Car Magazine Wednesday  09/04/2008 G Issue 67

الاربعاء 3 ,ربيع الثاني 1429   العدد  67

 

 

في هذا العدد

 

أقلام

 
داووا طرقاتكم بالتشجير
د. صالح بن عبد الله الحمد

 

 

للشجرة فوائد عظيمة يستفيد منها الإنسان في سكنه وحضره وسفره، وبلادنا بحمد الله تعالى كبيرة ومترامية ويخترقها عدد كبير من الطرق الواسعة الشاسعة لكنها للأسف تخلو من التشجير الذي هو لا شك من الأشياء التي تجعل المسافر يتمتع كثيراً في سفره، إذ بالشجرة يكون المنظر أمام المسافر جميلاً وبها يقف ويستظل بظلها، وبالشجر يكون الجو لطيفاً بما تنقيه من الغبار والأتربة، هذا إذا كانت شجرة من أي نوع من أنواع الشجر ناهيك عن النخلة التي لها من الفوائد الشيء الكثير، فبالإضافة إلى ما ذكر يكون بها بعض الزاد للمسافر والمغترب واستخدام مخلفاتها في التدفئة إذا كان الجو بارداً، ولا أدل على ذلك من قوله تعالى: {وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُّبَارَكاً فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ }(9){ وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ}(10){ رِزْقاً لِّلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتاً كَذَلِكَ الْخُرُوجُ} (11) سورة ق.

والشاعر يقول:

كأن النخيل الباسقات وقد بدت

لناظرها حسناً قباب زبرجد

وقد علقت من حولها زينة لها

قناديل ياقوت بأعراس عسجد

تريك في الظِّل عقياناً فإن نظرت

شمس النهار إليها خلتها لهبا

وقال آخر في وصف لبعض أنواع الشجر:

وسدرة كل يوم

من حسنها في فنون

كأنما النبق فيها

وقد بدا للعيون

جلاجل من نضار

قد عُلِّقت في الغصون

من خلال ما ذكر فإنني أقترح على الجهات المعنية تشجير الطرقات السريعة على الأقل لما لذلك من فوائد كثيرة ذكرت بعض منها والباقي لا يخفى على ذوي الألباب النيِّرة. وإذا كان يصعب ذلك لوجود بعض الأعذار كالعادة فإن بلديات المحافظات التي يمر من قربها الطريق السريع مطالبة بقوة بتشجير الطريق، بل إنارته مثلما هو معمول به بين مدن القصيم، فالمسافر من خلال هذه الطرق بين مدن القصيم الكبرى والصغرى منها يجد جمالاً وروعةً وهدوءاً ومكاناً للراحة والتوقف بين ظلال تلك الأغصان المتمايلة لا سيما إذا كان الجو حاراً ناهيك عن تنقية الهواء من الغبار والأتربة تجعل المسافر يقضي وقتاً جميلاً، أما مداخل المدن الكبرى كالرياض مثلاً فالحاجة إلى ذلك ملحة وهامة لا سيما أن الماء متوفر من محطات تنقية الصرف الصحي؛ ذلك لأن تجميل مدخل المدينة وتشجيره يعطي الزائر والمسافر انطباعاً جميلاً بأن تكون الرياض اسماً على مسمى، أما أن يشاهد في مداخل المدينة أحواش الإبل والصنادق والعشش فهذا ما لا يليق بمدينة وعاصمة كالرياض. وعلى المسؤولين كل في مجال اختصاصه سرعة علاج ذلك وتشجير مداخل المدينة وإضفاء بعض المجسمات الجمالية التي تعطي الزائر والمسافر انشراحاً يليق بزيارته لعاصمتنا الحبيبة الرياض. ولا شك أن المسؤولين يدركون ذلك جيداً لما للمناظر الجميلة من أثر كبير في تهدئة النفوس وأخذ الانطباع الواضح والجيد عن المدينة وما بداخلها وسيكون ذلك عنواناً بارزاً لهذه المدينة الجميلة إضافة إلى ما للتشجير والأشكال المالية والورود والزهور من آثار إيجابية ذكرتها في مقدمة هذه المقالة المتواضعة.. سدَّد الله خطى العاملين المخلصين ووفّقهم لما فيه الخير.

الصفحة الرئيسية

رجوع

حفظ

طباعة

 
 
 
بريدنا الإلكتروني
 
البحث
 
أرشيف الأعداد الأسبوعية
 
صفحات العدد
خدمات الجزيرة
بريدنا الإلكتروني
اصدارات الجزيرة