Car Magazine Wednesday  11/06/2008 G Issue 75

الاربعاء 7 ,جمادى الثانية 1429   العدد  75

 

 

في هذا العدد

 

المستقبل

 
(صوت الرياح) من مازدا

 

 

إعداد - أشرف البربري

عندما كشفت شركة السيارات اليابانية مازدا موتور كورب النقاب عن نموذجها التجريبي الجديد لسيارات السباق فوراي ذي الشكل الدائري لم تكن مفاجأة للكثيرين المتابعين لمحاولات الشركة اليابانية تطوير لغة جديدة لعالم تصميم السيارات.

ويعني اسم فوراي باللغة اليابانية (صوت الرياح) وهو اسم يعكس بوضوح طموح الشركة اليابانية من أجل تطوير سيارة غير تقليدية على الإطلاق.

فقد شهدت الفترة الأخيرة استعراض مازدا لعدد من التجارب الفنية لتشكيل الألواح المعدنية بطرق مبتكرة بحيث تصلح لتطوير مفهوم تصميم هياكل السيارات وصولا إلى ما تسميه التصميم (المتدفق) أو الدائري.

وقدمت مازدا أول سيارة (دائرية) لها في معرض ديترويت الدولي للسيارات.

لغة جديدة

ويقول الخبراء إن فوراي تغازل بالفعل المستقبل بلغة جديدة تماما تهدف إلى فتح آفاق واسعة أمام تصميم السيارات من خلال الاستفادة من الطفرات التي شهدتها تكنولوجيا الصناعات المغذية والخامات بما في ذلك تطوير سبائك معدنية جديدة لهياكل السيارات.

والحقيقة أن النموذج الاختباري الجديد يشكل رسالة رائعة من جانب مازدا تؤكد من خلالها إصرارها الذي لا يلين على مخاطبة المستقبل والانطلاق إلى آفاق غير مطروقة في دنيا تصميم السيارات. تقول الشركة اليابانية إنها تسعى من أجل الوصول إلى هدف واحد هو أن يأتي يوم يصبح فيه نصيبها من سوق سيارات السباق الرياضية في الولايات المتحدة أكثر من نصيب أي علامة تجارية أخرى في العالم.

والحقيقة أن أحلام مازدا لا تنطلق من فراغ فقد نجح هيكلها كرودج سي 65 في الفوز بسباق لو مانز للسيارات في الولايات المتحدة لمدة موسمين والآن تأتي السيارة فوراي بتصميمها البديع لتؤكد مكانة مازدا في هذا العالم.فهي مزودة بمحرك قوته 450 حصان وهو ثلاثي الاتجاهات مع تطوير مراوح دوارة لزيادة قوة الدفع.

الإيثانول

ومن النظرة الأولى للنموذج الاختباري (فوراي )يدرك المتابع أنه ينطلق من النموذج الناجح للشركة (ناجير) ذي الشبكة العلوية الممتدة إلى رفارف العجلات الأمامية بالإضافة إلى المبالغة في الخطوط الانسيابية على جانبي الهيكل. ويتشابه تصميم السيارة الجديدة مع سياراتي إل.إم.بي وأيه.إل.إم إس مع قمرة مقفلة تماما. كما تم تطوير نظام جديد للتبريد على امتداد المحرك الدائري الموجود في منتصف الجسم. ولما كانت فوراي تخاطب المستقبل فكان من الطبيعي أن تعمل بوقود المستقبل، لذلك تم تطوير محركها لكي يعمل بوقود الإيثانول بنسبة 100% في حين أن أقصى استخدام لوقود الإيثانول حاليا كوقود حيوي متجدد يتم من خلال خلطه بالوقود التقليدي بنسبة تصل إلى 30% مقابل 70% وقود تقليدي حيث أقامت الشركة اليابانية شراكة مع شركة البترول البريطانية بريتش بتروليوم لإنتاج هذا الوقود الحيوي الجديد.

يقول فرانز فون هولزهاوزن مدير التصميم في فرع مازدا بأمريكا الشمالية (الهدف الرئيسي من فوراي هو إزالة الحدود الفاصلة بين تصميم السيارات العامة التي تجري في الشوارع وسيارات السباق التي لا تشاهد إلا بمضمار المسابقات. فمن الناحية التاريخية ظلت هناك فجوة بين سيارات السباق ذات الغرض الواحد وسيارات الركوب الرياضية التي أطلق عليها اسم السيارات السوبر التي تحاكي سيارات السباق ولكن داخل شوارع المدن. والآن فإن فوراي سوف تلغي هذه الفجوة بصورة لم تفعلها أي سيارة أخرى من قبل.

نموذج مبتكر

وإذا كانت مازدا مشغولة حاليا بتطوير نموذجها الاختباري الجديد فوراي الذي يستخدم المحرك الدوار فإنها تستعد لكشف النقاب عن سيارة جديدة تستخدم نفس التكنولوجيا وهي السيارة آر إكس 8 التي ينتظر ظهورها في الأسواق عام 2009 فالسيارة الجديدة سوف تستخدم المحرك الدوار رينيسيس الذي تنتجه مازدا رغم أنه من غير الواضح ما إذا كانت الشركة اليابانية سوف تستخدم الجيل الجديد من هذا المحرك والذي كشفت عنه النقاب في معرض طوكيو للسيارات في أكتوبر الماضي في السيارة آر إكس. يعتمد الجيل الجديد من هذا المحرك المنتظر استخدامه في فوراي على تكنولوجيا الحقن المباشر للوقود وهي التكنولوجيا التي تحقق كفاءة عالية في استهلاك الوقود مقارنة بأنظمة الحقن غير المباشر.

ويمكن القول إن فوراي هي الجيل الخامس من لغة التصميم الجديدة التي تسعى مازدا إلى تطويرها والتي بدأت بالنموذج الاختباري ناجير. وهي جذابة ومثيرة.

وبعيدا عن أن النموذج الاختباري الذي قدمته مازدا لهذه السيارة فإنه يبدو عملا فنيا بديعا في حد ذاته كما لو كان سيارة السباق أيه إل إم إس بي 2 التي قدمتها مازدا عام 2006

ورغم وجود العديد من ملامح طرز سابقة أنتجتها مازدا في فوراي فالواضح أن مهندسي الشركة اليابانية قرروا إضفاء العديد من الملامح الجديدة والمميزة التي تحقق طفرة في الأداء الوظيفي لتلك التحفة القادمة مستفيدين من الخبرة الفنية المتراكمة لديهم.

فقد تم تطوير نظام لتبريد أنظمة المكابح من خلال فتح قناة مباشرة من مقدمة السيارة إلى رفارف العجلات وأسطوانات المكابح. في الوقت نفسه فإن دائرة تبريد الهواء بتصميمها الجديد تسمح لوصول أكبر كمية هواء ممكنة إلى المحرك دون أن يؤدي ذلك إلى زيادة مقاومة الهواء للسيارة.

وبالطبع يمكن القول إن كل المعلومات المتاحة حتى الآن عن (صوت الرياح) ليس أكثر من مجرد قمة جبل جليدي ما يظهر منه على السطح أقل بكثير مما يختبئ تحت الماء.

فمهندسو التصميم في مازدا يؤكدون أن المشروع الحالي يهدف إلى تطوير (سيارة صاروخية) ذات قدرات تكنولوجية هائلة سواء فيما يتعلق بالجانب الميكانيكي والحركي أو فيما يتعلق بأنظمة التحكم والسيطرة.

ويشير مدير التصميم في فرع مازدا بأمريكا الشمالية إلى أن صغر حجم السيارة الجديدة لن يؤدي بأي شكل من الأشكال إلى تقليل قدرتها على الاحتفاظ بتوازنها وثباتها على الطريق خاصة وأن الهدف أن تكون سيارة للاستخدام اليومي وليست سيارة سباق للمحترفين فقط.

فقد نجح مهندسو الشركة في التوصل إلى معادلة تصميمية لهيكل السيارة يحقق لها أفضل استفادة ممكنة من الجاذبية الأرضية لضمان الاستقرار والاتزان على الطريق عند السرعات العالية حيث يتوقع الخبراء أن تتجاوز سرعة فوراي 280 كيلومتر في الساعة.

أيضا فإن أنظمة الأمان والسيطرة في فوراي ستقلل احتمالات المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها ركابها وعددهم اثنين غالبا إلى أدنى مستوى ممكن سواء من خلال أنظمة المكابح أو التحكم الإلكتروني في الاتزان أو الوسائد الهوائية وأحزمة الأمان الإلكترونية.

الصفحة الرئيسية

رجوع

حفظ

طباعة

 
 
 
بريدنا الإلكتروني
 
البحث
 
أرشيف الأعداد الأسبوعية
 
صفحات العدد
خدمات الجزيرة
بريدنا الإلكتروني
اصدارات الجزيرة