Car Magazine Wednesday  09/04/2008 G Issue 67

الاربعاء 3 ,ربيع الثاني 1429   العدد  67

 

 

في هذا العدد

 

المستقبل

 
طرح أول نموذج تجاري قريباً
أبتيرا بلا أجنحة

 

 

* إعداد - أشرف البربري *

يبدو أننا أصبحنا على أعتاب عصر جديد يمكن فيه الحصول على سيارة بسرعة (الطائرة) وبسعر لا يزيد عن 30 ألف دولار وهو سعر قليل نسبياً في عالم السيارات.

فالسيارة المنتظرة تتجاوز سرعتها 480 كيلومترا في الساعة وثمنها سيكون في حدود 30 ألف دولار وفقاً لأحلام مهندسي ومسئولي فريق تصميم السيارة الجديدة (أبتيرا) التي يعني اسمها باللغة اليونانية (بدون أجنحة).

تعتمد السيارة المنتظرة على تكنولوجيا المحرك الكهربائي الذي يعمل بالكهرباء وليس الوقود. في الوقت نفسه فإنها ستعمل من خلال بطاريات يُعاد شحنها من خلال الكهرباء المنزلية وليس بنظام خلايا الوقود التي تحول الهيدروجين إلى طاقة كهربائية تقوم بإعادة شحن البطاريات. في الوقت نفسه فإن الخامات والمفاهيم التصميمية المستخدمة في صناعة الطائرات لتقليل مقاومة الهواء هي نفسها التي يستخدمها مصممو أبتيرا.

هندسة وراثية

يقف وراء المشروع المهندس الأمريكي ستيف فامبرو الذي يعمل في مجال إنتاج الإنسان الآلي بإحدى الشركات الأمريكية العاملة في مجال الهندسة الوراثية. وعندما شعر فامبرو بالملل من تصميم الإنسان الآلي قرر أن يستغل وقت فراغه في ابتكار طائرة شراعية. ولكن زوجته رأت هذه الهواية تنطوي على خطورة كبيرة لذلك قرر فامبرو بدء تطوير سيارة بقدرات الطائرة مع زيادة كبيرة في كفاءة استهلاك الوقود بما يضمن لها القدرة على قطع مسافات طويلة دون الحاجة إلى إعادة التزود بالطاقة وفي الوقت نفسه تقليل الانبعاثات الكربونية التي تنتج عن تشغيلها.

وبالفعل نجح المخترع الأمريكي في إنتاج أول نموذج كامل للسيارة (الطائرة) وهي تتكون من مقعدين ونصف المقعد وثلاث عجلات على غرار الطائرات ويصل وزنها إلى 1500 رطل أي حوالي 600 كيلوجرام. ويقول فامبرو إن شركته سوف تبدأ إنتاج أبتيرا في أكتوبر المقبل.

كهربائية وهجين

ورغم السرية التي يفرضها فامبرو على اختراعه فإن المعلومات المتسربة تشير إلى أن سرعتها تصل إلى 480 كيلومترا في الساعة .وهي قادرة على الانطلاق من سرعة صفر في الساعة إلى 96 كيلومترا في الساعة خلال 11 ثانية وهو زمن يقل بمقدار ثانية واحدة عن الزمن الذي تحتاجه السيارة الهجين التي تنتجها تويوتا اليابانية بريوس للوصول إلى هذه السرعة.

ويعتزم فامبرو طرح طرازين من السيارة أبتيرا الأول سيارة كهربائية تماما تعتمد فقط على الكهرباء والثاني سيارة هجين تعمل بكل من الكهرباء والوقود حيث سيتم تزويدها بمحرك وقود صغير يستخدم بشكل أساسي لإعادة شحن البطارية عند نفاد طاقتها أثناء السير.

ويقول فامبرو إن السيارة التي تعمل بالكهرباء فقط تستطيع قطع مسافة 192 كيلومتر دون الحاجة إلى إعادة شحن البطارية في حين تستطيع السيارة الهجين أن تقطع مسافة 960 كيلومترا دون الحاجة إلى إعادة التزود بالوقود أو شحن البطارية عندما تكون البطارية بكامل شحنها وخزان الوقود ممتلئ تماماً.

خلايا كهربائية

ومن أجل تحقيق حلم (السيارة الطائرة) استعان فامبرو بشركة جاسون هيل لتصميم السيارات التي أسسها صاحبها جاسون هيل منذ 14 عاماً وتخصصت في تصميم هياكل السيارات الرياضية ونفذت عددا من المشروعات التصميمية لصالح شركة بورش الألمانية إحدى أشهر شركات إنتاج السيارات الرياضية فائقة السرعة في العالم.

وقد تم تحويل سقف أبتيرا إلى لوحة للخلايا الضوئية التي تقوم بدورين. الأول في حالة درجات الحرارة المرتفعة تولد الخلايا الضوئية الكهرباء اللازمة لتشغيل نظام تكييف الهواء بالسيارة وتشغيل نظام التبريد الداخلي والثاني توليد الكهرباء لإعادة شحن البطارية الرئيسية بالسيارة ليضيف مصدر إضافي للطاقة.

ولما كانت مقاومة الهواء للسيارة ووزنها يستهلك جزءاً كبيراً من طاقتها فإن التصميم الناعم وخفة الوزن في أبتيرا يعد عاملا أساسيا من أجل توفير الاستهلاك. ومما يساعد في الحد من مقاومة الهواء للسيارة إزالة أي بروز يمكن أن يشكل عائقا للهواء بما في ذلك المرايا الجانبية والزجاج الخلفي وتم استبدالها بكاميرات خلفية وشاشات عرض مسطحة على لوحة العدادات الأمامية توفر رؤية بانورامية للطريق وبصورة أفضل مما توفره المرايا الجانبية بالنسبة للسائق.

صديقة وآمنة

وعلى الرغم من السبق الذي تتمتع به صناعة السيارات الآسيوية وخاصة اليابانية في التكنولوجيا الصديقة للبيئة فإن السيارة أبتيرا تبدو قفزة أمريكية واضحة في هذا الاتجاه من جوانب عدة منها اعتمادها بصورة أساسية على الكهرباء التي لا يصدر عنها أي عوادم ملوثة للبيئة والاعتماد على خامات صديقة للبيئة والاستفادة من الطاقة الشمسية. ليس هذا فحسب بل إن السيارة أبتيرا تعكس حرص مطورها على الاستفادة من التفوق النسبي للأمريكيين في مجال الإلكترونيات وبرمجة الكمبيوتر وهو ما جعله يجذب شركة آيديال لاب الأمريكية لتطوير البرمجيات لتساهم في المشروع.

في الوقت نفسه فإن فامبرو يؤكد أن سيارته تتمتع بكل عوامل الأمن والسلامة التي توفرها السيارات الكبيرة بما في ذلك قدرتها على تحمل الصدمات القوية بفضل استخدام الألياف الكربونية المضغوطة وألواح الألومنيوم .

رخيصة

وتعمل الأنظمة الإلكترونية المتطورة المستخدمة في السيطرة على العديد من وظائف السيارة بما في ذلك توزيع قوة الجر على العجلات الثلاث وتشغيل نظام المكابح إلكترونيا .ويشير فامبرو إلى أن الدقة الهائلة في تصميم هيكل أبتيرا يضمن لها تحقيق معدلات غير مسبوقة من الاتزان والاستقرار على الطريق حتى عند السرعات العالية التي تجعلها تحلق تقريبا في الهواء.

وبالطبع فالسيارة أبتيرا ليست أول سيارة كهربائية تماما في الولايات المتحدة حيث أن حلم تطوير سيارة تعمل بالكهرباء فقط راود الكثيرين. ولعل سيارات زد أيه بي أو زاب هي الأشهر وكذلك السيارة رودستير من شركة تيسلا ولكن عندما نتحدث عن السعر نجد أن أبتيرا ستشكل ثورة في عالم السيارات الكهربائية. فالسيارة رودستير تباع بحوالي 100 ألف دولار ولا يقل سعر سيارات زاب عن هذا المستوى تقريباً.

وهناك مشكلة أخرى تواجه السيارات ثلاثية العجلات مثل أبتيرا وهي تصنيفها غالباً كطراز من الدراجات البخارية وليس السيارات. لذلك يؤكد مخترع أبتيرا أن سيارته ليست تطورا طبيعيا للدراجة البخارية وبخاصة فيما يتعلق بعوامل الأمن والسلامة.

فمن أجل توفير الحماية الكاملة لركاب أبتيرا فإن هيكلها يعتمد على الألياف الزجاجية أيضا مع قوائم الصلب والألومنيوم على غرار سيارات سباق فورمولا 1.كما أنها مزودة بوسائد هوائية وأحزمة أمان إلكترونية تعمل في حالات التصادم وبما يتناسب مع قوة الارتداد التي تتعرض لها السيارة في هذه الحالات. كما أن قاعدة العجلات في أبتيرا واسعة بما يكفي لتحقيق أعلى معدلات الاستقرار والاتزان على الطريق.. ويشير فامبرو إلى أن أبتيرا حققت نتائج جيدة للغاية في اختبارات التصادم التي أجريت باستخدام محاكيات الكمبيوتر وأنها ستخوض قريبا الاختبارات الحقيقية على أرض الواقع وستحقق نتائج مماثلة.

وأخيرا يقول فامبرو وجاسون هيل إن أبتيرا ليست مجرد سيارة للمعارض كتلك التي تقدمها العديد من شركات صناعة السيارات لجذب الأنظار إلى أجنحتها في المعارض الدولية ثم لا ترى النور بعد ذلك وإنما هي سيارة للطريق وحلمهما الذي سيعملان على تحقيقه هو أن تصبح السيارة الكهربائية سيارة المستقبل على كل الطرق خاصة وأنهما نجحا في الوصول إلى نموذج قابل للإنتاج التجاري بنسبة 90% حالياً.

الصفحة الرئيسية

رجوع

حفظ

طباعة

 
 
 
بريدنا الإلكتروني
 
البحث
 
أرشيف الأعداد الأسبوعية
 
صفحات العدد
خدمات الجزيرة
بريدنا الإلكتروني
اصدارات الجزيرة