولكن الحقيقة أن هناك حرباً شعواء ضد هذه النوعية من السيارات من قبل أنصار البيئة ويعتبرونها عدوهم اللدود لأسباب كثيرة تتعلق بأضرارها البيئية ناهيك عن نواحي السلامة واستهلاكها للوقود، ومنبع هذه العداوة يعود لكبر حجمها مقارنة بالسيارات العادية وحاجتها لوقود أكثر وبالتالي فإنها تنفث كميات أكبر من غازات العادم بتركيز أعلى من غاز ثاني أكسيد الكربون.

العكس صحيح

ولتأكيد أونفي هذه النظرية أجرت شركة بريطانية مستقلة CNW والمختصة بالدراسات التسويقية الميدانية التي تهم المستهلك، دراسة خاصة لتقدير التلوث الناجم عن كل سيارة بدقة، واستندت إلى نظريات علمية تؤكد أن ما يصدر من تلوث من كل سيارة يجب أن يتم احتسابه منذ وقت بدء تصنيع السيارة داخل المصنع وتحليل التلوث الناجم عن كل مرحلة من مراحل التصنيع في وحدات المصنع التشغيلية، ومن ثم تقدير التلوث الإجمالي الذي سينجم عن السيارة أثناء عملية التشغيل والصيانة مع المستهلك حتى انتهاء عمرها...

وأظهرت الدراسة أن المقارنة بين سيارتين لا بد أن تتم وفق نظرية Dust to Dust أي من مرحلة بدء الصنع وولادة السيارة حتى مرحلة موت السيارة ومصيرها النهائي في (التشليح)، وأن لا يعتمد تصنيف أي سيارة كملوث للبيئة أو كونها سيارة (خضراء) بناء على ما تنفثه من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون فقط!! وأثبتت هذه الدراسة أن 80% من التلوث ينتج خلال عملية التصنيع و20% خلال فترة العمر الافتراضي للسيارة!!

وهذه النتائج أوضحت حقائق وأرقام مذهلة لصانعي السيارات وما يسمى بالسائق (الأخضر) الصديق للبيئة المقتنع تماماً بأن السيارة الصغيرة الاقتصادية في الوقود هي الأفضل بيئياً!!.

ففي المقارنة بين جيب رانغلر الرباعية الدفع بمحركها التقليدي وتويوتا برايوس الصغيرة، قد يظن البعض للوهلة الأولى أن تويوتا الصغيرة قد تكون الأفضل بيئياً!! ولكن العكس هوالصحيح!!!

اعتقاد خاطئ

إن هذه الدراسة أزالت من الأذهان الفكرة السائدة بأنه كلما ازدادت السيارة حجماً من حيث الوزن والمحرك فإن ذلك يعني أن ضررها سيكون كبيراً على البيئة، وتبين أن بعض السيارات الهجينة أو الكهربائية قد تمثل خطراً أكبر من سيارة همر العملاقة مثلاً... عليه فإن المظاهر خداعة!!

الأمر الذي يعني في نهاية المطاف أن هناك سيارات أخرى أسوأ بكثير من الدفع الرباعي كالرياضية أو السيدان ذات المحركات الكبيرة أوميني فان...

ونظراً للإقبال الكبير من قبل المستهلكين لشراء سيارات الدفع الرباعي بالرغم من ارتفاع الوعي البيئي بين السائقين وازدياد التشريعات البيئية، فإن المصنعين اغتنموا هذه الفرصة لتكريس جهودهم على أبحاث ودراسات تمخضت عن أنظمة هندسية وتقنيات جديدة تسهم في إنتاج سيارات الدفع الرباعي آخذين في الاعتبار التقليل من انبعاثات العادم واستخدام الوقود النظيف وخفض الوزن وتصاميم أكثر انسيابية واستخدام مواد صديقة للبيئة والحد من التلوث في وحدات تشغيل مصانع السيارات وغير ذلك من الاعتبارات البيئية..

أوروبا ضدها

ورغم كل ذلك لا تزال الحملة مستمرة في أوروبا لمحاربة سيارات الدفع الرباعي ونقاط بيعها باعتبارها من أعداء البيئة، وتتفاوت حدة هذه الحرب غير المعلنة من الاعتداء الشخصي على السائقين ووكالات البيع إلى تحطيم النوافذ وتخريب الإطارات والمظاهرات وأعمال الشغب التي تؤدي إلى حرق السيارات. ومن أبرز الحركات المناهضة لهذه السيارات مجموعة تسمى (جبهة تحرير الأرض) Earth Liberation Front.. وقام أحد أفراد هذه الجماعة عام 2004 بولاية كاليفورنيا الأمريكية بإشعال سلسلة من الحرائق تسببت في أضرار جسيمة لأكثر من 125 سيارة دفع رباعي معظمها من طراز همر وتم القبض عليه من قبل ال FBI من خلال رسالة نشرها على الإنترنت يعلن فيها مسؤوليته عن الحوادث.. وفي فرنسا تنشط جماعة أخرى تسمى les dégonflés ومعناها (التنسيم)!!! وتقوم بتنسيم إطارات سيارات الدفع الرباعي الواقفة في الطرقات العامة.

وحضرت مؤتمراً دولياً في لندن في شهر يونيو2007 تحت عنوان (خفض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون) وافتتحته وزيرة الخارجية انذاك مارغريت بيكيت، ودار النقاش مجدداً حيال وضع قيود جديدة أكثر صرامة على سيارات الدفع الرباعي الكبيرة، وطالب بعض الباحثين أن تحذو دول العالم أجمع حذو بريطانيا في هذا الخصوص.. جدير بالذكر أن تكلفة تعبئة خزان وقود سيارة من طراز F150 يبلغ 100 جنيه استرليني أي قريباً من 700 ريال!!.

الصفحة الرئيسية

رجوع

حفظ

طباعة

 
 
 
بريدنا الإلكتروني
 
البحث
 
أرشيف الأعداد الأسبوعية
 
صفحات العدد
خدمات الجزيرة
بريدنا الإلكتروني
اصدارات الجزيرة