Car Magazine Wednesday  09/01/2008 G Issue 54

الاربعاء 1 ,محرم 1429   العدد  54

 

 

في هذا العدد

 

المستقبل

 
ألفا روميو .. رصاصة على الطريق

 

 

* إعداد - أشرف البربري

كانت الاستعدادات في ساحة التجارب التابعة لشركة فيات الإيطالية المعروفة باسم (سيركويتو دي بالوكو) غير عادية وتشير إلى حدث استثنائي بالفعل. ففي أحد أركان الساحة التي تستخدمها الشركة لإجراء التجارب والاختبارات على طرزها الجديدة كان الجميع في حالة ترقب انتظارا لظهور (القادم) ولم يكن هذا القادم سوى السيارة ألفا روميو سي 8 كومبوتشيني التي طورتها الشركة التابعة لمجموعة فيات والتي طال انتظارها أكثر من 15 عاما. فبعد أن توقفت ألفا روميو أحد أشهر الأسماء في عالم السيارات الرياضية الفارهة عن إنتاج السيارات ذات الدفع الخلفي والاكتفاء بنظامي الدفع الأمامي والدفع الخلفي عادت الشركة مع سيارة المستقبل إلى تكنولوجيا الدفع الخلفي من جديد وذلك للمرة الأولى منذ عام 1992 وتكفي الإشارة إلى أن ألفا روميو كشفت النقاب عن النموذج الاختباري الأولي لذلك الطراز الجديد في معرض فرانكفورت الدولي للسيارات عام 2003 لكي يتأكد حجم الجهد والوقت الذي خصصته الشركة الإيطالية من أجل إنجاز هذه التحفة الفنية العملاقة.

الأمر يستحق

ويقول الخبراء الذين كان لهم حظ متابعة الاختبارات التي أجريت للسيارة الجديدة في ساحة سيركويتو دي بالوكو إن نظرة واحدة إلى إبداع ألفا روميو كافية لكي تؤكد للجميع أن الأمر كان بالفعل يستحق الانتظار خاصة وأن التصميم النهائي للسيارة المنتظر طرحها في الأسواق العام بعد المقبل يختلف بشدة عن التصميم الأصلي الذي عرض في فرانكفورت منذ أربع سنوات. ورغم أن سعرها المتوقع يصل إلى 226 ألف دولار فإن المراقبين يؤكدون أنها مازالت رخيصة الثمن مقارنة بالطفرة التكنولوجية التي تقدمها للسائق الذي سيحلق على الطريق عند قيادتها مدعومة بمجموعة هائلة من الخصائص والإمكانيات التي تنطلق به إلى آفاق جديدة من الرفاهية والمتعة. ويردد العاملون في دنيا صناعة السيارات حكمة راسخة تقول: (لكي تنتج سيارة جيدة يجب أن يكون لديك شركاء جيدون) وهذا هو ما حققته ألفا روميو لكي تقدم للأسواق سيارة المستقبل حيث تعاونت مع شقيقتها الإيطالية مازاراتي المتخصصة أيضا في صناعة السيارات الفارهة. فمنذ سنوات استحوذت ألفا روميو على مازاراتي بالكامل وبالتالي أصبحت كل إمكانيات الأخيرة تحت أمر الأولى. ولا يمكن بأي حال من الأحوال التقليل من مساهمة مازاراتي في تطوير سي كومبوتشيني 8 إذا ما علمنا أن السيارة الجديدة اعتمدت على نموذج كواتربورت التي تنتجها مازاراتي بعد تعديلها لتناسب قاعدة العجلات للسيارة الجديدة. كما تم استخدام نظام التعليق المتطور لدى مازاراتي. ومحركها ثماني الأسطوانات بعد زيادة سعته من 4.2 لتر إلى 4.7 لتر لتوفير المزيد من القوة.

ألياف كربونية

وتعتمد ألفا الجديدة على نظام مازاراتي كواتروبورت لنقل الحركة الذي يعطي ست سرعات يمكن التنقل بينها آليا أو يدويا. ويتم تجميعها بمصنع مازاراتي في مدينة مودينا وهذا يعني أن أصحاب تلك السيارة سيتجهون إلى وكلاء مازارتي للحصول على خدمات ما بعد البيع. واعتمد مهندسو ألفا روميو على الألياف الكربونية المضغوطة كمادة أساسية لتصميم أغلب أجزاء هيكل السيارة لما توفره هذه المادة من قدرة كبيرة على التحمل وخفة الوزن.. والحقيقة أن القدر الهائل من الفخامة والروعة في صالون سي 8 يجعل الراكب يشعر وكأنه داخل قصر فخم . ورغم استخدام اللدائن البلاستيكية في بعض الأجزاء فإنه من الصعب رؤيتها بسبب استخدام الجلد الفاخر في تغطية أغلب أجزاء الصالون إلى جانب الألومنيوم المصقول وألياف الكربون المضغوطة. ويوجد في الجزء الأمامي زوج من الماسحات الصغيرة مع بروزين في حاجز الصدمات يمكن استخدامهما كدليل عند الدخول أو الخروج من أماكن الانتظار الضيقة. وتصل قوة المحرك في السيارة المنتظرة إلى 450 حصانا عند العمل بمعدل 7000 لفة في الدقيقة في حين تصل شدة العزم إلى 354 رطلا لكل قدم عند العمل بمعدل 4750 لفة في الدقيقة لذلك فإذا ضغط السائق بشدة على بدالة الوقود فإن السيارة سوف تميل قليلا إلى الخلف قبل أن تنطلق بسرعة الرصاصة على الطريق. وفي ظل هذه السرعة العالية ومن أجل تحقيق أفضل قدر من الاتزان فقد تم اختيار إطارات بيرلي مقاس 35-285 آر20 للعجلات الخلفية. فالسيارة لا تحتاج إلى أكثر من 4.2 ثانية لكي تنطلق من الثبات إلى 100 كيلومتر في الساعة قبل أن تصل إلى سرعتها القصوى التي تبلغ 288 كيلومترا في الساعة. ورغم أن سلاسة نقل الحركة وتغيير السرعة لا تنافس النظم المتاحة في السيارة فيراري 40 سكوديرا فإنها بالتأكيد تتفوق على الكثير من الأنظمة الموجودة في السيارات الرياضية المنافسة.

مناورة وتحكم

ولما كانت فكرة سيارات السباق هي المسيطرة على مهندسي ألفا روميو أثناء تصميم هذه التحفة الفنية الجديدة فقد كان هناك حرص شديد على تزويدها بأفضل التقنيات التي تتيح للسائق قدرة فائقة على المناورة والتحكم في ظل السرعات العالية. وقد استخدم مهندسو الشركة الإيطالية نظام تعليق متطور يعتمد على ألياف الكربون المضغوطة والإطار المجوف للهيكل (الشاسيه) من أجل تحقيق قدرة أكبر على المرونة في المناورات الحادة. كما أنه تم توزيع وزن السيارة على المحورين الأمامي والخلفي بالتساوي من أجل تحقيق أقصى استفادة ممكنة من شدة عزم المحرك من ناحية وضمان أعلى درجات الاتزان للسيارة من ناحية أخرى. وفيما يتعلق بأنظمة المكابح فإن أبرز ما يميزها هو استخدام تكنولوجيا بريمبو المتطورة مع استخدام مادة الألومنيوم في صناعتها.

ويقول مسؤولو ألفا روميو إن الشركة لا تعتزم إنتاج أكثر من 1000 سيارة من هذا الطراز الذي يستهدف شريحة محددة في مختلف أنحاء العالم وإن الهدف من هذا الطراز ليس تجاريا في المقام الأول وإنما تأكيد مكانة ألفا روميو في عالم السيارات الفارهة والانتقال بهذا الاسم إلى مرحلة جديدة من المنافسة مع الكبار مثل فيراري وبورش. ويوجد في ألفا نظام ترفيهي بالغ الجودة من خلال مشغل أقراص مدمجة وكاسيت وراديو قادر على استقبال عشرات المحطات الإذاعية عبر الأقمار الصناعية والبث الأرضي إلى جانب ست سماعات بتكنولوجيا الصوت المجسم. ومهما يكن الأمر فمن الواضح أن ألفا روميو التي عانت خلال السنوات القليلة الماضية من مشكلات عديدة دفعتها إلى التراجع في سوق السيارات الفارهة قررت العودة بقوة للعب مع الكبار.

الصفحة الرئيسية

رجوع

حفظ

طباعة

 
 
 
بريدنا الإلكتروني
 
البحث
 
أرشيف الأعداد الأسبوعية
 
صفحات العدد
خدمات الجزيرة
بريدنا الإلكتروني
اصدارات الجزيرة