كنت أعمل في إحدى الشركات وإذ بزميلي من السودان الشقيق يأتي وبرأسه ألف سؤال وسؤال، تارة يضحك وتارة يغضب ملوحا يديه وكل تعابيره مليئة بالاستغراب والحزن، فدفعني فضولي لسؤال صديقي ماذا به؟ فأجابني أنه ذهب لاستخراج تأشيرة خروج وعودة لوالدته فاذا موظف الجوازات يعيد له الجواز ضاحكا قائلا له: (خلي الوالدة تراجع المرور شكله عليها مخالفة)، فاعتقد أن الموظف يمازحه لكن بعد أن نظر للمعاملة وجد فعلا عليها شرحا لمراجعة المرور وإسقاط المخالفة هنا انتاب زميلي حالة شعور بين الضحك والبكاء قائلا إن والدته ستسافر غدا إلى الخرطوم وكيف يتسنى له حل هذا الإشكال فذهب مسرعا إلى إدارة المرور لحل الموضوع وجد أمامه طابور طويل ولدى حديثه مع رجل المرور أن هناك مخالفة مسجلة بالخطأ على إقامة والدته لأنها تجاوزت السرعة، فأفاده رجل المرور أن مثل هذه الأمور تحدث ويتم تعديلها، فطلب منه عمل خطاب لإسقاط المخالفة ومن ثم يعتمدها الضابط لكي تسقط المخالفة، هذا ما فعله لكن الوقت مضى وقارب الدوام على الانتهاء والرحلة ثاني يوم، فما كان من صديقي إلا أن قرر أن يسدد مخالفة أمه ومن ثم طار إلى الجوازات واستخرج تأشيرة لوالدته.

هذه قصة قد تكون مضحكة الآن لكن في وقتها عند السفر تكون مبكية بكثير من الاستفهام والغضب، في الحقيقة لعلها تثير عدد من الاقتراحات والتساؤلات في خاطري اذكر منها:

1- عند تحرير مخالفة السرعة مثلا، ألا يفترض أحضار ما يثبت هذه المخالفة مثلا صورة السيارة موضحا بها إلكترونيا السرعة وتاريخ ووقت ومكان المخالفة واسم محرر المخالفة لكي تكون إثبات في حال ادعاء السائق عدم ارتكابه لهذه المخالفة.

2- لماذا لا يتم تركيب كاميرات رادار أوتوماتيكية تعمل على تصوير السيارة المخالفة ومن ثم يتم إنزال المخالفة تلقائيا على رقم البطاقة أو الإقامة؟

3- لماذا تسديد المخالفات والرسوم المرورية الأخرى تتم في بنك واحد أو اثنين، ولا تتم في كافة البنوك وذلك تسهيلا للسداد؟

4- موضوع حزام الأمان ممتاز جدا وأثبت فعالية وذلك لأن النظام المروري كان متشددا في ذلك، هذا يعطينا انطباعا أنه لا بد هنا من الردع المروري عندها سيلتزم الجميع بالنظام.

5- بدء تطبيق المخالفات للمتهورين في قيادة السيارة كالذين يتلاعبون بالسيارة بين الخطوط، والذين يقفون أمام الإشارة والذين ينسون أنهم بالشارع وهم يتحدثون بالجوال.

6- لا بد من تطبيق النظام المروري بشكل رادع وقوي على من يرتكب المخالفات دون تردد، فمن أمن العقوبة أساء الأدب.

ولعلي أنصح جميع الأمهات بعدم القيادة بسرعة كي لا تحرر ضدهن مخالفات تجاوز السرعة يبتلى أبناؤهم بسدادها، وستسدد سواء قادت المرأة السيارة أو.... لم تقدها!