Car Magazine Wednesday  12/03/2008 G Issue 63

الاربعاء 4 ,ربيع الاول 1429   العدد  63

 

 

في هذا العدد

 

أصداء

 
لماذا الحوادث المميتة كثيرة عندنا؟

 

 

في صخب الشوارع وضجيج المحركات، تقف الأفكار عاجزة عن التعبير وتشخص الأبصار وتتعطل لغة العقل وتتدخل العواطف لتحكم قبضتها على مصير الإنسان ليس وحده فقط بل وحتى من حوله، فهذا شاب في مقتبل العمر وضع عقله بين بقايا سجائره المحروقة، وأعطى قلبه وعواطفه دفة التحكم في مستقبله ومستقبل من حوله، فأدار محرك سيارته، وزاد ثم زاد ثم زاد، حتى وصل إلى مبتغاه، سرعته تجاوزت 140 كم في الساعة، وهو يطلب المزيد، وظروف المكان لا تسمح، فالشارع مزدحم، لكن هذا الشاب كان قد أخذ احتياطاته، فقرر اتباع الخطوة الثانية، خطوة لا تقل خطورة عن سابقتها، فها هو بلمح البصر ينطلق كالسهم في زحمة المكان متخطياً السيارات تارة من اليمين وأخرى من الشمال، ولايزال يزيد في سرعته لكي يتمكن من إيجاد فرص هنا أو هناك بين إحدى السيارات، وعندما تسير أمامه بسرعة 120كم أو 100كم، فستجد العجب من هؤلاء المستهترين، فستتعرض لأنواع الأذى فتارة برفع منبه الصوت (البوري)، وتارة أخرى برفع (النور)، إذا كان هذا الشاب فيه شيء من الاحترام، أما ان كان غير ذلك فانتظر المشاكل فسيضايقك وأنت تقود بعد أن يتخطاك وسيتلفظ عليك وسيتسبب في إيقاف حركة السير، كل ذلك يحصل لأنك تقود وفق النظام وهؤلاء لا يبالون بالنظام، وعندما تدخل مع أحدهم في نقاش حول القيادة وأصولها وفنونها فستجابه بعاصفة من المعارضات، فستكون في نظرهم مجرد مكابر و(متفلسف)، وسينعتونك ب(العليمي) وهذه لفظة يطلقها (الطارات) - كما يقولون - على الشخص الملتزم بقواعد السير، كل ذلك له أسبابه تعود إلى الوعي، رغم كثرة النشرات والتوعية في الصحف والتلفاز، وهي وحدها لا تكفي فاليد الواحدة لا تصفق، فالمنزل والمدرسة والمسجد يتحملون نسباً متفاوتة تقسم كل حسب مكانته في المجتمع، ولا بد من التشديد وأكرر التشديد فيما يتعلق بالعقاب والمخالفات المرورية فهذه الأشياء تكون عوناً بعد الله في الحد من المجازر الشوارعية إن جاز التعبير، فقد دخلنا في أرقام فلكية في عدد الوفيات بأسباب التهور والسرعة الزائدة، لازلنا في انتظار المزيد إذا ما بقينا على ما نحن عليه، فالكل منا عليه حق النصح والتوجيه لكل من له ولاية عليه.

وأخيراً:

كثيرا ما نتساءل (مستغربين)!!! لماذا الحوادث المميتة كثيرة في بلدنا؟!!

عبدالله الجعيدي aazz-a@hotmail.com

الصفحة الرئيسية

رجوع

حفظ

طباعة

 
 
 
بريدنا الإلكتروني
 
البحث
 
أرشيف الأعداد الأسبوعية
 
صفحات العدد
خدمات الجزيرة
بريدنا الإلكتروني
اصدارات الجزيرة