الله أعلم أن اكبر مدن للتشليح في العالم توجد عندنا.. لدينا جبال من السيارات التالفة.. إما قهراً أو طوعاً (يعني مهربدة) وهل نتوقع أن هذه الجبال من السيارات عتيقة (بمعنى عديمة الموديل) كلا يا طيب الفال.. بل موديلات 2003 - 2002 وما حواليها.. لن أتحدث عن تلك السيارات التي أكلت من فيها بدون عظم أو حتى إذن..

بل حديثي عن السيارات التي نتلفها بسوء العناية.. وقلة التدبر هل نحن نعطي الوقت الكافي للسيارة حتى تحمى؟ أم أن ظروف التأخر والعجلة والطوارئ الكثيرة.. تستلزم أن (نشغل ونتوكل على الله).. البعض لا يفكر في تغيير الزيت أو زيادة الماء.. إلا إذا صاح مؤشر الخط عشر مرات.

في كثير من الأحيان تخرط الهوبات في عام واحد خمس مرات هل من الممكن أن نقوم بفحص هذه المركبة حتى وإن لم تحتاج لفحص.. هذا مستحيل إذا تمزق بطن السيارة أو توقفت أو تحللت صواميلها.. ذهبنا بها للورشة على سطحة.. أليس كذلك.. بلى والله.. من هنا لا يتجاوز عمر السيارة مع الجيد منا سوى خمس أو ست سنوات في الغالب والدليل نفاذ آخر موديل من السوق. لست أدري لماذا أنا معجب جداً بالجالية الفلبينية (هل لأن السيارة تدوم مع أحدهم حتى ينتهي عمرها الافتراضي) أم لأنهم يهتمون بها ويأخذون الوقت الكافي في مشاويرهم.. بل وفي ذهابهم للعمل.. بينما نحن مطاردة في الشوارع ثم لا طريقاً قطعنا ولا سيارة أبقينا..

من هنا لا تستغربوا أن بعض سياراتنا تأخذ أضعاف المبالغ تصليح مع أنها جديدة أو شبه كل هذا لأننا ندع الصغير حتى يكبر.. وعلى العموم هنيئاً لأصحاب الورش ومدن التشليح وقطع الغيار وأحسن الله العزاء في راتب آخر الشهر.

إشراقة:

..إن الجبال من الحصى