Car Magazine Wednesday  09/01/2008 G Issue 54

الاربعاء 1 ,محرم 1429   العدد  54

 

 

في هذا العدد

 

أقلام

 
هنا بيت القصيد!!
محمد موسى البسيط - الدمام

 

 

حدثت نفسي مرات عديدة عن سبب مخالفتنا لأنظمة وتعليمات المرور رغم أنها وضعت لنا ومن أجل سلامتنا، وحاولت أن أجد الإجابة، ولكنني لم أتوصل إلى سبب منطقي واحد يجعلنا نقوم بهذه المخالفات. هل يعني هذا تحدينا لأنفسنا أم أنه مجرد تعال على الأنظمة والقوانين، أم أن أرواحنا رخيصة عندنا بحيث لا نهتم بالمحافظة عليها؟

أذكر مرة أننب كنت راكباً إلى جوار زميل ووصلنا إلى الإشارة وكانت حمراء. لم يتوقف زميلي وقطع الإشارة وسلمنا الله من ذلك الموقف. سألته وأنا أرتعد من الخوف: لماذا قطعت الإشارة؟ فكانت إجابته بالحرف الواحد: (أنت مهبول.. تبغى إشارة توقف طوال الشوارب). على الرغم من خوفي إلا أنني ضحكت من أسلوبه في الإجابة. هل هذا يعني أن قطع الإشارة يدل على الرجولة وأن التوقف عندها مذلة وإهانة لنا؟ قلت له: أين ستذهب رجولتك لو صدمتك سيارة وتوفيت أو أصبحت معوقاً بعاهة من العاهات؟ مرت سنون طويلة على هذه الحادثة ولم أقابله. بعدها سمعت أخيراً أنه توفي بسبب حادث جراء قطع الإشارة.

ويتباهى الشباب في مجالسهم بالسرعة الجنونية التي يقودون بها سياراتهم. هل هذا نوع من التباهي والتحدي أم أنه حالة نفسية تحتاج إلى الدراسة؟ ليسأل الشاب نفسه: ما ذنب من يركبون معه من أهله؟ لنعلم جميعاً أن ما أصابنا لم يكن ليخطئنا وما أخطأنا لم يكن ليصيبنا، ولكن هناك أسباباً نحن مسؤولون عنها كالسرعة وقطع الإشارات والتعالي على القوانين المرورية. إذا مات الإنسان في حادث كان هو السبب فيه أخف وطأة من أن يصاب بإعاقة يعيش بعدها عالة على أهله ووطنه، وكم بالمستشفيات من مصابين يكلفون الشيء الكثير ويعانون أكثر. إذا اتبعنا قواعد وأنظمة المرور وحدث لنا حادث فإن هذا يعتبر قضاء وقدراً؛ لأن لا حيلة لنا به. أما أن نكون نحن السبب فهذا هو بيت القصيد.

الصفحة الرئيسية

رجوع

حفظ

طباعة

 
 
 
بريدنا الإلكتروني
 
البحث
 
أرشيف الأعداد الأسبوعية
 
صفحات العدد
خدمات الجزيرة
بريدنا الإلكتروني
اصدارات الجزيرة